مناورات تشير لتقلب أوضاع القوقاز
ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير من العاصمة الجورجية تبليسي أن استعدادات تجري لبدء مناورات عسكرية روسية في مناطق جبال القوقاز، وقالت إن تلك المناورات باتت تلفت الانتباه إلى تقلب الأوضاع في المنطقة.
ووصفت الصحيفة مشهدا من أجواء التحضير للمناورات هناك حيث قالت إن المروحيات العسكرية تحوم فوق قمم الجبال الجورجية وسط أصوات المدافع وقعقعة السلاح، بالإضافة إلى أعداد الجنود الذين ينقلون رفاقهم بواسطة الحمالات بدعوى إسعافهم.
وقالت الصحيفة إن التدريبات التي تجرى في المنطقة ما هي إلا مناورات عسكرية يشارك فيها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وليست تكرارا لمشهد الحرب القصيرة التي جرت بيين البلدين الصيف الماضي.
وأشارت إلى المناورات العسكرية التي استمرت شهرا كاملا وانتهت في الثالث من يونيو/حزيران الجاري قرب الحدود الجورجية مع أوسيتيا الجنوبية "الانفصالية" ما اعتبرته الحكومة الروسية شكلا من أشكال الاستفزاز.
ونسبت الصحيفة إلى القائد الأعلى للقوات العسكرية الروسية الجنرال نيكولاي مكاروف قوله إن الكرملين بصدد الإعداد لمرحلة من المناورات العسكرية الواسعة النطاق في منطقة القوقاز تشمل مختلف الأسلحة البرية والجوية والبحرية.
ويشرف مكاروف شخصيا على العملية العسكرية التي أطلق عليها اسم "قوقاز 2009" والتي ستنطلق غدا وتقرر لها أن تنتهي في السادس من يوليو/تموز القادم، في وقت تتزامن فيه مع وصول الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى موسكو في أول زيارة رسمية مقررة للبلاد.
وأوضحت واشنطن بوست أن المناورات العسكرية في القوقاز إنما تلفت الانتباه إلى تقلب الأوضاع في المنطقة في أعقاب مرور قرابة عشرة أشهر على حرب الخمسة أيام بين موسكو وتبليسي.
وتأتي المناورات الروسية في وقت تنسحب فيه بعثتا مراقبة دوليتان من المنطقة وتواصل فيه القوات الروسية احتلالها لأراض متنازع عليها مع جورجيا.
ومن المقرر لفريق من المراقبين تابعين لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مغادرة جورجيا بحلول نهاية الشهر الجاري، في ظل ضغوطات من الجانب الروسي، كما استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الأسبوع الماضي لإنهاء مهمة للأمم المتحدة في أبخازيا "الانفصالية".
وقالت الصحيفة إن فريقا من المراقبين تابعا للاتحاد الأوروبي يواصل وجوده في جورجيا، مضيفة أن موسكو لم تزل تمنعه الدخول إلى أوسيتيا الجنوبية أو أبخازيا التي تعترف بهما روسيا كدولتين مستقلتين عن جورجيا.
ويتهم مسؤولون روس المراقبين الأوروبيين بتجاهل عمليات زيادة التسلح التي تشهدها جورجيا، والاستعدادات التي تقوم بها تبليسي للسيطرة على الإقليمين "الانفصاليين" بالقوة.
وبينما قالت وزارة الدفاع الروسية إنه سيشارك في المناورات قرابة ثمانية ألاف وخمسمائة عسكري، أشارت تصريحات منسوبة لمكاروف ومسؤولين آخرين إلى مناورات ذات نطاق أوسع.
المصدر: الجزيرة
إضافة تعليق جديد