مصر: حملة تشهير سياسية وإعلامية منظمة ضد «حزب الله»
صعدت السلطات المصرية، خلال اليومين الماضية، من حملتها على «حزب الله»، حيث أضافت نيابة أمن الدولة العليا تهمة التخابر، ضمن الاتهامات المنسوبة إلى الموقوفين الذين تدعي ضلوعهم في تشكيل ما تسميه «شبكة تخريبية»، في وقت شنت الصحف الحكومية المصرية حملة شرسة على الحزب وأمينه العام السيد حسن نصر الله، شاركها فيها سياسيون حكوميون، كرروا ما فعلوه ازاء حركة حماس والمقاومة الفلسطينية خلال فترة الحرب على غزة.
وذكر مصدر قضائي أنّ النيابة العامة النيابة واجهت الموقوفين بتهمة التخابر، طبقا للمادة 86 مكرر (ج) من قانون العقوبات، التي تنص على معاقبة «كل من سعى للتخابر لدى دولة أجنبية أو لدى جمعية أو هيئة أو منظمة أو جماعة يكون مقرها خارج البلاد أو مع أحد ممن يعملون لمصلحة أي منها..وكذلك كل من تخابر معها للقيام بأي عمل من أعمال الإرهاب داخل مصر أو ضد ممتلكاتها أو مؤسساتها».
من جهته، قال النائب العام المصري عبد المجيد محمود، في بيان قدمه إلى مجلس الشورى، إنّ «أجهزة الأمن المصرية قامت مؤخرا بإجهاض تحرك تنظيمي سري، بلغ قوامه 49 عنصرا من جنسيات مختلفة، من لبنان والسودان والأراضي الفلسطينية ومصر»، مشيراً إلى أنه «تبين أن التنظيم على ارتباط بكوادر حزب الله وقد تم ضبط 25 متهما، بينهم لبناني، هو زعيم التنظيم، وستة فلسطينيين، و17 مصريا، كما تم ضبط عدد من الأحزمة الناسفة والعبوات المعدة للتفجير، إضافة إلى كميات كبيرة من المواد المستخدمة في تصنيع العبوات المتفجرة».
بدوره، أشار وزير الدولة المصري للشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب إلى أن «عمليات فحص مواقف العناصر التي تم ضبطها، أكدت قيام قيادات تنظيم حزب الله في لبنان بدفع كل من اللبناني القيادي محمد قبلان ومعاونه اللبناني محمد يوسف أحمد منصور، العضو في ما يسمى بـوحدة الطوق، وهى إحدى وحدات التنظيم المعنية بالعمل في دول الطوق (مصر وسوريا والأردن ولبنان)، لتنفيذ توجهات التنظيم في تلك الدول».
وأضاف أن قبلان ومنصور «أعدا لذلك برنامجا حركيا وتنظيميا» اعتمد على ما يلي:
أولا: السعي لاستقطاب عناصر على الساحة المصرية، وتلقينهم بمعتقدات الحزب، وتدريبهم تدريبات أولية في البلاد، وإرسالهم عقب ذلك إلى لبنان لتلقي تدريبات عسكرية.
ثانيا: تأسيس مشروعات تجارية بأسماء العناصر المستقطبة لاتخاذ ساتر لتنفيذ المهام المكلفين بها من جانب التنظيم، وإعداد حصر ديموغرافي لمدن منطقة شمال سيناء، وإرسال النتائج إلى قيادة الحزب في لبنان.
ثالثا: استقدام خبراء في إعداد وتصنيع العبوات المتفجرة من قيادة الحزب في لبنان وإعداد كميات من العبوات والأحزمة الناسفة والاحتفاظ بها لدى عناصر في سيناء لاستخدامها للقيام ببعض «العمليات العدائية».
رابعا: رصد وتحديد الأفواج السياحية المترددة على منطقة جنوب سيناء وأماكن إقامتهم «تمهيدا لاستهدافها بعمل عدائي» واستئجار أحد العقارات المطلة على المجرى الملاحي لقناة السويس لاستغلالها في رصد السفن.
خامسا: تهريب الأسلحة والمتفجرات والصواريخ إلى مصر عبر الحدود الجنوبية مع السودان والسعي لشراء مركب صيد لاستغلاله في جلب الأسلحة والذخائر من اليمن والسودان والصومال.
سادسا: استغلال رغبة أحد العناصر التي تم استقطابها في العمل في قناة «المنار» ودرايته باللغة العبرية، لتكليفه بالتواصل عبر شبكة الانترنت مع عناصر داخل إسرائيل لجمع المعلومات عن الحركة السياحية المترددة على مصر.
سابعا: الارتباط ببعض العناصر الجنائية المتخصصة في التزوير، وتكليفهم بتزوير بعض جوازات السفر وأوراق تحقيق الشخصية لبعض عناصر التنظيم.
وفي السياق، اعتبرت لجنة الشؤون العربية في مجلس الشورى المصري، عقب اجتماع عقدته برئاسة رئيس المجلس صفوت الشريف، أن اعتراف نصر الله بأن المعتقل اللبناني سامي شهاب عضو في حزب الله يعد «دليلا دامغا على ضلوع الحزب وزعيمه في المؤامرة ويمثل تهديدا شديد الخطورة لأمن مصر القومي».
وأشارت اللجنة، في بيان تلاه رئيسها محمد بسيوني، إلى أنّ «المبررات التي ذكرها نصر الله لإنشاء تنظيم للحزب داخل مصر غير صحيحة ولا تنطلي على أحد، وقد كان يمكن للحزب أن يقوم بعمل عسكري خلال العدوان الإسرائيلي على غزة طوال شهر كامل لتخفيف الضغط على الفلسطينيين».
واعتبر الشريف خلال الجلسة أن مصر «لن تكون حقل تجارب لفكر ومخططات حزب الله، وليست مستباحة للمتآمرين من حزب الله أو غيرهم».
بدوره، شدد وزير الإعلام المصري أنس الفقي على أن «مصر لن تقف مكتوفة الأيدي، وسترد بكل قوة وحسم على أي محاولة للنيل من أمنها القومي».
- إلى ذلك، صعدت الصحف المصرية الحكومية حملتها على حزب الله وأمينه العام، لم تخل من التهديد والعبارات النابية. وجاء في افتتاحية صحيفة «الجمهورية» «أقول لك ما يعرفه المصريون جميعا وهو أنك حزب إيراني»، متسائلة «هل هناك تعليمات من إيران باستدراج مصر إلى تصعيد عسكري؟».
وذكرت صحيفة «الأهرام» في مقال افتتاحي أنّ «الحكومة المصرية قلقة من وجود منافسة مع إيران، وأن إيران تستخدم حلفاءها في المنطقة مثل حزب الله وحماس في إثارة المشاكل والمصاعب للحكومة المصرية».
ونقلت «الأهرام» عن «مصدر رسمي مصري» أن اعتراف نصر الله بانتماء أحد الموقوفين إلى حزب الله «يدخله في دائرة الاتهام باعتباره المحرض والمسؤول عن التمويل». أما صحيفة «الأخبار» فقالت إن هناك جهات خارجية وداخلية تسعى لتحقيق هدف واحد هو زعزعة الأمن والاستقرار حتى تنصرف مصر عن جهودها التى يقودها الرئيس مبارك من أجل إحلال السلام ووحدة الصف الفلسطيني واعمار غزة.
في المقابل، اعتبر رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني أن الضجة التي أثيرت مؤخراً ضد «حزب الله» تهدف إلى التأثير على الانتخابات النيابية. ونقلت وكالة «إرنا» الإيرانية عن لاريجاني قوله في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الإسلامي إن «الحكومات المتهمة بالتعاون مع إسرائيل في الحرب التي شنتها على قطاع غزة قامت بنشر هذه الدعاية في خطوة تهدف إلى إعادة ماء وجهها»، مشيراً إلى أن «تخبّط هؤلاء في هذه الضجة الإعلامية المفتعلة أظهر مدى التزام حزب الله بالمسؤولية تجاه الأخوة الفلسطينيين وحرصه على تقديم الدعم لهم».
وأبدى مصدر مسؤول في حركة حماس عن أسفه حيال «الحملة السياسية والإعلامية التي تشنها بعض وسائل الإعلام ضد حركة حماس وحزب الله وبتوجيه الاتهامات لهما بتهريب السلاح إلى قطاع غزة»، مشدداً على أنّ إدخال السلاح إلى قطاع غزة دعما للمقاومة «ليست تهمة بل شرف لصاحبها».
واعتبرت لجنة المتابعة العليا للمؤتمر الوطني الفلسطيني في بيان في دمشق أن ما قام به حزب الله من دعم لصمود الشعب الفلسطيني في غزة ومقاومته نموذج للالتزام القومي بقضية فلسطين، منددة بـ»الحملات والإجراءات المغرضة التي تستهدف النيل من دور الحزب وقوى المقاومة في المنطقة».
واعتبر مصدر مسؤول في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أنّ» ما قام به حزب الله بتكليفه بعض مناضليه إسناد ودعم شعبنا في غزة بمتطلبات مقاومة الاحتلال أمر إيجابي ومشروع ويقع في دائرة واجبه القومي نحو شعبنا والقضية المركزية للأمة العربية».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد