هنية: سحب تقرير غولدستون جاء بطلب رسمي من عباس
حذر رئيس الحكومة الفلسطينية المقال إسماعيل هنية، أمس، من أن طلب السلطة الفلسطينية إرجاء مناقشة مسودة مشروع قرار في مجلس حقوق الإنسان يتبنى التوصيات الواردة في «تقرير غولدستون» سيشكل ضربة لجهود استعادة الوحدة الوطنية، في وقت نفى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أنّ تكون منظمة التحرير قد قدمت طلباً بهذا المعنى إلى مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
وقال هنية، في كلمة ألقاها خلال جلسة طارئة لأعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني في غزة، إن «عباس أعطى أوامره لسحب التصويت على القرار»، موضحاًً أنّ المبعوث الباكستاني لدى مجلس حقوق الإنسان في جنيف، الذي قدّم طلب التأجيل نيابة عن الدول العربية والإسلامية والإفريقية، «استغرب الأمر وتوقف عنده، وقال إنه لا يستطيع أن يتحمل مسؤولية تقديم طلب من هذا النوع بناء على طلب شفوي، طالباً رسالة رسمية من القيادة الفلسطينية، وبناء عليه جاءته رسالة رسمية تقدم بموجبها بطلب تأجيل التصويت».
واعتبر هنية أن سحب تقرير غولدستون «تفريط غير مسبوق بدماء الشهداء وحقوق الشعب الفلسطيني، وتفريط بغزة والضفة والقدس». وتساءل «كيف يمكن أن يجلس الفرقاء على طاولة واحدة ليوقعوا على اتفاق (المصالحة) في ظل هذا الوضع»، مشيراً إلى أنّ خطوة سحب التقرير «جاءت لتضع عائقاً كثيفاً أمام الوحدة الفلسطينية». وحذر من أنه «في حال لم يتغير هذا النهج وإذا لم تخرج هذه القيادة سنبقى في آتون الفتنة».
في المقابل، نفى عباس أن تكون منظمة التحرير قد قدمت طلباً لتأجيل التصويت على التقرير، مشيراً إلى أنّ المنظمة ليست عضواً في مجلس حقوق الإنسان. وقال عباس إن التأجيل جاء بطلب من روسيا والولايات المتحدة وأوروبا والصين، مشيراً إلى أنّ كل الأطراف العربية والأفريقية المعنية وافقت على التأجيل.
من جهته، قال سفير فلسطين في جنيف ابراهيم خريشة إنّ تأجيل النظر في تقرير غولدستون جاء بهدف إنقاذ حركة حماس من المثول أمام المحكمة الجنائية الدولية. وقال خريشة، في مقابلة مع قناة «العربية»، إنه «لو أخذنا قراراً سريعاً في جلسة يوم الجمعة الماضي لكان ذلك سيؤدي إلى مثول حماس أمام المحكمة الدولية، حيث إنها متهمة أيضاً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية».
في غضون ذلك، وصفت حركة حماس قرار عباس تشكيل لجنة تحقيق للبحث في ملابسات طلب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون بأنها «خطوة لذر الرماد في العيون»، معتبرة أنّها جاءت بمثابة «محاولة شخصية من عباس للهروب من تحمل المسؤولية السياسية المباشرة عن طلب تأجيل التصويت».
يأتي ذلك في وقت استغرب عضوا اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبد الرحيم ملوح وغسان الشكعة إعلان امين سر اللجنة ياسر عبد ربه عن تشكيل لجنة التحقيق في ملابسات سحب تقرير غولدستون قبل مناقشة الموضوع في اللجنة التنفيذية.
في غضون ذلك، تبادلت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وحركة حماس الاتهامات حول مقاطعة الأولى مؤتمراً عقد في غزة لمناقشة آليات مواجهة تأجيل تقرير غولدستون. وأوضحت الفصائل إنها امتنعت عن المشاركة «بسبب تجاوز البعض للترتيبات التي أقرتها لجنة المتابعة والتنظيم التي حددت ثلاث كلمات للقوى الوطنية والإســلامية والمنظــمات الحقوقية، وكلمة اسر الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي على غزة»، وأيضاً «حتـى لا يتحول المؤتمر الشعبي إلى فرصة لتصفية الحسابات وتحويله إلى قضايا خاصة، وذريعة لتعطيل الحوار الوطني».
واتهمت حركة حماس قوى اليسار بمحاولة إفشال المؤتمر والانحياز لحركة فتح. وقال القيادي في حماس أيمن طه «انسحاب قوى اليسار من المؤتمر جاء بعد رفض هذه القوى أن تكون كلمة في المؤتمر لحماس في محاولة لضرب العلاقات الوطنية»، فيما عزا موقع إخباري تابع للحركة قرار المقاطعة إلى تهديدات تلقتها الفصائل من قيادات في السلطة الفلسطينية مقربة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد