06-08-2007
مسارات الحوار الإيراني- الأمريكي وخيارات حلفاء أمريكا في المنطقة
الجمل: تزايد الإحباط في أروقة الإدارة الأمريكية إزاء جدوى تنفيذ سيناريوهات مخططات استهداف وتغيير النظام الإيراني الحالي، وعلى خلفية تزايد الانقسامات بين فريق يؤيد الضربة العسكرية، وآخر يؤيد العمل بالوسائل السياسية والدبلوماسية، برز اتجاه جديد أكثر براغماتية يقول بإمكانية الوصول إلى حل مع إيران.
· تداعيات ضغوط أزمة ملف إيران النووي على الإدارة الأمريكية:
ظلت عملية توجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران هاجساً يدغدغ أحلام إدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد وصقور الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، ولكن إزاء تداعيات الأزمة الأمريكية وتزايد المعارضة داخل وخارج أمريكا، برز اتجاهان داخل الإدارة الأمريكية يتفق كلاهما في ضرورة القيام بعملية تغيير النظام الإيراني، ولكنهما يختلفان في الأسلوب والوسيلة.
- اتجاه الضربة العسكرية: ويتزعمه ديك تشيني، والخبراء المدنيين العاملين في مجلس الأمن القومي والبنتاغون والبيت الأبيض.
- اتجاه العمل السياسي والدبلوماسي: وتتزعمه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، والجمهوريين المعتدلين، إضافة إلى الديمقراطيين في الكونغرس.
تقارير البنتاغون أكدت استحالة فعالية الضربة العسكرية في القضاء على القدرات الإيرانية النووية والعسكرية إضافة إلى أنها حذرت من الخسائر الفادحة التي ستتعرض لها القوات الأمريكية الموجودة في العراق والخليج العربي، وحذرت أيضاً من حالة الخراب التي ستلحق بالمصالح الأمريكية الموجودة في شتى أنحاء العالم، إضافة إلى أنها أشارت إلى المخاطر التي ستحدق بإسرائيل والتي توجد بطاريات صواريخ حزب الله اللبناني على بعد 20 كيلومتراً فقط من حدودها، وقد هدد بعض كبار العسكريين في البنتاغون بتقديم استقالاتهم من العمل فوراً إذا حدث وجاءتهم أوامر تنفيذ الضربة العسكرية من البيت الأبيض.
أما بالنسبة للخيار السياسي والدبلوماسي فقد تبين انه يتطلب الكثير من الوقت، وأيضاً يتطلب الحصول على الإجمال الدولي، وذلك لكي تكون حلقة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية أكثر احكاماً في تطويقها لإيران، ولكن تبين للإدارة الأمريكية أن الحصول على هذا الإجمال غير ممكن في الوقت الحالي بسبب معارضة الكثير من دول العالم للتوجهات الأمريكية، إضافة إلى أن قدرة الاقتصاد الإيراني على تحقيق الاكتفاء الذاتي أصبحت في حد ذاتها عاملاً قوياً يستطيع جعل إيران تقف في مقاومة أي عقوبات دولية لفترة طويلة من الزمن.
· الحوار الإيراني- الأمريكي وبروز (خيار إيران):
نشرت صحيفة جورنال أونلاين الالكترونية الأمريكية تحليلاً كتبه الصحفي نيكولا ناصر، قال فيه: إن تغطية المصالح الأمريكية في العراق، وخلق الأرضية المشتركة كـ(خيار إيراني) بالنسبة لإدارة الرئيس جورد دبليو بوش، من الممكن تطويرها ضمن سياق اختراقات السياسة الخارجية الأمريكية الذي ظل قائماً ومتبعاً في إدارة الإدارات الأمريكية لأجندتها في حالتي الصراع العربي- الإسرائيلي، والصراع الهندي- الباكستاني.. ويضيف نيكولا ناصر قائلاً بأن ثمة عوامل تحكم هذا السياق، منها عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية، والإحباط إزاء مشروعات القيام بعمليات تغيير النظام في الدول الأخرى، وتشديد إدارة بوش على أن الولايات المتحدة أصبحت تمثل القوة العظمى الوحيدة في العالم والتي يتوجب أن لا يقف شيء أمام إرادتها.
وفي هذا الصعيد لمح الصحفي الأمريكي روبين رايت في مقالته التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست قائلاً بالمعطيات الآتية:
- ان العراق يمثل الحاجز أو المنطقة العازلة ضد إيران.
- ان امريكا سوف تظل تدعم العراق للقيام بهذا الدور.
- ان على العرب ان يقوموا بدعم العراق الذي تدعمه أمريكا لكي يقوم بمنع إيران من التقدم.
ووفقاً لهذه المعطيات أشار الصحفي الأمريكي قائلاً: إن الإدارة الأمريكية عندما أرسلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع روبرت غاتز إلى المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت ترغب في حقيقة الأمر إفهام الزعماء العرب بالرسالة القائلة بأنهم إذا لم يقوموا بدعم العراق الذي تدعمه أمريكا، والوقوف إلى جانب أمريكا في كل شيء، فإن أمريكا قد تتجه إلى تسوية أمورها مع إيران، حول الملف النووي وحول العراق، وتترك العرب بعد ذلك في مواجهة الخطر الإيراني، وتدبر مصيرهم بنفسهم، كذلك على السنة العراقيون الكف عن التمرد، وذلك لأن توافق امريكا مع إيران، قد يترتب عليه إطلاق يد الميليشيات الشيعية العراقية ضدهم.
· مسارات الحوار الإيراني- الأمريكي:
حتى الآن تمت جولتان من الحوار الإيراني- الأمريكي في المنطقة الخضراء ببغداد بين السفيرين الإيراني والأمريكي.
- جولة الحوار الأولي: تمت في يوم 28 أيار 2007م، وكانت أول سابقة لحوار إيراني- أمريكي رسمي مباشرة وجهاً لوجه منذ عام 1979م، وكسرت حاجز الجمود الدبلوماسي بين البلدين الذي استمر لفترة 27 عاماً، كانت إيران تصف فيها الولايات المتحدة بـ(الشيطان الأكبر) وكانت الولايات المتحدة تصف إيران بـ(الدولة المارقة)، و(عمود محور الشر).
- جولة الحوار الثانية: وتمت في 24 تموز الماضي، وقد استغرقت حوالى سبع ساعات وتم التوصل بعدها إلى تكوين لجنة للنظر في القضايا موضوع النقاش.
يقول المراقبون بأن نجاح الحوار الإيراني- الأمريكي يتوقف بقدر كبير على أداء الحكومة العراقية الحالية التي يترأسها نوري المالكي الموالي لإيران، وأيضاً على مدى دعم الإيرانيين لحكومته.. ويضيف أحد الخبراء قائلاً: إن الإدارة الأمريكية أصبح شغلها الشاغل في الوقت الحالي هو تحقيق النجاح في العراق، وذلك لعدة أسباب، من أبرزها:
- الأوضاع في العراق في حالة تدهور وحالة القوات الأمريكية تزداد سوءاً.
- الديمقراطيون يحضرون ويرتبون الصفوف لمواجهة قوية ضد إدارة بوش في يوم 15 أيلول أي بعد 40 يوماً من الآن.
وهناك بعض الجهموريين بدؤوا بالوقوف إلى جانب الديمقراطيين، ومن ثم إذا استطاع الديمقراطيون الحصول على تأييد ثلثي الأعضاء، فإن الرئيس بوش سيكون ملزماً بنص الدستور الأمريكي بعدم ممارسة حق الفيتو ضد قرار الكونغرس، وبتنفيذ القرار جملة وتفصيلاً حتى لو كان انسحاباً فورياً من العراق، وليس من سبيل لإضعاف موقف الديمقراطيين أمام الرئيس بوش سوى إحراز التقدم في العراق.
- ان حلفاء أمريكا العراقيين الذين تعتمد عليهم إدارة بوش أصبحوا يطالبون الإدارة الأمريكية بإلحاح على ضرورة التفاهم والتوصل إلى حل مع إيران بشأن استقرار العراق.
· خيارات حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط:
أشار السفير الأمريكي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده بصريح العبارة إلى أن حلفاء أمريكا في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية وغيرها، لا يفعلون كل ما في وسعهم لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وحالياً تطالبهم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة في هذه المسألة الاستراتيجية الهامة.
وتعليقاً على حديث زلماي خليل زاده، قال روب مالري خبير شؤون الشرق الأوسط في المجموعة الدولية للأزمات، من العاصمة البلجيكية بروكسل: إن إدارة بوش قد وضعت حلفاءها العرب المعتدلين والخليجيين في مواجهة خيارين كل واحد منهما أسوأ من الآخر، وهما:
- خيار التورط مع أمريكا في السيطرة على العراق، وهو أمر سوف يجلب لهذه الدول العربية السخط الداخلي، إضافة إلى القيام بتمويل وتحمل تكاليف نفقات الوجود الأمريكي الباهظة في العراق.
- خيار عدم التورط مع أمريكا، وفي هذه الحالة قد تتفق أمريكا مع إيران، بحيث تقوم أمريكا بتأمين مصالحها وفي الوقت نفسه إطلاق يد إيران في الخليج.
وعموماً، إن حدوث أي تقارب إيراني- أمريكي حول خطط العراق سوف يؤدي إلى نشوء خارطة أمنية إقليمية جديدة في منطقة الخليج، ربما تكون على غرار سيناريو قيام إيران بدور شرطي الخليج الذي كان سائداً خلال حقب خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
كذلك، فالقنوات المزدوجة الخاصة بالحوار الإيراني- الأمريكي، أصبحت مفتوحة إلى حد ما بين واشنطن وطهران، إضافة إلى أن الحكومة العراقية التي نصبتها أمريكا في العراق سوف تظل مستمرة في القيام بدور القناة غير المباشرة لهذا الحوار.
وبالنسبة لمضمون الحوار الدائر، فإن إيران ماتزال تطالب بانسحاب أمريكا من العراق، ولكن على أساس ان تظل إيران وتستمر في القيام بدور الطرف الرئيسي المسؤول عن استمرار الحكومة العراقية الحالية، وضمان تنفيذ استمرارية العملية السياسية التي أطلقتها الولايات المتحدة.
وعلى ما يبدو فإن مصير سياسة بوش حول العراق سوف يرتبط إما بالتوصل إلى اتفاق مع إيران وهو أمر قد لا يحدث في القريب العاجل بسبب تشدد الطرفين، أو بموقف التوازنات بين الإدارة الأمريكية وخصومها في الكونغرس، وذلك لأنه إذا أدركت الإدارة الأمريكية بأن قرار الكونغرس سوف يكون التصويت عليه ضمن النسبة التي تلزم الإدارة الأمريكية، فإن البيت الأبيض قد يدفع باتجاه اتفاق سريع مع إيران من أجل ضمان (مصالح إدارة بوش) في العراق، وربما استهداف حلفاء أمريكا في الخليج، على النحو الذي يلحق به بوش العقاب بـ(آل سعود)، وأمير الكويت، وغيرهم من جهة، ومن الجهة الأخرى يوفر للإدارة الأمريكية العودة مرة أخرى للخليج تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية في الخليج ليس من خطر نظام صدام حسين هذه المرة، وإنما من الخطر الإيراني.
· تداعيات ضغوط أزمة ملف إيران النووي على الإدارة الأمريكية:
ظلت عملية توجيه الضربة العسكرية الأمريكية ضد إيران هاجساً يدغدغ أحلام إدارة بوش وجماعة المحافظين الجدد وصقور الحزب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، ولكن إزاء تداعيات الأزمة الأمريكية وتزايد المعارضة داخل وخارج أمريكا، برز اتجاهان داخل الإدارة الأمريكية يتفق كلاهما في ضرورة القيام بعملية تغيير النظام الإيراني، ولكنهما يختلفان في الأسلوب والوسيلة.
- اتجاه الضربة العسكرية: ويتزعمه ديك تشيني، والخبراء المدنيين العاملين في مجلس الأمن القومي والبنتاغون والبيت الأبيض.
- اتجاه العمل السياسي والدبلوماسي: وتتزعمه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية، والجمهوريين المعتدلين، إضافة إلى الديمقراطيين في الكونغرس.
تقارير البنتاغون أكدت استحالة فعالية الضربة العسكرية في القضاء على القدرات الإيرانية النووية والعسكرية إضافة إلى أنها حذرت من الخسائر الفادحة التي ستتعرض لها القوات الأمريكية الموجودة في العراق والخليج العربي، وحذرت أيضاً من حالة الخراب التي ستلحق بالمصالح الأمريكية الموجودة في شتى أنحاء العالم، إضافة إلى أنها أشارت إلى المخاطر التي ستحدق بإسرائيل والتي توجد بطاريات صواريخ حزب الله اللبناني على بعد 20 كيلومتراً فقط من حدودها، وقد هدد بعض كبار العسكريين في البنتاغون بتقديم استقالاتهم من العمل فوراً إذا حدث وجاءتهم أوامر تنفيذ الضربة العسكرية من البيت الأبيض.
أما بالنسبة للخيار السياسي والدبلوماسي فقد تبين انه يتطلب الكثير من الوقت، وأيضاً يتطلب الحصول على الإجمال الدولي، وذلك لكي تكون حلقة العقوبات الاقتصادية والدبلوماسية أكثر احكاماً في تطويقها لإيران، ولكن تبين للإدارة الأمريكية أن الحصول على هذا الإجمال غير ممكن في الوقت الحالي بسبب معارضة الكثير من دول العالم للتوجهات الأمريكية، إضافة إلى أن قدرة الاقتصاد الإيراني على تحقيق الاكتفاء الذاتي أصبحت في حد ذاتها عاملاً قوياً يستطيع جعل إيران تقف في مقاومة أي عقوبات دولية لفترة طويلة من الزمن.
· الحوار الإيراني- الأمريكي وبروز (خيار إيران):
نشرت صحيفة جورنال أونلاين الالكترونية الأمريكية تحليلاً كتبه الصحفي نيكولا ناصر، قال فيه: إن تغطية المصالح الأمريكية في العراق، وخلق الأرضية المشتركة كـ(خيار إيراني) بالنسبة لإدارة الرئيس جورد دبليو بوش، من الممكن تطويرها ضمن سياق اختراقات السياسة الخارجية الأمريكية الذي ظل قائماً ومتبعاً في إدارة الإدارات الأمريكية لأجندتها في حالتي الصراع العربي- الإسرائيلي، والصراع الهندي- الباكستاني.. ويضيف نيكولا ناصر قائلاً بأن ثمة عوامل تحكم هذا السياق، منها عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية، والإحباط إزاء مشروعات القيام بعمليات تغيير النظام في الدول الأخرى، وتشديد إدارة بوش على أن الولايات المتحدة أصبحت تمثل القوة العظمى الوحيدة في العالم والتي يتوجب أن لا يقف شيء أمام إرادتها.
وفي هذا الصعيد لمح الصحفي الأمريكي روبين رايت في مقالته التي نشرتها صحيفة الواشنطن بوست قائلاً بالمعطيات الآتية:
- ان العراق يمثل الحاجز أو المنطقة العازلة ضد إيران.
- ان امريكا سوف تظل تدعم العراق للقيام بهذا الدور.
- ان على العرب ان يقوموا بدعم العراق الذي تدعمه أمريكا لكي يقوم بمنع إيران من التقدم.
ووفقاً لهذه المعطيات أشار الصحفي الأمريكي قائلاً: إن الإدارة الأمريكية عندما أرسلت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس، ووزير الدفاع روبرت غاتز إلى المنطقة خلال الأسبوع الماضي كانت ترغب في حقيقة الأمر إفهام الزعماء العرب بالرسالة القائلة بأنهم إذا لم يقوموا بدعم العراق الذي تدعمه أمريكا، والوقوف إلى جانب أمريكا في كل شيء، فإن أمريكا قد تتجه إلى تسوية أمورها مع إيران، حول الملف النووي وحول العراق، وتترك العرب بعد ذلك في مواجهة الخطر الإيراني، وتدبر مصيرهم بنفسهم، كذلك على السنة العراقيون الكف عن التمرد، وذلك لأن توافق امريكا مع إيران، قد يترتب عليه إطلاق يد الميليشيات الشيعية العراقية ضدهم.
· مسارات الحوار الإيراني- الأمريكي:
حتى الآن تمت جولتان من الحوار الإيراني- الأمريكي في المنطقة الخضراء ببغداد بين السفيرين الإيراني والأمريكي.
- جولة الحوار الأولي: تمت في يوم 28 أيار 2007م، وكانت أول سابقة لحوار إيراني- أمريكي رسمي مباشرة وجهاً لوجه منذ عام 1979م، وكسرت حاجز الجمود الدبلوماسي بين البلدين الذي استمر لفترة 27 عاماً، كانت إيران تصف فيها الولايات المتحدة بـ(الشيطان الأكبر) وكانت الولايات المتحدة تصف إيران بـ(الدولة المارقة)، و(عمود محور الشر).
- جولة الحوار الثانية: وتمت في 24 تموز الماضي، وقد استغرقت حوالى سبع ساعات وتم التوصل بعدها إلى تكوين لجنة للنظر في القضايا موضوع النقاش.
يقول المراقبون بأن نجاح الحوار الإيراني- الأمريكي يتوقف بقدر كبير على أداء الحكومة العراقية الحالية التي يترأسها نوري المالكي الموالي لإيران، وأيضاً على مدى دعم الإيرانيين لحكومته.. ويضيف أحد الخبراء قائلاً: إن الإدارة الأمريكية أصبح شغلها الشاغل في الوقت الحالي هو تحقيق النجاح في العراق، وذلك لعدة أسباب، من أبرزها:
- الأوضاع في العراق في حالة تدهور وحالة القوات الأمريكية تزداد سوءاً.
- الديمقراطيون يحضرون ويرتبون الصفوف لمواجهة قوية ضد إدارة بوش في يوم 15 أيلول أي بعد 40 يوماً من الآن.
وهناك بعض الجهموريين بدؤوا بالوقوف إلى جانب الديمقراطيين، ومن ثم إذا استطاع الديمقراطيون الحصول على تأييد ثلثي الأعضاء، فإن الرئيس بوش سيكون ملزماً بنص الدستور الأمريكي بعدم ممارسة حق الفيتو ضد قرار الكونغرس، وبتنفيذ القرار جملة وتفصيلاً حتى لو كان انسحاباً فورياً من العراق، وليس من سبيل لإضعاف موقف الديمقراطيين أمام الرئيس بوش سوى إحراز التقدم في العراق.
- ان حلفاء أمريكا العراقيين الذين تعتمد عليهم إدارة بوش أصبحوا يطالبون الإدارة الأمريكية بإلحاح على ضرورة التفاهم والتوصل إلى حل مع إيران بشأن استقرار العراق.
· خيارات حلفاء أمريكا في الشرق الأوسط:
أشار السفير الأمريكي في الأمم المتحدة زلماي خليل زاده بصريح العبارة إلى أن حلفاء أمريكا في المنطقة، مثل المملكة العربية السعودية وغيرها، لا يفعلون كل ما في وسعهم لمساعدة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، وحالياً تطالبهم الولايات المتحدة بتقديم المساعدة في هذه المسألة الاستراتيجية الهامة.
وتعليقاً على حديث زلماي خليل زاده، قال روب مالري خبير شؤون الشرق الأوسط في المجموعة الدولية للأزمات، من العاصمة البلجيكية بروكسل: إن إدارة بوش قد وضعت حلفاءها العرب المعتدلين والخليجيين في مواجهة خيارين كل واحد منهما أسوأ من الآخر، وهما:
- خيار التورط مع أمريكا في السيطرة على العراق، وهو أمر سوف يجلب لهذه الدول العربية السخط الداخلي، إضافة إلى القيام بتمويل وتحمل تكاليف نفقات الوجود الأمريكي الباهظة في العراق.
- خيار عدم التورط مع أمريكا، وفي هذه الحالة قد تتفق أمريكا مع إيران، بحيث تقوم أمريكا بتأمين مصالحها وفي الوقت نفسه إطلاق يد إيران في الخليج.
وعموماً، إن حدوث أي تقارب إيراني- أمريكي حول خطط العراق سوف يؤدي إلى نشوء خارطة أمنية إقليمية جديدة في منطقة الخليج، ربما تكون على غرار سيناريو قيام إيران بدور شرطي الخليج الذي كان سائداً خلال حقب خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
كذلك، فالقنوات المزدوجة الخاصة بالحوار الإيراني- الأمريكي، أصبحت مفتوحة إلى حد ما بين واشنطن وطهران، إضافة إلى أن الحكومة العراقية التي نصبتها أمريكا في العراق سوف تظل مستمرة في القيام بدور القناة غير المباشرة لهذا الحوار.
وبالنسبة لمضمون الحوار الدائر، فإن إيران ماتزال تطالب بانسحاب أمريكا من العراق، ولكن على أساس ان تظل إيران وتستمر في القيام بدور الطرف الرئيسي المسؤول عن استمرار الحكومة العراقية الحالية، وضمان تنفيذ استمرارية العملية السياسية التي أطلقتها الولايات المتحدة.
وعلى ما يبدو فإن مصير سياسة بوش حول العراق سوف يرتبط إما بالتوصل إلى اتفاق مع إيران وهو أمر قد لا يحدث في القريب العاجل بسبب تشدد الطرفين، أو بموقف التوازنات بين الإدارة الأمريكية وخصومها في الكونغرس، وذلك لأنه إذا أدركت الإدارة الأمريكية بأن قرار الكونغرس سوف يكون التصويت عليه ضمن النسبة التي تلزم الإدارة الأمريكية، فإن البيت الأبيض قد يدفع باتجاه اتفاق سريع مع إيران من أجل ضمان (مصالح إدارة بوش) في العراق، وربما استهداف حلفاء أمريكا في الخليج، على النحو الذي يلحق به بوش العقاب بـ(آل سعود)، وأمير الكويت، وغيرهم من جهة، ومن الجهة الأخرى يوفر للإدارة الأمريكية العودة مرة أخرى للخليج تحت ذريعة حماية المصالح الأمريكية في الخليج ليس من خطر نظام صدام حسين هذه المرة، وإنما من الخطر الإيراني.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد