هيومان رايتس ووتش: الصومال بلد محطم

09-12-2008

هيومان رايتس ووتش: الصومال بلد محطم

قالت جماعة معنية بحقوق الانسان مقرها الولايات المتحدة يوم الاثنين ان الصومال بلد ممزق والاخطر على وجه الارض بالنسبة للعاملين في مجال المساعدات وان مقاتلين من كل الاطراف يرتكبون انتهاكات مروعة.

وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ان الصومال يتطلب فكرا جديدا من جانب ادارة الرئيس الامريكي المنتخب باراك أوباما لان سياسة الرئيس جورج بوش أدت الى تفاقم خطر المتشددين.

وأضافت "الصومال دولة محطمة تعاني واحدا من أكثر الصراعات المسلحة وحشية في العالم.. تسبب عامان طويلان من إراقة الدماء والدمار المتزايد في انهاك شعب الصومال وتخريب عاصمته مقديشو."

وتقرير المنظمة حول جرائم الحرب في الصومال هو الاحدث في سلسلة من المطالبات الدولية باتخاذ خطوات للقضاء على الفوضى. ويعيش الصومال حالة من الفوضى منذ عام 1991 ويعاني من واحدة من أسوأ الازمات الانسانية في العالم.

وأرسلت اثيوبيا حليفة الولايات المتحدة الآلاف من قواتها الى الصومال للاطاحة بنظام المحاكم الاسلامية في نهاية عام 2006 مما أدى الى نشوء حركة تمرد أسفرت عن مقتل عشرة الاف مدني على الاقل وتشريد أكثر من مليون مواطن وزيادة عمليات القرصنة قبالة سواحل البلاد.

ورغم تصاعد صوت التحذيرات باستمرار من المنظمات الخيرية والحكومات بشأن الصومال لم يقدم العالم حلولا. ولم تكن لقوة افريقية لحفظ السلام ومحادثات سلام توسطت فيها الامم المتحدة مع المعتدلين من الطرفين اثرا يذكر.

واتهمت المنظمة أجهزة الامن الصومالية والقوات الاثيوبية والميليشيات الموالية لها بقصف المناطق السكنية بصورة عشوائية وتعذيب وقتل واغتصاب ونهب المدنيين.

وردت اثيوبيا غاضبة على التقرير وقالت ان جنودها عملوا وفق القانون.

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية الاثيوبية "القوات الاثيوبية لم تنفذ قط عمليات تشويه ولم تقصف مناطق للمدنيين دون تمييز كما زعمت منظمة مراقبة حقوق الانسان."

واضاف البيان "تقرير منظمة مراقبة حقوق الانسان مبني على روايات متناقلة ومقابلات لا يقوم عليها دليل اجريت في نيروبي او في مخيمات اللاجئين الكينية."

وعلى الجانب الاخر قصف متمردون اسلاميون مناطق سكنية وأسواقا وشنوا هجمات من مناطق ذات كثافة سكانية عالية كما يعاقبون من يشتبهون بتعاونه مع الحكومة.

وقالت هيومان رايتس ووتش "لا يمكن تصور مدى الاهوال الناجمة عن هذه الانتهاكات الا من خلال قصص الصوماليين الذين عانوا."

وتضمنت القائمة المطولة لقصص الشهود رجلا شهد اغتصاب امه وشقيقاته أمام عينيه واطفال مزقتهم قذائف المورتر واطلاق متمردين النار على ساعي صغير من الحكومة.

وذكرت المنظمة أنها تأمل أن يغير أوباما سياسة الولايات المتحدة القائمة على شن ضربات جوية من وقت لاخر ضد الميليشيات في الصومال ودعم اثيوبيا على الرغم من وجود دلائل على ارتكاب القوات الاثيوبية انتهاكات لحقوق الانسان.

وأضافت "هناك دليل قوي على أن السياسات الامريكية في الصومال فاقمت المخاوف نفسها التي يسعون (الامريكيون) الى القضاء عليها... تترك عواقب الغارات الجوية الامريكية انطباعا يدوم في عقول العديد من الصوماليين أكثر من الانطباع الذي يتركه التمويل الامريكي للمساعدات الانسانية."

والى جانب المدنيين طالت أعمال العنف عاملين محليين واجانب في مجال المساعدات العام الحالي مع زيادة جرائم الاغتيال والخطف والهجمات. وقتل 29 على الاقل من العاملين في مجال المساعدات في الصومال العام الحالي.

وقال تقرير المنظمة "الصومال الان أخطر مكان في العالم بالنسبة للعاملين في المجال الانساني."

وذكرت المنظمة ان مخيم داداب في كينيا المزدحم بالصوماليين الفارين هو اكبر تجمع للاجئين في العالم حيث يوجد به اكثر من 220 الف شخص. واستند التقرير في جانب كبير منه الى مقابلات مع لاجئين في المخيم وفي مناطق اخرى.

وهجرت مناطق واسعة من مقديشو حيث فر 870 الف شخص اي نحو ثلثي سكان العاصمة في العامين الماضيين. وقالت المنظمة ان مثل هذا الدمار في مدينة غير مسبوق منذ جروزني في الشيشان التي دمرت في هجوم للقوات الروسية لاقتلاع الانفصاليين الشيشان.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...