مصر: اشتباكات بين أنصار مرسي وبين شباب الثورة وإلغاء جوازات سفر مرسي ومساعديه
اندلعت اشتباكات عنيفة بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومحمد مرسي وبين شباب القوى الثورية اليوم عقب صلاة الجمعة في جامع الأزهر بالقاهرة ما دفع الأمن المصري إلى استقدام تعزيزات إلى المكان لاحتواء الموقف وفض الاشتباك وفتح الطريق أمام السيارات وسط حالة من الفوضى نتيجة الأحداث.
ولاحقا نقل التلفزيون المصري عن مصدر أمني قوله إنه تم القبض على ستة سوريين وفلسطيني بعد تعديهم على قوات الأمن أمام الجامع الأزهر الذي شهد الاشتباكات.
وكانت قوات الأمن المصرية عززت وجودها صباحا بمحيط مجلس الوزراء ومجلس الشعب ووزارة الداخلية والسفارات بشارع الكورنيش تحسبا لأي أعمال عنف في ظل الدعوات للتظاهر من قوى مؤيدة لجماعة الاخوان المسلمين ومحمد مرسي وأخرى معارضة له في القاهرة ومختلف الميادين بالمحافظات المصرية وأغلقت جميع المداخل المؤدية إلى هذه المقرات.
وشهد محيط ميدان التحرير من ناحية السفارة الأمريكية تواجدا مكثفا لقوات الأمن المركزي وذلك لتأمين المتظاهرين خلال مليونية اليوم التي دعت اليها حملة تمرد وجبهة 30 يونيو وقوى ثورية أخرى بعنوان مليونية النصر والشعب ضد الإرهاب ومنع أي تماس بينهم وبين أي مسيرات من مؤيدي مرسي قد تأتي من اعتصام ميدان النهضة.
بدورها انتشرت اللجان الشعبية بكثافة على مداخل الميدان والشوارع المؤدية إليه مع إغلاق حركة مرور السيارات داخل الميدان استعدادا للمليونية.
وعلق المعتصمون في الميدان عددا من اللافتات التى تدعم القوات المسلحة وتهنئها بمناسبة ذكرى انتصار حرب 6 تشرين الموافق العاشر من رمضان.
في محافظة الجيزة اندلعت اشتباكات اليوم إثر استفزازات وتصرفات مسيئة بحق الجيش والشرطة المصرية أقدم عليها أنصار جماعة الاخوان المسلمين أثناء مسيرة لهم باتجاه ميدان النهضة.
وبدأت الاشتباكات بعدما ردد أنصار الاخوان هتافات تسيء للجيش والشرطة خلال مسيرة خرجوا بها من مسجد مصطفى محمود باتجاه ميدان النهضة التي يجتمع فيها أنصار محمد مرسي حيث رفض أهالي حي المهندسين هذه الهتافات وردوا عليها بهتافات مناهضة للاخوان ولمكتب الإرشاد منها "يسقط حكم المرشد والشعب يريد إسقاط الإخوان".
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن المشاركين في المسيرة من أنصار الاخوان أقدموا على استفزازات وتصرفات مسيئة تجاه ضباط قسم شرطة الدقي أثناء مرور المسيرة من أمام القسم واحتجزوا أمين شرطة بداخله واستولوا على الجهاز اللاسلكي الذي بحوزته في أحد الشوارع الجانبية كما رفعت بعض أعلام تنظيم القاعدة خلال المسيرة.
وكان أنصار جماعة الاخوان هددوا بالتوجه إلى مقر وزارة الدفاع والحرس الجمهورى بينما أطلقوا عليه "جمعة العبور" ما دفع القوات المسلحة المصرية إلى إطلاق تحذيرات بأن أي انحراف عن السلمية سيقابل بكل حسم وأن من يلجأ للعنف سيعرض حياته للخطر.
وذكر موقع صحيفة المصري اليوم الإلكتروني أن حملة تمرد حثت المصريين على المشاركة في مليونية الشعب ضد الإرهاب لتوصيل رسالة بضرورة الحفاظ على الجيش والشرطة من الهجمات التى تقودها جماعة الإخوان وأكد المعتصمون أمام قصر الاتحادية عدم فض الاعتصام إلا بعد تقديم مرسي للعدالة ومحاسبته على جرائم القتل العمد والتخابر لصالح دول أجنبية أخرى.
من جانبها حذرت القوات المسلحة من الانحراف عن المسار السلمي في مظاهرات اليوم أو اللجوء إلى أي أعمال عنف أو تخريب للمنشآت العسكرية أو تكدير السلم المجتمعي والاحتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين.
وأكدت في بيان لها أن "من يلجأ إلى خيار العنف والخروج عن السلمية سيعرض حياته للخطر وسيتم التعامل معه بكل حسم وفقا للقانون".
كما حذرت القوات المسلحة من انتحال الصفة العسكرية أو ارتداء الزي العسكري دون وجه حق من قبل العناصر المدنية وأي اقتراب مشبوه تجاه الوحدات والمنشآت العسكرية وأفراد تأمينها أو تجمعات المواطنين المصريين كما جددت تحذيرها من الانحراف عن المسار السلمي لأعمال التظاهر أو اللجوء إلى أي مظهر من مظاهر العنف أو تكدير السلم المجتمعي وتعطيل مصالح المواطنين.
وأكدت القوات المسلحة في بيان لها اليوم ان عناصر التأمين التابعة لها في الشارع المصري موجودون في أماكن ثابتة ولا يتحركون خارج هذه الأماكن إلا بأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة.
وشددت القوات المسلحة على أن من يخالف هذه التعليمات سيعرض حياته للخطر وسيتم التعامل معه بكل حسم وقوة وبالمسائلة القانونية وفقا لمقتضيات القانون الصارم في هذا الشأن.
ودعا البيان المواطنين إلى توخي الحيطة والحذر من اقتراب أي أفراد يرتدون الزي العسكري وأهمية التحقق من شخصيتهم قبل التعامل معهم مشيرا إلى أن أفراد القوات المسلحة لديهم أوامر عسكرية بالتعاون في الكشف عن هويتهم وإبراز تحقيق الشخصية العسكرية في حال تطلب الموقف ذلك.
ووضعت قوات الأمن بالتنسيق مع القوات المسلحة خطة لتأمين الميادين التي تشهد تجمعات وقالت مصادر إن هناك معلومات تؤكد أن جماعات جهادية تخطط للهجوم على هيئة قناة السويس وأن جماعات التوحيد والجهاد تعتزم تنفيذ عمليات تخريبية في سيناء تستهدف اختطاف أجانب ونقلهم إلى ليبيا.
وفي الوقت الذي توقعت فيه مصادر أمنية تنفيذ عملية نوعية خلال ساعات للقبض على قيادات الإخوان بمسجد رابعة العدوية وعلى رأسهم محمد البلتاجي وعصام سلطان ومن يسمى الداعية صفوت حجازي تجددت الاشتباكات في منطقتي بين السرايات والنهضة أمس وأغلق أنصار مرسي شارع مراد بالجيزة ونشبت اشتباكات عنيفة بينهم وعدد من أهالي بين السرايات والجيزة وفشلت مسيرة تضم المئات من أنصار مرسي فى الوصول إلى مجلس الوزراء بعد أن تصدت لهم قوات الجيش بمساعدة الأهالي ودفعت وزارة الداخلية بتشكيلات من الأمن المركزي والمصفحات لتأمين المبنى.
وكان أهالي منطقة رابعة العدوية نظموا أمس وقفتين احتجاجيتين أمام نادى الزهور بمدينة نصر وفى شارع الطيران اعتراضاً على وجود أنصار الاخوان في محيط منطقتهم السكنية ورفعوا لافتات بينها.. فاض بنا الكيل ورددوا هتافات "سيبوا رابعة في حالها كفاية اللي جرى لها" و"الشعب يريد إخلاء الميدان".
في سياق آخر ألغت وزارة الخارجية المصرية جوازات السفر الدبلوماسية الصادرة للمعزول محمد مرسي وأسرته وعدد من مساعديه بسبب انتفاء الصفة الوظيفية لهم.
وأوضحت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم نقلته وكالة أنباء الشرق الاوسط أن قرار الغاء جواز السفر الدبلوماسي جاء بناء على طلب رسمي من رئاسة الجمهورية ووفقا للائحة جوازات السفر المصرية الرسمية.
كما ألغت الوزارة جوازات السفر الدبلوماسية الصادرة لمساعدي ومستشاري مرسي وجوازات السفر لمهمة الصادرة لسكرتاريته الخاصة وأعضاء مكتبه فضلا عن إلغاء جوازات السفر الخاصة الصادرة لأعضاء مجلس الشورى نظرا لانتفاء صفتهم الوظيفية في أعقاب صدور الإعلان الدستوري الذي تضمن حل المجلس.
وأخطرت وزارة الخارجية إدارة وثائق السفر والهجرة والجنسية بوزارة الداخلية بإلغاء هذه الجوازات نظرا لانتفاء الصفة الوظيفية لحامليها وعدم قانونية استخدامها في السفر من وإلى البلاد.
إلى ذلك نفى مصدر دبلوماسي مصري ما تردد عن مفاوضات بين جماعة الإخوان المسلمين والحكومة بوساطة الاتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى تسوية للأزمة القائمة مؤكدا أن تدخل أي أطراف خارجية في الشأن الداخلي المصري غير مقبول.
وشدد المصدر الدبلوماسي المصري على أنه لا عودة إلى الوراء مطلقا ردا على إصرار الجماعة على إعادة مرسي وقال المصدر إن "صفحة وجود مرسي في الحكم طويت تماما ولا رجعة فيها بالنظر إلى أن عشرات الملايين من المصريين ثاروا على نظام حكمه وكانوا وراء اقتلاعه".
وأشار المصدر الدبلوماسي المصري إلى أن تدخل القوات المسلحة بعد مظاهرات 30 حزيران أنقذ مصر من عواقب وخيمة نظرا لحالة الاحتقان التي شهدتها البلاد خلال الأيام القليلة التي سبقت خلع مرسي في الثالث من تموز الجاري وهذا ما أكدته بعض الأطراف الخارجية.
وكانت جماعة الإخوان المسلمين روجت يوم أمس اقتراحا لاجراء مفاوضات من خلال وسيط من الاتحاد الأوروبي لحل الأزمة السياسية بمصر في أول إعلان رسمي من الجماعة يتحدث عن عرض للتفاوض منذ خلع الرئيس محمد مرسي.
ودعا خطيب ميدان التحرير في القاهرة الشيخ محمد عبدالله نصر المصريين إلى الاحتشاد في جميع الميادين المصرية دعما للجيش المصري في حربه ضد الإرهاب و تحقيق "العبور الثاني" والنصر على "الصهاينة الجدد" من جماعة الاخوان المسلمين الذين ينشرون الفوضى والقتل في أنحاء مصر.
وقال نصر خلال خطبة الجمعة اليوم "اليوم ذكرى عبور الجيش المصري ضد الصهاينة والإسرائيليين وعلى الشعب المصري أن يخرج للميادين لنصرته ومساندته خاصة أن هذا يوم الذكريات الجميلة لعبور خط بارليف خلال حرب تشرين ضد الصهاينة في يوم العاشر من رمضان الذي يصادف اليوم و نصرة المصريين على أعدائهم.
وأضاف نصر "إن الجيش المصري يسعى للعبور الثاني ضد الصهاينة الجدد وهم الإخوان ومؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي الذين يستعدون الشعب بمساندة الأمريكان لهم و نحن معنا الله وهم معهم الأمريكان وسينصرنا الله عليهم بإذن الله".
وأوضح نصر أن مؤيدى مرسي المحتشدين يعملون على نشر الفوضى وأعمال التخريب والقتل والسحل للمواطنين متسائلا "أي دين يدين به هؤلاء .. هل هو دين القتل والتعذيب والسحل وسفك الدماء وهل هو دين التخريب والجهاد ضد المسلمين".
وقال نصر إن مؤيدى مرسي يحاولون أن يصوروا إرادة الشعب بأنها انقلاب عسكري وهذا إطار مرفوض لإن المصريين خرجوا وقالوا كلمتهم ضد الإذلال وعملاء الصهاينة و للتغلب على الديكتاتورية وإنهاء حكم التنظيم الاخواني.
وأضاف خطيب ميدان التحرير "نحن فى حالة جهاد فى الميادين من أجل مساندة جيشنا العظيم فى محاربته للإرهاب ورفضا لأي محاولة للعودة للوراء من أجل تحقيق مطالب وأهداف الثورة والتأكيد على على أن نكون يدا واحدة لنصرة شعبنا في تحقيق أهداف ثورته".
بدورها حذرت السفارة الأمريكية في القاهرة رعاياها من التواجد في المناطق التي قد تشهد مظاهرات اليوم بناءً على ما ذكرت عدة وسائل اعلام محلية خشية من تطور المظاهرات الى أعمال عنف.
ونقلت وكالة الشرق الاوسط المصرية عن السفارة الامريكية قولها في رسالة أمنية أصدرتها أمس "على الأمريكيين في مصر الحد من تحركاتهم وتجنب المناطق المعرضة للتجمعات والابتعاد بشكل فورى عن أي منطقة تتجمع فيها الحشود لانه من الممكن أن تتطور مظاهرات إضافية وأعمال من العصيان المدني بأي مكان آخر بمصر".
ودعت السفارة الرعايا الأمريكيين إلى تجنب المناطق التي قد تحدث فيها تظاهرات كبيرة لأنه من الممكن أن تتحول المظاهرات أو الأحداث التي يقصد منها أن تكون سلمية إلى مواجهات وربما تتصاعد لأعمال عنف.
ولفتت السفارة الى أن حركة أعضاء السفارة الأمريكية بمصر مقيدة ومحدودة كما يجرى التدقيق عن كثب فى كل السفريات لمهام رسمية.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد