مـن يفـوز بجـائـزة نـوبـل لـلآداب غـداً؟
تعلن الأكاديمية الملكية السويدية، غداً الخميس، (عند الثانية من بعد الظهر)، اسم الفائز بجائزة نوبل للآداب العام 2012، أي تعلن اسم الكاتب الذي سيخلف الشاعر السويدي توماس ترانسترومر، على منصة التتويج (الفائز بها العام الماضي). منذ أيام والتكهنات تسير في شتى الاتجاهات، حيث تطرح العديد من الأسماء. أقول التكهنات، لأن نوبل للآداب لا تعلن اسم مرشح فعلي، على العكس من جوائز نوبل الأخرى التي تعلن أسماء مرشحيها (وهي قد بدأت الاثنين الماضي مع إعلان الفائزين بجائزة الطب). من هنا تبقى كلّ الاحتمالات واردة على الرغم ممّا تتناقله وكالات الأنباء والصحف. إذ كم مرّة قرأنا عن اسم مرشح، لنتفاجأ يوم إعلان الجائزة باسم آخر، لا يكون اسمه واردا على لائحة التكهنات هذه.
تكهنّات تصب منذ أسابيع لصالح الكاتب الياباني هاروكي موراكامي ـ (الذي كان اسمه مطروحا بقوة أيضا في العام الفائت، تُرجمت غالبية أعماله إلى العربية، ويذكر أن آخر ياباني فاز بها كان كنزابورو أويه العام 1994) ـ الذي تعلن أكثر من جهة أنه المرشح المحتمل، بالرغم من أن مكتب مراهنات «لادبروكس» في لندن، يعلن أن موراكامي لن يصل إلى منصة التتويج هذا العام، بل ربما في الأعوام القليلة المقبلة.
لكن «المفاجأة»، إذا جاز القول، إن المكاتب التي رشحت موراكامي، تُرشح أيضا المغني الأميركي بوب ديلان. قد يبدو غريبا وجود اسم ديلان في «القائمة» منذ سنوات، حتى وإن كان أصدر رواية وحيدة، هي الجزء الأول من مذكراته، إلا إذا اعتبرنا أن كلمات أغانيه هي من الشعر الخالص، عندها، لا يمكن فعل أيّ شيء سوى «إعادة الاستماع» لنجم الستينيات الذي وسم الأغنية الأميركية والعالمية.
في أيّ حال، المكاتب التي رشحت موراكامي، تضع إلى جانبه العديد من الأسماء التي أصابتها التكهنات في الأعوام المنصرمة مثل الهولندي سيس نوتيبوم، والألباني اسماعيل كاداريه والعربي أدونيس، والصيني مو يان. من هنا تجد «لادبروكس» أنه إن كان على الأكاديمية السويدية أن تختار من بين هؤلاء فهي لن تتردد في اختيار الكاتب الياباني، بينما يجد مكتب «نيسرودس» أن الصيني مو يان يتقدم الياباني بحظوظ نيل هذه الجائزة، على اعتبار أن غاو كسينيانغ الصيني الذي حاز الجائزة العام 2000 لا يعتبر كاتبا صينيا، فهو منفي ويحمل الجنسية الفرنسية.
بيد أن هذه التكهنات لا تتوقف عند هذه الأسماء، إذ ثمة «أوزان ثقيلة» تلقي بظلّها، من الأميركيين فيليب روث وكورماك ماكارثي وتوماس بينشون ودون ديليلو وسكوت موماداي، بالإضافة إلى الإيرلندي وليام تريفور والفرنسي التشيكي ميلان كونديرا والصومالي نور الدين فارح.
في ظلّ هذه الأسماء، يعتبر العديد من أصحاب المكتبات في السويد، أن الجائزة ستذهب هذه المرة إلى كاتبة، إذ «من المناسب دوما أن تفوز بها امرأة» كما تقول سوزانا رومانوس (صاحبة دار نشر)، من هنا ترى ناشرة أخرى هي إليزابيت غرات أنه من المنطقي أن تفوز بها كاتبة «لأن عدد النساء اللواتي فزن بهذه الجائزة يبقى قليلا في ظل الهيمنة الذكورية)، لذلك ترشح الكندية أليس مونرو، ولا تمانع من إضافة أسماء الجزائرية آسيا جبار والمصرية نوال السعداوي والسودانية ليلى ابو العلا.
ربما «المستغرب» في كلّ هذه التكهنات، أننا نجد للمرّة الأولى هذا الكمّ من الأسماء العربية (5 أسماء بمن فيهم الصومالي فارح وهو يكتب بالانكليزية، وعلينا أن لا ننسى ورود اسم الروائي الياس خوري منذ سنتين، ضمن إحدى لوائح التكهنات) هل يشير ذلك إلى احتمال مكافأة كاتب عربي، طال انتظاره (منذ أن حاز نجيب محفوظ الجائزة في العام 1988) وبخاصة أن «الربيع العربي» (وإن كان دمويا) يلقي بظلّه على العالم بأسره؟ من يعرف، ربما. لكن الشيء الوحيد «الذي أنا على يقين منه»، مثلما تقول غرات، «إن الفائز هذه السنة لن يكون شاعرا ولن يكون سويديا، إذ من الصعب أن يخلف ترانسترومر شاعر أو كاتب من السويد». ربما، لكن أيضا من يدري، إذ لم تفعل الأكاديمية السويدية على مرّ تاريخها سوى «صنع المفاجآت». لذلك تبدو كلّ هذه التكهنات من دون قيمة، إذ ما علينا سوى انتظار نهار الغد، لنكتشف المفاجأة، أي اسم شخص لم يلتفت إليه أحد!!!
إسكندر حبش
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد