ناخبون مصريون يتساءلون : حرية إيه اللي بيتكلموا عليها؟
منعت الشرطة المصرية يوم الاثنين الناخبين في بعض المناطق التي يوجد فيها تأييد قوي لجماعة الاخوان المسلمين من الإدلاء بأصواتهم في أول انتخابات برلمانية تجرى بعد تعديلات دستورية أُقرت هذا العام وتجعل من الصعب على الجماعة المشاركة في الحياة السياسية.
وقالت الجماعة ان أفرادا من الشرطة ورجال أمن يرتدون زيا مدنيا ضربوا واعتقلوا مندوبي مرشحيها أو طردوهم من مراكز الاقتراع وارتكبوا مخالفات انتخابية شملت حشو صناديق ببطاقات اقتراع لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قبل بدء التصويت.
وطوقت قوات مكافحة الشغب مركزي اقتراع على الاقل في منطقة أوسيم شمال غربي القاهرة. وقال أحد المارة "السبب أنه يوجد هنا كثيرون يؤيدون الاخوان المسلمين." وقال ضابط شرطة طلب ألا ينشر اسمه ان السبب هو "الأمن القومي".
وقال شهود ان الشرطة استعملت نفس الأسلوب للحد من الاقتراع المؤيد للاخوان في مدينة بلطيم الساحلية الشمالية التي قالت ناخبات محجبات فيها ان الشرطة منعتهن من التصويت.
وقالت أماني التي رفضت ذكر اسمها الثاني "حرية إيه اللي بيتكلموا عليها.." وصاحت سيدات قائلات "مفيش حرية. موش حيسمحوا لنا ندخل."
وقال شهود في محافظة المنوفية بدلتا النيل ان قوات الامن منعت وصول ناخبي الاخوان المسلمين الى مراكز الاقتراع في دائرة يخوض فيها السباق مرشح اخواني. وأُجريت الانتخابات في ثلاث دوائر في المحافظة.
وكان مراقبون مستقلون رصدوا مخالفات مماثلة من قبل الشرطة والحزب الوطني الديمقراطي في انتخابات مجلس الشعب عام 2005 ساعدت في هزيمة بعض مرشحي الاخوان لكن الجماعة فازت مع ذلك بحوالي 20 في المئة من المقاعد وأثبتت أنها أقوى قوة معارضة في مصر.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية في مؤتمر صحفي ان الاقتراع يجري في هدوء وبصورة تدعو للرضا.
وانتخابات يوم الاثنين لمجلس الشوري وهو الاقل في الصلاحيات التشريعية من مجلس الشعب هي اختبار للتعديلات الدستورية والقانونية التي تحظر استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية وهي تعديلات يقال ان الهدف منها هو إبعاد الاخوان عن الحياة السياسية.
وقال شهود ان قلة من الناخبين تمكنوا من الوصول الى مراكز الاقتراع في كثير من المناطق لكن قرار الاخوان خوض الانتخابات لشغل 19 مقعدا من 88 مقعدا جعلها أكثر تنافسية من ذي قبل.
وقال مرشح جماعة الاخوان في محافظة كفر الشيخ بدلتا النيل أشرف السعيد ان أفرادا من الشرطة وأفرادا آخرين ضربوه حين جذب بطاقات اقتراع من مسؤولين انتخابيين كانوا يضعون عليها علامات تجعلها لمصلحة الحزب الوطني الديمقراطي.
وقال السعيد لرويترز في اتصال هاتفي "حوالي 20 من الشرطة والامن والموظفين سحلوني. هناك إصابات في يدي وآثار عض. وضُربت في الوجه وملابسي تمزقت."
وقال ناجي صقر وهو مرشح اخواني أيضا ان حوالي 13 رجلا وصفهم بأنهم مخبرون وبلطجية هاجموه هو ورفاقه في مركز اقتراع في مدينة الزقازيق بدلتا النيل.
وقال "واضح أنهم يحاولون أن يخلقوا أي نوع من المشاكل لتخريب العملية الانتخابية وإخفاء تزوير الاصوات."وتقول الجماعة ان الشرطة ألقت القبض على 160 من أعضائها على الاقل منذ بدء الاقتراع.وقال مرشح جماعة الاخوان في طنطا الدسوق كليب ان بعض الصناديق في مدرسة كان يوجد بكل منها مئات من بطاقات الاقتراع برغم أن قلة من الناخبين أدلوا بأصواتهم.وقال ياسر الحاج أحد وكلاء صقر في لجنة اقتراع لرويترز انه وجد صندوقا محشوا ببطاقات الاقتراع مخبأ في مدرسة الزقازيق الثانوية للبنات بعد قليل من فتح الباب للاقتراع.
وقال "كان وراء الستارة وكان ملفوفا ولذلك ذهبت ونظرت الى الصندوق الزجاجي وكان مملوءا ببطاقات الاقتراع. أنا كنت أول ناخب هناك."
وتقدر جماعة الاخوان عدد من أدلوا بأصواتهم حتى عصر يوم الاثنين بحوالي 6000 ناخب من بين 450 ألف ناخب في دائرة الزقازيق وهو ما يعني أن نسبة الإقبال وصلت الى حوالي 1.3 في المئة.
وقالت مصادر الشرطة ان رجلا قُتل وأُصيب أربعة آخرون في الساعات الاولى من الادلاء بالأصوات في اشتباكات بالرصاص بين مؤيدي الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ومؤيدي مرشح مستقل في محافظة الشرقية.وتدور المنافسة في انتخابات اليوم على 77 مقعدا بعد أن فاز 11 من مرشحي الحزب الوطني الديمقراطي بالتزكية. ويتألف المجلس من 264 مقعدا يعين رئيس الدولة ثلث شاغليها.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد