مشعل: توقيع اتفاق المصالحة في القـاهـرة الشـهـر المقـبـل
أعلن رئيس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل، أمس، أنّ القاهرة تعكف على بلورة صيغة نهائية للمصالحة الوطنية، بحيث ستتم توجيه الدعوة إلى الفصائل الفلسطينية كافة لتوقيع اتفاق الشهر المقبل، مشيراً إلى أنّ حماس تعاملت مع الورقة المصرية بإيجابية كونها تشكل «أرضية صالحة» لتحقيق المصالحة.
وقال مشعل، خلال مؤتمر صحافي أعقب لقاءه مع مدير المخابرات المصرية عمر سليمان، إنّ المصريين «سيعملون خلال الأيام المقبلة على إعداد صياغة نهائية لمشروع المصالحة، وسيدعون كافة فصائل العمل الوطني الشهر المقبل لإبرام هذه المصالحة». وأضاف أنّ اللقاء مع سليمان كان «ايجابياً جداً، حيث بحثنا مختلف الأمور، واعتبرنا أنّ الورقة (المصرية) تصلح كأرضية لتحقيق المصالحة، وقد تجاوبنا معها وبحثنا في مختلف جوانبها».
وأشار مشعل إلى أنّ عدم رد حماس على الورقة المصرية بورقة مكتوبة يعود إلى «حرصنا على الحضور إلى القاهرة للتأكيد على موقفنا الداعم لإبرام اتفاق مصالحة ينهي حالة الانقسام».
ودعا مشعل حركة فتح لطي صفحة الماضي وذلك من أجل التصدي للمعركة مع الاحتلال، وتحقيق حق العودة وحماية القدس، داعيا إلى وقف التنسيق الأمني بين السلطة والإسرائيليين، والعودة إلى خيار المقاومة.
من جهة ثانية، دعا مشعل الدول العربية والإسلامية إلى تحمل مسؤوليتها تجاه القدس، محذراً من الاستجابة لدعوة الولايات المتحدة لخطوات تطبيعية مع إسرائيل في مقابل مكافآت.
تجدر الإشارة إلى أنّ وجهة حماس الإيجابية تجاه الورقة المصرية جرى التعبير عنها في اجتماع للفصائل الفلسطينية عقد قبل بضعة أيام في دمشق، حيث أبلغ مشعل ممثلي الفصائل المجتمعة بأنّ حركة حماس تقدّر أنّ الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة فتح يتجهان نحو إجراء انتخابات في الضفة الغربية مطلع العام المقبل، وهذا يعني اكتساب شرعية من الانتخابات من ناحية، ومن الوضع العربي عموماً والأسرة الدولية، وهذا يعزل حركة حماس والحكومة في غزة، ويجعل إمكانية التوصل إلى اتفاق مصالحة فلسطينية صعبة.
ولهذا السبب قررت حماس التعامل بإيجابية مع الورقة المصرية من دون أن يعني ذلك أنّ هذه الإيجابية سوف تقود فعلاً إلى مصالحة فلسطينية، إذ أنّ جهات متعددة في حماس ترى بأنّ القوة المسيطرة في فتح لا تريد فعلاً التوصل إلى مصالحة.
وفي هذا الإطار، قال عضو المكتب السياسي في حركة حماس محمود الزهار، في تصريح لقناة «الجزيرة» إنّ «الرد الإيجابي (على الورقة المصرية) لا يعني التنازل، ولكنه محاولة حقيقية لحل الإشكاليات القائمة والوصول إلى اتفاق».
يُذكر أنّه جرت محاولة لتنسيق رد فعل الفصائل الفلسطينية المقيمة في دمشق على الورقة المصرية، ولكن هذه المحاولة لم تكن ناجحة، إذ أنّ بعض الفصائل أرسلت بردودها المستقلة والمنفصلة إلى القيادة المصرية، كما فعلت الجبهتان الشعبية والديموقراطية وحركة الجهاد الإسلامي.
وحذرت الجبهة الشعبية من أنّ الحديث عن تأجيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية عن موعدها المقرر في الخامس والعشرين من كانون الثاني المقبل «سيخلق عقبات إضافية أمام إنهاء حالة الانقسام الفلسطيني»، مطالبة بتشكيل حكومة توافق وطني ذات مهام محددة، ومن دون برنامج سياسي، كبديل عن طرح تشكيل لجنة فصائلية للتنسيق بين غزة والضفة.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد