مصر: الببلاوي يرجح إعلان تشكيلته الوزارية الأربعاء
أكد حازم الببلاوى رئيس مجلس الوزراء المصري المكلف انه انتهى من اختيار المناصب المطروحة للحكومة وسيبدأ صباح الأحد استقبال المرشحين ومقابلتهم لمدة يومين مرجحا ان يتم الانتهاء من التشكيل النهائي وإعلانه الثلاثاء أو الاربعاء المقبلين.
وقال الببلاوي فى تصريحات صحفية قبل مغادرته المجلس أمس إن عدد الحقائب الوزارية فى الحكومة تقترب من 30 حقيبة مشيرا الى انه سيتم الابقاء على وزراء من الحكومة السابقة وسوف يكون له نائبان فى الحكومة مع استمرار وزارة الاعلام.
وأكد الببلاوي أن اختياره لمرشحي الحكومة الحالية جاء على اسس الكفاءة والمصداقية والخبرة دون ان يكون للانتماء السياسي دور في تحديد هوية المرشحين لشغل الحقائب مشيرا الى ان الانقسام الذي تعيشه البلاد حاليا يجب أن ينتهى رغم أنه أمر طبيعي في بلد حيوي.
وكانت وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت في وقت سابق إن وزير الخارجية محمد كامل عمرو اعتذر عن الاستمرار في منصبه وزيرا للخارجية في حكومة الببلاوي مشيرة الى ان الوزير عمرو يرى أن المرحلة الجديدة المقبلة بعد 30 يونيو تتطلب قيادة جديدة لوزارة الخارجية وأنه مستمر في تسيير أعمال الوزارة لحين تعيين وزير جديد.
من جانب آخر أكد عدد من الكتاب والصحفيين المصريين أمس أن الأقنعة والمؤامرات التي كانت تحاك ضد مصر بدأت تتكشف مع اسقاط محمد مرسي وحكم جماعة الإخوان المسلمين مشيرين إلى أن هذا السقوط يتبعه سقوط للأسطورة الأمريكية ومشروع الشرق الأوسط في المنطقة.
وفي هذا الشأن قال رئيس تحرير صحيفة الموجز المصرية ياسر بركات في افتتاحية عدد أمس "بدأت تتكشف الحقائق وسقطت الأقنعة وشهدت الساعات الأخيرة تطورات غاية في الخطورة تشير إلى أن نهاية أسطورة أمريكا قد اقتربت وأن البيت الأبيض الذي دخل صفقة حقيرة مع جماعة الإخوان المسلمين سيدفع الثمن باهظا وسيكون هذا الثمن من سمعة أكبر دولة في العالم سقطت في فضائح سياسية".
ورأى بركات أن القرن الحالي سيشهد اندحار الأمريكيين وتراجع وجودهم في العالم بفضل حماقة الرئيس باراك أوباما وبعض رجاله الذين قرروا دعم جماعات العنف و"الجهاد" وتياراتها الإسلامية.
وكشف بركات عددا من فضائح الرئيس المخلوع وقيادا ت جماعة الإخوان بحق مصر وشعبها بالتواطؤ مع الإدارة الأمريكية ومنها ما قدمه الرئيس أوباما من مبالغ تصل إلى ثمانية مليارات من الدولارات لجماعة الإخوان لدعمها مقابل تفعيل اتفاق تبادل الأراضي والذي يقضي بالتنازل عن مساحة من مصر للفلسطينيين التابعين لحركة حماس مشيرا إلى أن هذا الأمر تؤكده مطالبات الكونغرس الأمريكي لأوباما باسترداد مبلغ 8 مليارات دولار تسلمها خيرت الشاطر النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين دعما للجماعة.
وأكد بركات أن موقف أوباما أصبح حرجا للغاية لأن وجود الشاطر وأعوانه خارج السلطة سيحول دون إتمام الصفقة مبينا أن المليارات الثمانية تثبتها وثيقة وقع عليها الرئيس المخلوع وخيرت الشاطر وعصام الحداد ووقعت في يد القوات المسلحة التي أشارت إلى أنه سيتم التحقيق فيها علنا بينما تجري الإدارة الأمريكية مفاوضات مع جهات سيادية مصرية بشأن تسليمها تلك الوثيقة ضمن اتفاق يقضي باعترافها بعزل مرسي.
بدوره أكد الكاتب شارل فؤاد المصري في مقال بصحيفة المصري اليوم أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي تبنته الولايات المتحدة والصهيونية العالمية ودويلة عربية خليجية لافساد هذه المنطقة بتيارات هي أبعد ما تكون عن الدين وأخرى تجاهد في سبيل السطو على الدول والسلطة فيها قد فشل فشلا ذريعا في مصر بعزل مرسي وجماعته من ضمير ووجدان الشعب المصرى والعربى والعالم.
واعتبر المصري أن هذه كانت البداية والأيام القادمة مليئة بالتغيير الإيجابي حيث سيرفض الأتراك حكم رجب طيب أردوغان وما ساحة ميدان تقسيم إلا نواة لهذا الرفض الذى تتشكل فى رحمه ثورة "لأن من جاء بالصندوق وهذه هي حجتهم ولا يحقق متطلبات وآمال الشعوب يذهب بغير الصندوق يذهب بثورة أو انتفاضة المهم أن يذهب لأن شرعية الصندوق ليست صكا على بياض تعطيه الشعوب للحكام".
ورأى الكاتب المصري أن الثورات الحقيقية قادمة ضد النظم الفاشية فحركة "متمردون مغاربة" تقود حملة لإسقاط الدستور وحل البرلمان ورحيل حكومة عبد الله بنكيران في المغرب اقتداء بالمصريين مشيرا إلى أن شباب تونس يسير على خطا الشباب المصري فحركة المعارضة التونسية التي أطلقوا عليها اسم تمرد تهدف إلى إسقاط المجلس التأسيسى الذى يكتب الدستور الجديد لتونس وتسيطر عليه الفئة نفسها التى تعتنق الأفكار نفسها وشباب تونس غير راض بما يجري في بلاده من اعتداء على الحريات ووضع اقتصادي واجتماعي سيء في ظل حكم حركة النهضة هناك.
وأكد المصري أنه بإنهاء حكم الإخوان لمصر فشل مشروع الشرق الأوسط الذي دعا له الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز وأعلنت عن ولادته وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كوندوليزا رايس رغم بعض النجاح الذي حققه مشروعهم من وجهة نظرهم بتفتيت العراق وحل جيشه على يد الأمريكيين وعرقلة مسيرته في صراع طائفي وفي السودان بتقسيمه إلى جنوب وشمال وفي سورية بحرب تدور رحاها وفي ليبيا بتمكين المتطرفين.
ولفت المصري إلى أن النفوذ الأمريكي بالمنطقة لم يعد كما كان وأن الرئيس أوباما في مأزق حقيقى بعد فشل إدارته وتواطئه مع قوى الظلام بحجة التطور الديمقراطى فهو يواجه الآن اتهامات بتسريب عناصر إخوانية إلى إدارته وتعريض الأمن القومي الأمريكي للخطر وهو ما سيتطور لاحقا إلى استجوابات ومثول أمام الكونغرس وربما تؤدي إلى عزله ومحاكمته.
من جهته استنكر الكاتب مرسي عطا الله في مقال بصحيفة الأهرام التدخل الأمريكي والقطري في الشؤون المصرية مؤكدا أن مصر وشعبها لن تنحني لأحد.
كما استنكر عطا الله البيان الذي صدر عن البيت الأبيض الأمريكي قبل أيام عقب محادثات هاتفية أجراها الرئيس أوباما مع أمير قطر الجديد والذي تضمن تدخلا واضحا وصريحا في الشأن المصري وقال "من هو أوباما ومن هو تميم لكي يتحدثا بهذه الفجاجة والصفاقة عن الشأن الداخلي المصري ويعرضا النصائح على شعب مصر وقواه السياسية تحت مظلة الادعاء الكاذب بالحرص على استقرار مصر فمن الذي خول أوباما وتميم حق الاتصال بكل الأطراف السياسية في مصر من وراء ظهر سلطتها الرسمية التي أنبتتها ثورة 30 يونيو".
من جهته اعتبر محمد اسماعيل في مقال بصحيفة الجمهورية أن كلام مرسي للفريق عبد الفتاح السيسي عن أن الأمريكيين لن يسكتوا على اقالته بناء على إرادة شعب مصر تؤكد مدى علاقته هو وجماعته مع أوباما الذي جعل من مرسي وكيلا له في مصر يستخدمه ويوظفه من أجل الحفاظ على أمن إسرائيل.
وأشار اسماعيل إلى أن إجابة محمد البلتاجي القيادي بحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين بوقف عمليات الإرهاب في سيناء بمجرد الإفراج عن مرسي جاءت تأكيدا على العلاقة التي تربط الإخوان بالبؤر الإرهابية في سيناء ومنها تنظيم القاعدة.
وشدد اسماعيل على ضرورة أن تحذر مصر وشعبها من الإدراة الأمريكية والإخوان وضرورة اليقظة المستمرة وطول النفس والإرادة القوية مؤكدا أهمية تنويع مصادر السلاح لمصر من روسيا والصين وكوريا وغيرهم.
إلى ذلك أعلن المستشار عادل السعيد النائب العام المساعد والمتحدث الرسمي باسم النيابة العامة المصرية أن النيابة العامة تلقت بلاغات ضد الرئيس المعزول محمد مرسي وعدد من قيادات حزب الحرية والعدالة ومكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وعدد من المؤيدين له في قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع جهات اجنبية ضد المصلحة القومية للبلد وقتل المتظاهرين السلميين وغيرها من الاتهامات.
ونقلت وكالة الشرق الأوسط عن المستشار السعيد قوله في بيان "إن النيابة العامة تباشر بتنفيذ تحقيقات موسعة حول هذه البلاغات مبينا أن البلاغات المقدمة تشمل أيضا إضافة إلى مرسي محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين والمرشد السابق محمد مهدي عاكف وعصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة ومحمد البلتاجي القيادي في الحزب وصفوت حجازي ومحمود غزلان وعصام سلطان وآخرين.
وأضاف: أن البلاغات تشير إلى ارتكاب هؤلاء الأشخاص لجرائم التخابر مع جهات أجنبية بقصد الإضرار بالمصلحة القومية للبلاد وجرائم قتل المتظاهرين السلميين والشروع في القتل والتحريض عليه وإحراز الأسلحة والمتفجرات والاعتداء على الثكنات العسكرية والمساس بسلامة البلاد وأراضيها ووحدتها وإلحاق أضرار جسيمة بمركز البلاد الاقتصادي وذلك باستعمال القوة والإرهاب.
وأوضح المتحدث الرسمي للنيابة العامة المصرية أنه يتم الان استكمال عناصر كل هذه البلاغات تمهيدا لتولي أعضاء النيابة المختصة استجواب المبلغ ضدهم ومن بينهم المعزول مرسي وإصدار القرارات اللازمة وفق ما تنتهي إليه التحقيقات لما ينص عليه قانون الإجراءات الجنائية.
وكان المستشار عبد المجيد محمود النائب العام أصدر قرارا بمنع مرسي و35 آخرين من قيادات جماعة الإخوان وجماعات الإسلام السياسي من مغادرة البلاد ووضع أسمائهم على قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول وذلك على ضوء التحقيقات التي تجري بشأن بلاغات مقدمة ضدهم في عدد من القضايا المتعلقة بالتحريض على ارتكاب جرائم عنف وقتل المتظاهرين السلميين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد