منشورات سورية (11) : وإذا الحرية سئلت
الجمل ـ عمار سليمان علي
أخيراً اقتنع العربان على ما يبدو أن سوريا ليست تونس وليست مصر وليست ليبيا وليست البحرين وليست الأردن..
ولكن مازالت عندهم على ما يبدو شبهة صغيرة بأن سوريا ربما كانت تشبه اليمن, ولهذا استنسخوا المبادرة الخليجية بخصوص اليمن وحاولوا نقلها لسوريا, وكانت المصادفة المعدّة مسبقاً بأن يغادر علي عبد اللـه صالح اليمن (مشفوعاً بحصانة كاملة) يوم اجتماعهم من أجل إقرار المبادرة نحو سوريا, لمنحها بعض الدفع المعنوي...
على كل حال, لقد فاتهم تفصيل صغير/كبير سيجعلهم قريباً جداً متأكدين من أن سوريا ليست اليمن: ليس للسعودية حدود مع سوريا ولا نفوذ داخل سوريا... وآل سعود بالنسبة للرئيس اليمني (المتنحّي) رجال, أما بالنسبة للرئيس السوري (المتحدّي) فهم أنصاف رجال!!!!
***
مقررات الجامعة العربية, من الناحية العملية, لا تساوي قيمة لوحة المفاتيح (الكيبورد) التي تكتب بها..
أما من الناحية النظرية فهي أشبه ما تكون بالشعارات والهتافات التي يرددها مشجعو المباريات الرياضية بقصد تحميس اللاعبين, خاصة وأن فريق 15 آذار يتحضّر لمباراة حاسمة يوم الجمعة القادم, مع "الجهاد"!!
***
المقترح العربي بتسليم السلطة للشرع أرضى بعض عتاة 15 آذار الذين كانوا يطالبون (ظاهرياً على الأقل!) بتسليم السلطة للشعب...
بين الشرع والشعب حرف واحد مختلف هو ما خدع أولئك العتاة الآذاريين.. لأنهم بالأساس يقفون على "حرفٍ" هارٍ!!!
***
هل بدأ السباق الحاسم
بين سعود الفيصل وحمد بن جاسم؟!
***
من مساوئ الصدف التي تدعو لسخرية التاريخ أن بعض الذين اعترضوا على قرار الرئيس حافظ الأسد بالدخول العسكري إلى لبنان, والاشتراك في قوات الردع العربية عام 1976 والذين طالبوا دوماً بالانسحاب السوري من لبنان... يوافقون اليوم ـ هم أو القوى التي ينتمون إليها أو خلفاؤهم ـ على قوات ردع عربية لسوريا!!!
ولعل من محاسن الصدف, أو من دقة الصدف التاريخية أن يكون هؤلاء قوى 15 آذار, بينما حلفاؤهم في لبنان هم قوى 14 آذار!!!
ومن سماتهم بل من أسمائهم تعرفونهم!!
***
عام 2008 قال وزير خارجية مصر الأسبق أحمد أبو الغيط:
"سنكسر رجل كل فلسطيني يجتاز الحدود"
طبعاً هي قمة المهزلة وذروة الانحدار أن نستشهد بأبو الغيط... ورغم الفارق الكبير والخلاف الجوهري في الحالتين, إلا أنه لو قام وليد المعلم أو فيصل المقداد اليوم بتقليد أبو الغيط بكلامه, فأنا معهما... طبعاً مع "كامل الأسف لأي نقطة دم عربية تراق على الأرض السورية" على حد تعبير البيان الصادر عن الخارجية السورية, والذي قصد, بطريقة فائقة الدبلوماسية, أن يقول: سنكسر رجل كل جندي عربي يجتاز الحدود السورية!!
***
هذا وقد بدأت تباشير عاصفة هوجاء يشنها كتاب ومثقفون سوريون من جماعة 15 آذار على كتاب ومثقفي روسيا بعد قرار اتحاد كتاب روسيا بمنح جائزته المميزة للرئيس بشار الأسد (لأنه يقاوم الهيمنة العالمية).
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يعلنون أساساً أنهم ضد الهيمنة, بينما هم يصرّون موقفاً بعد آخر على الوقوف في صف الهيمنة العالمية؟!
***
لو كنتم طناجر ممتلئة لما صدر عنكم كل هذا الضجيج..
وحدها الطناجر الفارغة هي التي تقرقع وتلوّث الأسماع!
***
إن "الوطن" يغفر الذنوب جميعاً إلا أن يُتاجَر به!
***
كلما سمعتُ كلمة "الديمقراطية"
لا أعرف لماذا تقفز إلى ذهني الدودوة الشريطية!!!
هل هو فقط التشابه ببعض الحروف؟ أم الخلفية المهنية؟ أم ثمة تشابهات أخرى خفية؟!
***
حيث تخفق النهضة, وترتبك الحداثة, ويتعثر التنوير, وتتهافت الثقافة, ويتسطح الفكر, ويهبط الفن...
لا يمكن, ولا يحتمل, ولا يُبرَّر ولا يعقل, ولا يجوز أن يرتجى, ولا يُنتظَر ولا يُؤمَل... أن تنجح الثورة!!
***
قبل أكثر من ألف عام كتب الجاحظ رسالته الساخرة "التربيع والتدوير" عن رجل مفرط القصر ويحسب أنه مفرط الطول..
فيا ليته كان بيننا اليوم ليكتب لنا بأسلوب أكثر سخرية وكاريكاتيرية, رسالة "التدوير والتربيع" عن الشتاء الذي يحسبونه الربيع, وينتفخ أصحابه كالفقاقيع!!
***
العين التي تقاوم المخرز
لا تعلو على الحاجب
والشعب الذي يقاوم العدو
لا يعلو على.... الوطن!!
***
لجنة ورا لجنة
عم تكبر العجنة
يا أسمر الوجنة
شهّيتنا الخبزات
***
ألف دولة طوارئ ولا دولة طارئة
واللي بدو يزعل... يزعل!!
***
باؤوا بخسران وباء الجيش بالنــــــصر المبين فيا لحسن مآبِ
(شاعر عربي)
توضيح لكي لا يحصل التباس بالأفهام:
الجيش =الجيش العربي السوري الوطني العقائدي الباسل...
والضمير في "باؤوا" بخسران يعود على عصابات المنشق الحر!!
***
أقول لمن أدانوني:
موعدنا أول الشِّعر!
***
النارُ في الثَّلْجِ (بالإرهاب) مُشْعَلةٌ
جلَّ المؤلِّفُ بين الثلجِ والنار
(الشاعر الصنوبري ـ بتصرف)
***
كأنَّ بياضَ الثلجِ يُنْثَرُ فوقَنا
صحيفة سوريّا ألا هي أنصعُ
(بالإذن من علي الجارم)
***
أرتجف برداً.... وسلاماً!
***
إذا الصحف نُشرت
وإذا الساحات فُجّرت
وإذا الشياطين حُشرت
وإذا الحرية سئلت
بأي ذنب خُتلت
***
ملاحظة: هذه مختارات مما أنشره على صفحتي في الفيسبوك
إضافة تعليق جديد