هل ينفرط عقد التحالف بين ميدفيديف وبوتين

12-03-2009

هل ينفرط عقد التحالف بين ميدفيديف وبوتين

الجمل: تناقلت التسريبات والمعلومات ما يمكن أن يوصف بأنه ملف منخفض للخلافات داخل الكرملين بين الثنائي ميدفيديف – بوتين، وما هو جديد في الأمر يتمثل في أن خلافات موسكو الداخلية كانت تبقى دائماً طي الكتمان ضمن أسوار الكرملين وقبابه الزاهية الألوان ولكن هذه المرة بدت هذه الخلافات وهي أكثر قابلية للخروج والتعبير عن نفسها بحرية خارج الكرملين.
* ماذا تقول التسريبات:
خلال الأيام الماضية تحدث الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف بلهجة أكثر حدة إزاء ملفات السياسة الروسية الداخلية والخارجية وقد لاحظ المراقبون والمحللون وجود بعض نقاط الخلاف بين المنظور الذي طرحه الرئيس ميدفيديف والمنظور الذي طرحه رئيس الوزراء بوتين. وتقول السردية بأنه عندما كان بوتين في سويسرا للمشاركة في ملتقى دافوس الاقتصادي العالمي كان ميدفيديف يقابل في موسكو رئيس تحرير صحيفة نوفايا غازيتا وهي الصحيفة التي سبق أن تم اغتيال أربعة من صحفييها البارزين واتهمت الأطراف الغربية والأمريكية بوتين بأنه المسؤول عن ذلك تصفيةً لخصومه السياسيين، إضافة لذلك فقد كان الرئيس السوفيتي السابق ميخائيل غوربتشوف حاضراً في لقاء الصحيفة مع ميدفيديف.
رصد الخبراء المعنيون بالشأن الروسي من خلال الأداء السلوكي الخاص بالرئيس ميدفيديف خلال الأسابيع الماضية، العديد من النقاط الخلافية المفارقة لتوجهات وقناعات رئيس الوزراء الحالي بوتين وأشارت التحليلات إلى قيام ميدفيديف بالآتي:
• تأييد عريضة تسعى إلى توسيع مفهوم "الخيانة العظمى" في التشريعات الروسية وهو أمر يعارضه بوتين.
• إحياء أنشطة مجلس حقوق الإنسان الروسي الذي سبق أن أخمده بوتين.
• تعيين رئيس جديد لمجلس حقوق الإنسان الروسي وقد اختار ميدفيديف شخصية تتميز بعدم التأييد لبوتين.
• السعي لإجراء التحسينات في نظام السجون الروسي وهو أمر كان يعارضه بوتين الذي كان دائم التأكيد على ضرورة الاستخدام المتشدد لنظام السجون من أجل تأديب العصابات المتزايدة في روسيا ومن أبرزها المافيا الروسية – الإسرائيلية التي يوجد المئات من عناصرها حالياً داخل السجون الروسية.
• المطالبة بتسريع وتائر عمل مجتمع المعلوماتية الروسي وهو أمر ظل يعارضه بوتين لجهة ضرورة تأجيل ملف التنمية المعلوماتية إلى حين إكمال روسيا سيطرتها على إمدادات النفط الأوروبي.
• تعديل نسب التمثيل داخل مجلس الدوما، بما يتيح إعطاء الفصائل والجماعات السياسية الصغيرة الحصول على نسبة تمثيل أكبر ودور أكبر في قرار السلطة التشريعية وهو الأمر الذي ظل بوتين يعارضه بشدة.
• القيام بشكل دوري بإجراء لقاءات تلفزيونية شهرية لجهة إلقاء الخطابات السياسية بشكل يجمع بين روح البطولة والزعامة، وهو ما كان بوتين يعارضه حيث يعتبر أكثر ميلاً لحجب المعلومات والعمل بهدوء وسرية.
• إقالة أربعة من الحكام الإقليميين الموالين لبوتين الذين سبق أن عينهم بوتين وظل أكثر تأكيداً على وجودهم في مناصبهم.
يقول الخبراء أن مثل هذه النقاط والوقائع المفارقة خلال فترة وجيزة من الزمن يشير بوضوح إلى أن الرئيس الروسي ميدفيديف بدأ في تطبيق توجهات سياسية لخط سياسي خاص به لا يتطابق مع توجهات خط بوتين السياسية.
* ماذا تقول التفسيرات:
من المعروف أن علاقة الثنائي بوتين – ميدفيديف تمتد إلى ما قبل صعود بوتين إلى الكرملين وتحديداً عندما كان في مدينة بطرسبرج الروسية، فبوتين هو ضابط الـ"KGB" الناجح، بينما يمثل ميدفيديف رجل الأعمال الناجح، وعلى خلفية لقاء المخابرات مع البزنس فقد سعى بوتين عند توليه منصب المسؤول عن شركة النفط الروسية إلى إعطاء حليفه ميدفيديف دوراً رئيسياً، وتقول المعلومات أن صعود بوتين إلى الكرملين تزامن معه صعود ميدفيديف إلى الكرملين أيضاً حيث تولى منصب رئيس الوزراء خلال فترة رئاسة بوتين.
تقول بعض النظريات التفسيرية أن من المستحيل أن ينفرط التحالف الذي يربط ميدفيديف مع بوتين لأن مصالحهما لا يمكن أن تتعاكس وما بينهما من خلافات حالياً هو سيناريو متفق عليه بحيث يمتص ميدفيديف الرأي العام المعارض لبوتين بما يتيح للثنائي إدارة الأزمة من خلال إدارة توجهات الرأي العام الروسي.
وتقول نظريات أخرى أن معطيات الخبرة الروسية ظلت تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك الحقيقة القائلة أن الكرملين لم يحدث أن خضع لرئيسين ولم يحدث مطلقاً أن كان في الكرملين رأسان لصناعة القرار وبالتالي فإن من المتوقع أن تتسع حدة الخلافات بين بوتين وميدفيديف في الفترة القادمة وتوقع أصحاب هذه الرأي أن ينجح بوتين في "احتواء" توجهات ميدفيديف لأنه لا يملك أي وزن أو حيلة في مواجهة بوتين القوي، والقوي جداً، داخل الكرملين ومجلس الدوما والجيش والمخابرات.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...