مصادر أمريكية تتحدث عن لقاءات سورية- إسرائيلية
نفى الناطق باسم البيت الابيض طوني سنو امس صحة التقرير الذي نشرته صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية الثلثاء عن توصل سوريا واسرائيل خلال مفاوضات سرية اجراها مندوبون من الدولتين الى تفاهم على معاهدة سلام. وقال: "لا صحة للخبر" الذي نفته رسميا ايضا سوريا واسرائيل.
لكن مصادر اميركية مسؤولة قالت ان الاجتماعات عقدت فعلا في تركيا والمانيا، وان المعلومات المتوافرة لديها تشير الى انها جرت بطريقة تسمح للحكومتين السورية والاسرائيلية بالقول انها جرت من دون تفويض منهما. وقللت شأن هذه الاجتماعات وشككت في مدى قرب المشاركين فيها من صانعي القرار في دولهم.
ومشاركة مواطنين أو أكاديميين او مسؤولين سابقين ومتقاعدين في ما يسمى مفاوضات المسار الثاني او الثالث، أي المسارات غير الرسمية، أمر مألوف في تاريخ المفاوضات والاتصالات العربية
– الاسرائيلية، وهو أسلوب كان معتمدا خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، اذ كانت تناقش في هذه المسارات قضايا سياسية واستراتيجية تكون حساسة احيانا، لكنها غير ملزمة للحكومات وان تكن توفر الفرص للبحث فيها نظريا او أكاديميا، تمهيدا لمعالجتها على أيدي السياسيين المحترفين.
ويقول المسؤولون الاميركيون ان تركيا تشجع مثل هذه الاتصالات وتريد ان تساعد دمشق في فتح جسور مع اسرائيل. كما ان المانيا، التي كانت مقبلة على رئاسة الاتحاد الاوروبي، تريد ان تضطلع بدور مهم في جهود احياء عملية السلام، ووضعت المصادر زيارة وزير الخارجية الالماني فرانك – فالتر شتاينماير لدمشق في هذا السياق. كما ان مشاركة تركيا والمانيا في القوة والموقتة للأمم المتحدة في لبنان "اليونيفيل" بعد حرب الصيف الماضي، هي عامل يشجع البلدين على الدفع في اتجاه احياء الاتصالات السورية – الاسرائيلية.
وكانت "هآرتس" نشرت ان اجتماعات عقدت بين ايلول 2004 وتموز 2006 في أوروبا في حضور مفاوض أوروبي يعتقد انه مسؤول قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية السويسرية نيكولاس لانغ وألون ليئال وهو ديبلوماسي اسرائيلي متقاعد قريب من السياسي يوسي بيلين، والدكتور ابرهيم سليمان وهو مواطن أميركي من اصل سوري. كما شارك في بعض الاجتماعات الباحث الاميركي جيفري أرونسون الذي يصدر نشرة دورية عن نشاطات الاستيطان الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية والسورية المحتلة عن مؤسسة السلام في الشرق الاوسط، وهي منظمة تعنى بالسلام بين العرب واسرائيل.
وقال مسؤول أميركي سابق إضطلع بدور رئيسي في المفاوضات العربية - الاسرائيلية منذ مؤتمر مدريد حتى مفاوضات كمب ديفيد في عام 2000، ان كون آخر اجتماع انعقد الصيف الماضي يبين ان توقيت كشف الخبر هو محاولة من اطراف اسرائيليين لاحراج الحكومة الاسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت والضغط عليها لبدء اتصالات جدية مع سوريا.
واضاف المسؤول السابق الذي طلب عدم ذكر اسمه، ان هناك عددا مهماً من الضباط الاسرائيليين الكبار من الذين يدعون الى فتح الاتصالات مع دمشق، لا لشيء الا لتخوفهم من ان يؤدي الطريق الراهن للسياسة الاسرائيلية الى مواجهة عسكرية مع سوريا او مع "حزب الله" في المستقبل القريب. ويتساءل هؤلاء الضباط انه اذا كانت سوريا مستعدة للحوار، فلماذا نرفض الحوار، ولماذا لا نمتحن مدى صدقية القيادة السورية "على رغم اقتناع معظم هؤلاء الضباط بان سوريا قد لا تكون جدية، لكنهم يريدون امتحان نياتها، ويريدون في الوقت عينه توجيه تحذير مباشر اليها من انها اذا لم تغير سياستها حيال حزب الله، فانها ستجازف في نزاع عسكري".
هشام ملحم
المصدر: النهار
إضافة تعليق جديد