هل يمكن وصف الراتب الاجتماعي بالحلم الوطني؟
الجمل- أيهم ديب: يبدو المشهد الاقتصادي السوري شديد الوضوح و لكن لن يكون من السهولة وصفه لأسباب سياسية بحتة.و لكن لا ندري حقاً متى سنضطر الى التوجه الى مكاتب الدولة الرسيمة –من يهمه الأمر- لنحصل منهم على ترخيص- وفق الأصول- للتظاهر ضد اقتصاد السوق.
هل حقاً يمكن وصف الراتب الاجتماعي بالحلم الوطني؟
في الحقيقة إنه اعتراف رسمي بالدفعة الأولى من ضحايا اقتصاد السوق و إذا افترضنا ان اقتصاد السوق مسيرة فإن هؤلاء هم الذين سقطوا اولاً في المسيرة و الذين سيتم تحميل أجسادهم على البقية التي لا تزال قادرة على السير مما سيجعل هذه الأخيرة تسقط أو تضطر الى بذل ضعف الجهد حتى لا تسقط مسيرة السوق.
هذا يعني ببساطة ان المستثمر الوطني –مدعوماً بقوانين جائرة- سيعمل على امتصاص كامل الثروة الوطنية مستفيداً من فساد المؤسسة العامة- الذي يعمل بالتوازي-على فرض فلسفة اقتصاد السوق بوضع الحجة على أعين العامة.
بعد ان يقوم المستثمر بامتصاص الثروة من فئة معينة من العامة يرمي بعبء هذه الطبقة المنهارة على الخزينة العامة! أي ان اقتصاد السوق ببساطة ينهش جسد الدولة بكل الأشكال. و يخلق دولة ضمن الدولة مما يجعل من موت الدولة الوطنية مسألة وقت أو أنه يحيل فضاء الدولة الى مجرد مزبلة أو مخزن او ثلاجة موت.
ليس أحد من الغباء حتى ينتبه الى ان نفس هؤلاء الذين أداروا مؤسسات الدولة بمنتهى القساد هم من يدير الآن اعمالهم الناجحة(!!!) مما لا يحتاج حتى الى التوصيف بأن الموظف الحكومي يجعل الدولة كاملة تعمل لصالح المستثمرالسارق.
و هذا كله بهذف جعل المؤسسة الحكومية تبدو كعبء على الوطن في حين أن الحقيقة هي أن المؤسسة الوطنية هي الضامن الوحيد للوطن. فحتى أمريكا التي تعتز بانها الموديل الأكثر امبريالية لا تستطيع حل تناقضات جشع رأس المال الا بطريقتين: الاحتلال الاقتصادي- أتاوة و بلطجة و احتلال عسكري و معاهدات ملزمة- و االفاتورة الوطنية: حيث تعمل مكنة الاقتصاد الأمريكي على تصدير فاتورة جشعها الى الدولة الوطنية حيث تعمل الأخيرة جاهدة على سد الفراغ الذي خلقه الرأسمالي في جسد الدولة حتى لا تهوي. هذا ينعكس لاحقاً على شكل المزيد من الضرائب التي تبنى بها المدارس ؟؟؟؟؟-
إن ما لا يعترف به مستشارنا الاقتصادي هو ان النظام في سوريا ليس رأسمالي و لكن احتكاري و الاحتكار هو مقتل الرأسمالية و هو العدو الحقيقي للنظام الرأسمالي و ليس كما يعتقد البعض- النظام الاشتراكي-
إن النفاق العلمي الذي يمارسه بعض المتنفذين حتى يتمسكوا بوظائفهم سيؤدي الى ان انهيار الوطن السوري و ظهور المؤسسة الفرعية- جزء من سلسلة مؤسسات- و عندما لا يكون وطن سوري يصبح لا فرق بين اسرائيل و الأردن و سوريا و العراق إلا بالراتب الذي تدفعه الشركة. و هكذا بينما تسعى عدوتنااسرائيل الى بناء الدولة الوطن نسعى نحن الى بناء الدولة الشركة مما سيحيل الجميع الى متسابق في حلبة البيع بغية جني اكبر مقدار من المال و تحت شعار اغتنام الفرص و هرباً من الهاوية التي ترسم حدودها الحكومة بدقة جراح.
إضافة تعليق جديد