ملف سوريا النووي إلى مجلس الأمن فـي ظـل اعتـراض روسـي وصينـي
قررت الوكالة الدولية للطاقة الذرية امس، رفع ملف سوريا إلى مجلس الأمن الدولي بسبب اتهامات لها بأنها شيدت مفاعلا نوويا لم تعلن عنه ودمرته غارة اسرائيلية في العام 2007، لكن نتيجة التصويت أظهرت انقساما كبيرا في مجلس محافظي الوكالة حول القضية، ما يضعف احتمال إصدار قرار في مجلس الأمن في ظل التصويت السلبي لكل من روسيا والصين اللتين تمتلكان حق النقض الفيتو. أما سوريا، فأكدت من جهتها انها ستواصل تعاونها مع الوكالة.
وفي اجتماع مغلق لمجلس حكام الوكالة المؤلف من 35 عضوا، صوتت 17 دولة لصالح قرار رفع الملف السوري الى مجلس الامن الدولي الذي تقدمت به الولايات المتحدة، بينما صوتت 6 دول ضده، بحسب ما افاد دبلوماسيون حضروا الاجتماع. وكانت الصين وروسيا من بين الدول التي عارضت القرار. وامتنعت 11 دولة عن التصويت بينما تغيبت دولة واحدة، بحسب الدبلوماسيين.
وطلبت واشنطن وحلفاؤها الغربيون من مجلس حكام الوكالة اصدار قرار ينص على ان سوريا تخالف التزاماتها الدولية، ومن ثم احالتها على مجلس الامن في نيويورك. وكانت آخر مرة ترفع فيها الوكالة ملفا الى مجلس الامن في شباط 2006 عندما رفعت الملف الايراني. وتقول واشنطن ان سوريا بنت مفاعلا نوويا سريا في موقع صحراوي ناء في دير الزور (شرق) بمساعدة كورية شمالية حتى قصف الطيران الاسرائيلي الموقع في ايلول 2007.
وكان مدير الوكالة الذرية يوكيو امانو قد اتخذ مؤخرا خطوة غير مسبوقة بالاعراب عن اعتقاده ان الموقع كان «على الارجح جدا» مفاعلا نوويا سريا، مشيرا الى «عرقلة» سوريا مساعي التثبت من حقيقة موقع دير الزور على مدار ثلاثة اعوام.
وقال السفير الاميركي في الوكالة غلين ديفيز في الجلسة المغلقة ان «محاولات سوريا الظاهرة لبناء مفاعل سري غير معلن لانتاج البلوتونيوم ليس له اي هدف سلمي مبرهن، تمثل واحدا من اخطر الانتهاكات المحتملة للضوابط». واضاف ان «تطلعات سوريا النووية في دير الزور كانت واضحة. وقد بني المفاعل هناك للغرض الواضح وهو انتاج البلوتونيوم للاستخدام المحتمل في الاسلحة النووية»، مؤكدا ان القرار هو «المسار المسؤول الوحيد للتحرك».
الا انه في تصريحات قبل عملية التصويت، قالت موسكو وبكين انهما لا تريان اي سبب لاحالة الملف على مجلس الامن. وقال البيان الروسي «ان مجلس الامن الدولي مسؤول عن حفظ السلم والامن العالميين، ولم يعد موقع دير الزور موجودا، ومن ثم فلا يشكل تهديدا للسلم والامن العالميين». وتابع البيان قائلا «ومن ثم لا نستطيع ان نوافق على هذا القرار ولهذا فإننا سنصوت ضده اذا طرح للتصويت عليه».
من جهته، قال السفير السوري لدى الوكالة بسام الصباغ ان سوريا ستواصل العمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الرغم من قرار الاحالة الى مجلس الامن. وقال الصباغ للصحافيين بعد صدور القرار إنه «يدعو للأسف». وسئل ان كان القرار سيؤثر على تعاون سوريا مع الوكالة فقال «اعتقد ان سوريا كانت دائما ملتزمة بتعهداتها وواجباتها، وأعتقد اننا سنستمر في ذلك».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد