مسيحيون عراقيون احتفلوا بالسنة وطالبوا «بمنطقة لهم في سهل نينوى»
ازدانت شوارع مدينة دهوك في اقصى شمال العراق بالالوان البنفسجية الجمعة في مناسبة حلول العام 6761 البابلي الاشوري الجديد، في حين طالب ناشطون بمنطقة خاصة للمسيحيين في سهل نينوى قرب الموصل.
اقامت تنظيمات سياسية من الطوائف المسيحية احتفالات كبيرة برأس السنة البابلية الاشورية، بمشاركة آلاف جاؤوا من مختلف المدن والمناطق التي يقطنها مسيحيون في العراق الى دهوك (450 كلم شمال بغداد)، حيث تسكن اعداد كبيرة منهم. وقد انطلقت المسيرة من وسط المدينة في اتجاه ساحة كنيسة مار نرسي التابعة لكنيسة المشرق الاشورية مسافة كيلومترين، بمشاركة فرق فنية وصلت من قره قوش وكركوك وعينكاوة والقوش والحمدانية.
وقال ميخائيل بنيامين ان «احياء المناسبة هذه السنة يأتي في ظل توحيد الخطاب بين مكونات شعبنا المسيحي، اذ يشارك كل الافرقاء السياسيون. ومطلبنا الرئيسي انشاء محافظة في سهل نينوى».
يمتد سهل نينوى بين طريق رئيسي يربط الموصل بدهوك، وصولا حتى قضاء الحمدانية، حيث يعيش 200 الف هم خليط من الاكراد الايزيديين والشبك والسريان والكلدان والاشوريين. ويضم ثلاثة اقضية وعدة نواح، ويشكل فيه المسيحيون الغالبية.
وتسمى احتفالات رأس السنة الاشورية البابلية بعيد «اكيتو». وقد رفع المشاركون اعلام الحزب الوطني الاشوري، والحركة الديموقراطية الاشورية، والمجلس الشعبي الكلداني السرياني، وحزب بيث نهرين، ومنظمة كلدو اشور للحزب الشيوعي الكردستاني والحزب القومي الكلداني. وقالت ريتا بنيامين (33 عاما) الآتية من بغديدا في محافظة نينوى: «انا في غاية السعادة لاجتماع ابناء شعبنا. انها فرصة لاحياء المناسبة في ظل اجواء حرية يشهدها اقليم كردستان». وتستمر الاحتفالات طوال 12 يوما، كما كان يحصل سابقا في بابل واشور.
من جهته، قال الكاتب والاعلامي ملكو خوشابا ان «الاحتفال بحلول العام 6761 البابلي الاشوري «اكيتو» يتضمن دلالات كثيرة، لكونه يشكل امتدادا حضاريا (...). وهذه السنة تحمل طابعا مميزا، نظرا الى مشاركة جميع الافرقاء السياسيين».
وكانت الحركة الديموقراطية الاشورية نظمت في الاعوام السابقة احتفالا لوحدها في دهوك. ورأى خوشابا «انها خطوة مهمة لتوحيد الخطاب القومي بيننا، كي نحقق مطالبنا في العراق وفقا للدستور، من اجل ان ينعم شعبنا بالحرية والامان».
وقالت جوان يوسف (37 عاما) انه «يوم تاريخي، وعلينا ان نعزز هذا التماسك». واضافت فيما كانت تمسك بيد طفلها الصغير الذي رسم على وجهه العلم الاشوري بالوانه البنفسجية: «من المفرح ان اشارك سنويا في هذه المناسبة. لكن الامر مختلف هذه السنة، لان الجيمع يشارك».
وتعود احتفالات سكان بلاد ما بين النهرين برأس السنة البابلية الاشورية الى اسطورة اكتشفت في خرائب نينوى، ومفادها ان عشتار آلهة الحب تزوجت من تموز اله الخصب. وتروي ان عشتار نزلت الى العالم السفلي، حيث حجزت وان زوجها تموز لم يكترث بذلك. وتضيف ان «عشتار طالبت مجلس الآلهة بمعاقبة تموز، فيقرر المجلس منحه الخلود النصفي، اي ان يبعث الى الحياة ستة اشهر، وينزل الى عالم الاموات ستة اخرى. وهكذا يبعث تموز في الاول من نيسان، ثم يعود الى العالم السفلي في نهاية ايلول».
بموجب ذلك، لا يزال بعضهم يزرع حفنة من الحنطة والشعير فى اناء قبل نيسان ويضعها في النافذة او امام الباب، على ان تنبت قبل الاول من الشهر المذكور. واسم التقليد بالسريانية: «دقنة نيسان»، اي لحية نيسان.
الى ذلك، اصدرت الاحزاب والحركات المشاركة في الاحتفال بيانا يؤكد ضرورة توحيد الخطاب المسيحي في العراق، معتبرا ان «خطوة تنظيمات شعبنا، بتشكيلها، تجمع التنظيمات السياسية الكلدانية السريانية الاشورية في هذه المرحلة والظروف الحرجة، وهي مهمة على طريق تفعيل العمل القومي المشترك».
وشدد على «ازدياد اهمية العمل الوحدوي في توحيد خطاب الافرقاء المنضوين المطالبين باستحداث محافظة لشعبنا الكلداني السرياني الاشوري في مناطق سهل نينوى مع بقية المكونات القومية والدينية المتعايشة معه»، في اشارة الى الشبك والايزيديين.
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد