مظاهر خروج بريطانيا من بريكسيت تتوضح.. البدء بإصدار جوازات سفر غير أوروبية
لا تزال رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي تواجه مشاكل كبيرة على خلفية خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتواجه خطر استقالة كبار الوزراء من المؤيدين والمعارضين لـ"بريكست"، بناء على المسار الذي ستسلكه في الأيام المقبلة.
وسيستقيل ستة وزراء على الأقل من المؤيدين لـ"بريكست" إذا اتجهت إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في حين سيستقيل الوزراء المؤيدون للخروج إذا دعمت اتحادا جمركيا مع الاتحاد الأوروبي أو سعت إلى تأجيل الخروج، بحسب صحيفة "صنداي تايمز".
وكتبت صحيفة "Independent" البريطانية أن وزارة الداخلية البريطانية بدأت إصدار الجوازات البريطانية الوطنية التي لا تحمل عبارة "الاتحاد الأوروبي".
ونقلت الصحيفة عن متحدث باسم الوزارة، اليوم السبت: "بدأ استخدام الجوازات ذات الغطاء الأحمر والتي لا تحمل عبارة "الاتحاد الأوروبي" في 30 آذار الماضي. ولكن سيستمر إصدار النوع القديم للجوازات الحاملة لعبارة "الاتحاد الأوروبي" لمدة قصيرة بعد هذا الموعد، وذلك لاستخدام جميع نماذج الجوازات القديمة التي تم طباعتها سابقا وتقديم أكبر فائدة لدافعي الضرائب".
وأشار إلى أن السلطات البريطانية كانت تعتقد في البداية أن البلاد ستخرج من الاتحاد الأوروبي في 29 آذار الماضي، موضحا أن البريطانيين سيحصلون على النوعين القديم والجديد للجوازات قبل موعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، ولكن لن يكون بإمكانهم اختيار أي نوع منهما.
وتخطط الحكومة أيضا بدء إصدار الجوازات الوطنية مع الغطاء الأزرق نهاية العام الجاري.
ويعبر البريطانيون الذين حصلوا على الجوازات "الحمراء" دون كلمات "الاتحاد الأوروبي" عليها عن دهشتهم من التصميم الجديد للجواز.
ووفق نتائج الاستفتاء العام كان من المخطط أن تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول 29 آذار عام 2019.
ودعت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، الاتحاد الأوروبي لتأجيل هذا الموعد إلى 30 حزيران القادم، وذلك بسبب رفض البرلمان البريطاني الموافقة على اقتراح الحكومة حول نص الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بشأن شروط الخروج من الاتحاد "بريكسيت".
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، في وقت سابق أن قمة طارئة للاتحاد الأوروبي ستعقد في 10 نيسان الجاري بسبب نتائج التصويت في البرلمان البريطاني.
هذا وتلاحق المشاكل رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي بسبب بريكست حيث أظهر استطلاع جديد لـ"ديلتا بول" نشر في صحيفة "ميل أون صنداي" بأن حزب العمال يتفوق على حزب المحافظين بفارق خمس نقاط، بالتزامن مع تهديد وزراء جدد بالانسحاب من حكومة ماي.
وقال الاستطلاع إن حزب العمال حصل على ما نسبته 41 بالمائة في الاستطلاع ، بينما حصل المحافظون على 36 بالمائة.
وتعني النتيجة أن يحل العمال على 307 مقاعد في الانتخابات، في حين يتراجع المحافظون إلى 264 مقعدا.
ولا تزال ماي، تواجه مشاكل كبيرة على خلفية خطة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتواجه خطر استقالة كبار الوزراء من المؤيدين والمعارضين لـ"بريكست"، بناء على المسار الذي ستسلكه في الأيام المقبلة.
وسيستقيل ستة وزراء على الأقل من المؤيدين لـ"بريكست" إذا اتجهت إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في حين سيستقيل الوزراء المؤيدون للخروج إذا دعمت اتحادا جمركيا مع الاتحاد الأوروبي أو سعت إلى تأجيل الخروج، بحسب صحيفة "صنداي تايمز".
وقالت إميلي ثورنبيري المتحدثة باسم السياسة الخارجية لحزب العمال البريطاني الأحد إنه ربما يأتي وقت تتعين فيه على الحزب الدعوة لإجراء اقتراع آخر لحجب الثقة عن حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي.
وقالت ثورنبيري لمحطة سكاي نيوز ردا على سؤال عن طرح حزبها لاقتراع آخر لحجب الثقة "سنرى، أعني أن من الواضح فيما يبدو أن الوقت الذي نحتاج فيه للدعوة لتصويت آخر لحجب الثقة قد يأتي".
وفي وقت سابق الجمعة الماضي، رفض البرلمان البريطاني، للمرة الثالثة، اتفاق "بريكست"، ما يفتح الطريق أمام تأجيل العملية إلى 12 نيسان/ أبريل المقبل.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن كوربن قوله: "كان لمجلس النواب الفرصة لاتخاذ قراره بشأن اتفاق أفضل لمستقبل البلاد".
وأضاف: "يجب أن يتغير الاتفاق، وإذا لم تقبل رئيسة الوزراء ذلك، فعليها الرحيل الآن"، داعيا إلى "ضرورة إجراء انتخابات عامة"، في إشارة إلى انتخابات مبكرة بناء على طرحه القائل بضرورة استقالة ماي.
وإثر رفض اتفاق الخروج البريطاني للمرة الثالثة، أعلن رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، دونالد تاسك، قراره عقد قمة في 10 نيسان المقبل.
وسبق أن رفض البرلمان الاتفاق في عمليتي تصويت جرت الأولى في 15 كانون الثاني الماضي، والثانية في 12 آذار الحالي.
وكانت مجلة "إيكونوميست" نشرت غلافا صادما لخريطة بريطانيا "بعد ماي" كما نشرت فيديو ساخرا من الوضع السياسي في بريطانيا، بسبب البريكست وعدم التوصل إلى اتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي، بعد فشل البرلمان بالتوصل إلى أغلبية حتى الآن.
ووضعت المجلة في الفيديو صورة غلاف لصفحتها الأولى الرئيسة على "فيسبوك"، بعنوان "الجزر السخيفة"، ويظهر في الفيديو خريطة المملكة المتحدة، وعليها أسماء مفاجئة للمدن البريطانية، استبدلتها مكان أسمائها الحقيقية، مثل "الفوضى ودوامة وتخبط كبير ومجزرة وجحيم"، وبأن ذلك ما سيحدث للبريكست بعد ماي في حال استقالتها.
وبذلك، عبرت المجلة بطريقتها الخاصة عن "الفوضى" التي تشهدها المملكة المتحدة بسبب عدم التقدم في ملف الخروج من الاتحاد الأوروبي ومخاوف الخروج دون اتفاق.
الثورة
إضافة تعليق جديد