محمود عباس فوق الشجرة
الجمل: عقد الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مقره الرئاسي جلسة حوار مطولة مع ضيفه وزير الخارجية النرويجي جوناس غارستور, وما كان لافتا للنظر أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان يمثل "المادة" الرئيسية التي شكلت موضوع الحوار:
كيف تحدث شيمون بيريز عن محور عباس:
سعى شيمون بيريز إلى إدارة الحوار بشكل يساعد في خلق صورة كاريكاتيرية, تجعل من الرئيس محمود عباس يقف ضمن مشهد لا يحسد عليه, ومن أبرز ما تطرق إليه شيمون بيريز نشير إلى النقاط الآتية:
•أنا صديق لأبو مازن.
•قال لي أبو مازن بأن الأميركيين قد جعلوه يصعد إلى شجرة عالية, ثم أخذوا السلم وتركوه معلقا.
•ارتكب أبو مازن الكثير من الأخطاء عندما بنى الكثير من التوقعات لجهة عقد الآمال على الإدارة الأميركية الجديدة.
•اعتقد أبو مازن بأن الإدارة الأميركية الجديدة سوف تقف إلى جانب الفلسطينيين في صراعهم مع الإسرائيليين.
•أنا قادر أن أتفهم مشاعر الإحباط التي يعاني منها أبو مازن حاليا.
•لقد أخبرت أبو مازن "مرارا وتكرارا" بأن تعليق وقف المفاوضات هو بمثابة اللعب بالنار, ولكنه لم يسمع الكلام, وقال بأن لديه المتسع من الوقت.
•سوف يحدث شيء ما, لجهة إشعال انتفاضة فلسطينية جديدة, وعندها سوف يكون الطرفان الإسرائيلي والفلسطيني قد أضاعا الفرصة.
•قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإحداث تغييرات جذرية في مواقفه بحيث أصبح يقبل بحل الدولتين.
أما مداخلة وزير الخارجية النرويجي مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, فقد كانت تنطوي على قدر كبير من السخرية, منها:
•إن إسرائيل يجب أن تقدم الدعم لمحمود عباس.
•لقد أصبح محمود عباس في حالة انكشاف ويمتلكه شعور بأنه قد تعرض للأذى والجرح والمهانة.
•إن على الأميركيين أن يقدموا الدعم لمحمود عباس.
•يوجد لدى الإسرائيليين أفضل السيكيولوجيين والأطباء النفسيين, فكيف يمكن يا ترى قراءة شخصية وعقل محمود عباس السياسي؟ وما الذي يمكن أن يجعله يتحرك؟
صداقة بيريز-أبو مازن: بين الصداقة والحرب النفسية؟
نلاحظ من خلال حوار الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز-وزير الخارجية النرويجي, بان مفردات وعبارات الحوار, لم تكن تهدف إلى مجرد توصيف موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس, وإنما كانت تحمل قدرا أكبر من طاقة العنف الرمزي, وإنما كان عنفا رمزيا قد أتى ضمن سياقات حوارية تهدف في جانبها المعلن إلى دعم موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
سعى شيمون بيريز إلى تحميل محمود عباس المسئولية عن توقف المفاوضات الفلسطينية-الإسرائيلية, إضافة إلى تهديد وردع محمود عباس, بأنه سوف يواجه انتفاضة فلسطينية عارمة, سوف تطيح به من فوق الشجرة, وبالتالي, فليس هناك من سبيل سوى أن يسعى محمود عباس للعودة إلى طاولة المفاوضات مع نتنياهو, وإلا فإن محمود عباس سوف يتوجب عليه الاستعداد لمغادرة السلطة الفلسطينية طالما أن الانتفاضة الفلسطينية الجديدة سوف تستهدف محمود عباس, قبل الإسرائيليين.
ليس أمامنا سوى أن نصف السيناريو القادم الذي سوف يواجه رام الله بشكل مختصر: لقد سعت السلطة الفلسطينية بقيادة الزعيم محمود عباس, إلى تقديم التنازلات للإسرائيليين بشكل يتلازم مع قيام رام الله بتكثيف الضغوط على خصومها الفلسطينيين, وبسبب التمادي في المفاوضات والتنازلات, فقد أصبحت السلطة الفلسطينية, كمن وقع في الشبك, وأصبح لسان حاله يقول على حد تلميحات صديقه بيريز: «الدخول في الشبكة والتأمل في الخروج»..
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد