هل هذه حقاً أفضل المسلسلات العربية؟
قبل أشهرٍ، أعلن «اتحاد المنتجين العرب» فتح باب الاختيار للجمهور والنقّاد، لتحديد أفضل خمسين مسلسلاً في تاريخ الدراما العربية، على أن تُعلن النتائج في ملتقى المنتجين العرب المنعقد في القاهرة حالياً. علماً أن الملتقى يُنظم سنوياً تحت إشراف جامعة الدول العربية (تعقد جلساته في مقرها) وبرعاية أمينها العام عمرو موسى... وهو يحاول جاهداً تلافي أخطاء «مهرجان الإعلام العربي» والصمود في مواجهته عاماً بعد آخر، وذلك من خلال التركيز على استضافة مسؤولين في وزارات الإعلام العربية، إضافة إلى اختيار أسماء المكرّمين بعناية.
غير أن «القائمة الذهبية» الخاصة بأفضل المسلسلات ـــ التي يعدّها «مركز بحوث الاتحاد» ـــ لم تخرج، أول من أمس، بالنتائج التي انتظرتها الصحافة. إذ كان من المفترض أن تُساعد هذه اللائحة الجمهور على متابعة المسلسلات الناجحة، وذات القيمة الفنية المهمّة. ومع ذلك، خرجت النتيجة ناقصةً، لأسباب عدة: أولها، خروج القائمة بمئة مسلسل دفعة واحدة، في وقت كان فيه إعلان القائمة يؤكّد ضمّها خمسين مسلسلاً فقط. ما جعل بعضهم يعتقد أن إدارة الملتقى أرادت إرضاء أكبر عدد ممكن من الأسماء العربية. وما أكد ذلك كان عدم ترتيب القائمة حسب أهمية كل مسلسل، كما يحدث عادةً... بل وُضعت الأعمال الدرامية حسب التسلسل الأبجدي!
كذلك لم يُذكر عدد الأصوات التي نالها كل مسلسل، بحجة أن النتائج متقاربة، ما أثار أيضاً استغراب الكثير من المتابعين، لكون التصويت كان على مئات المسلسلات. ومن المستحيل منطقياً أن تكون الأرقام ـــ وسط هذا الكم من الأعمال ـــ متقاربة.
هكذا أعلن الملتقى أن المسلسل الذي تصدّر القائمة هو «الأب الروحي» ليحيى العلمي، وهو عملٌ غير معروف كثيراً أقله بالنسبة إلى الجمهور المصري.
أما النتائج الباقية، فلم تخرج بمفاجآت، باستثناء ضمّها مسلسلَي «صراع على الرمال» و«الفطين» اللذين عرضا في رمضان الماضي. ما يطرح علامة استفهام إضافية. إذ من المفترض ألا تدخل الأعمال التي لا تزال في دائرة العرض ضمن القائمة، في انتظار أن تمرّ عليها فترة زمنية كافية. وفي الإطار نفسه، مثّل غياب مسلسل «أسمهان» مشكلة بالنسبة إلى المراقبين، الذين رأوا أنه تفوّق على «صراع على الرمال» و«الفطين»، في جميع استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها بعد نهاية رمضان 2008.
من جهة ثانية، كان التوازن واضحاً بين الأعمال الناجحة في مصر وسوريا والخليج، فضمّت القائمة كل المسلسلات التي حظيت بجمهور واسع، أو بإعجاب النقاد أو أثارت جدلاً سياسياً. والأهم هو أن القائمة حسب البيان الصادر عن الملتقى مفتوحة في الأعوام المقبلة، إذ ستضاف إليها المسلسلات المتميزة سنوياً.
ووصل عدد المسلسلات المصرية إلى 57 مسلسلاً، فيما بلغ عدد السورية والخليجية 43 مسلسلاً. وأبرز الأعمال المصرية هي «ليالي الحلمية» و«رأفت الهجان» و«لا» و«عائلة الحاج متولي» و«الزيني بركات». أما بالنسبة إلى أبرز المسلسلات السورية، فجاء «الاجتياح» الذي فاز أخيراً بجائزة «إيمي»، و«باب الحارة» و«التغريبة الفلسطينية» و«الأمين والمأمون»، وبرز من المسلسلات الخليجية «درب الزلق» و«طاش ما طاش» و«بيني وبينك».
وتصدّر المخرج المصري محمد فاضل قائمة المخرجين بتسعة مسلسلات، يليه يحيى العلمي بثمانية. فيما راوحت أعمال مخرجين آخرين بين الأربعة والستة مسلسلات منهم شوقي الماجري وإسماعيل عبد الحافظ وحاتم علي ونجدت أنزور. أما المخرج الراحل نور الدمرادش، فنجح في ستة مسلسلات، على الرغم من مرور سنوات طويلة على رحيله.
وجاء الحضور النسائي ضعيفاً، كما كان متوقعاً. وأطلّ اسم إنعام محمد علي ثلاث مرات، أبرزها بالطبع مسلسل «أم كلثوم»، فيما ظهرت رباب حسين مرة واحدة مع مسلسل «الليل وآخره»، ولم تسجل في القائمة أي مخرجة أخرى.
وحسب البيان الصادر عن الاتحاد فإن الاستطلاع الجماهيري على موقع اتحاد المنتجين العرب شارك فيه 3471 شخصاً، بينما شارك من النقاد 243 من أصل 300، أرسلت إليهم الاستمارة.
20 TOP
فيما يأتي أسماء المسلسلات التي احتلت المراتب العشرين الأولى:
«الأب المصري» (1960، يحيى العلمي)، «الاجتياح» (2007، شوقي الماجري)، «الأيام» (1983، يحيى العلمي)، «الأشجار تموت واقفة» (1980، عبد الرحمن الشايجي)، «التغريبة الفلسطينية» (2004، حاتم علي)، «الجوارح» (1994، نجدت أنزور)، «الحريق» (1974، مصطفى بديع)، «الحور العين» (2005، نجدت أنزور)، «الدوامة» (1973، نور الدمرداش)، «الرحيل» (1963، نور الدمرداش)، «الزيني بركات» (1994، يحيى العلمي)، «الساقية» (1963، نور الدمرداش)، «الشارع الجديد» (1997، محمد فاضل)، «الشهد والدموع» (1984، اسماعيل عبد الحافظ)، «الضحية» (1963، نور الدمرداش)، «الطارق» (2005، أحمد صقر)، «الطريق إلى القدس» (1981، أحمد توفيق)، «الطريق إلى كابول» (2004، محمد عزيزية)، «العائلة» (1993، اسماعيل عبد الحافظ)، «العائلة والناس» (2000، محمد فاضل).
محمد عبد الرحمن
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد