واشنطن بوست: حكومات غربية دعمت الإرهابيين في سورية بدأت تخشى ارتدادهم عليها
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية ان الحكومات الأوروبية وعلى رأسها الفرنسية والبريطانية التي كانت وحتى الآن من اشد الداعمين للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية بدأت تشعر بالقلق الشديد من احتمال ارتداد نتائج هذا الدعم الكارثية عليها ويظهر ذلك جليا في اعتقال السلطات في بريطانيا وفرنسا اسلاميين متطرفين يحاولون الانضمام إلى الإرهابيين في سورية.
ولفتت الصحيفة إلى ان السلطات الفرنسية والبريطانية تخشى من أن هؤلاء المتطرفين الذين يحملون جوازات سفر أوروبية والذين تدربوا على الأعمال الإرهابية سيعودون إلى بلدانهم ويمارسون هذه الأعمال فيها وهناك مثال واضح على ذلك راته الحكومة الفرنسية بام عينها لدى قيام متطرف اسلامي تدرب في باكستان بمهاجمة مجموعة من الجنود الفرنسيين في وقت سابق من العام الجاري.
واقر مانويل فالس المسؤول في وزارة الداخلية الفرنسية بعد اعتقال ثمانية متطرفين هذا الاسبوع في فرنسا ان هذه الخلية تحمل بنية مجموعة مكلفة بارسال مسلحين للانضمام إلى المجموعات الإرهابية في سورية قائلا "نعلم ان هناك عددا من المسلحين الذين لم يتم اعتقالهم وقد يكونوا ذهبوا للقتال في الخارج".
ويعترف مسؤولون استخباراتيون أوروبيون بوجود ادلة على انضمام مقاتلين أجانب إلى المجموعات الإرهابية في سورية وبينهم أوروبيون وقد تتحول هذه المسالة إلى مشكلة كبيرة في أوروبا حيث يشعر المسلمون بانهم مهمشون إلى درجة كبيرة.
وفي بريطانيا تم اعتقال شخصين في مطار هيثرو بلندن في اطار تحقيقات حول توجه إرهابيين إلى سورية لدعم الأنشطة الإرهابية فيها وهناك مخاوف منطقية حول تدفق المتطرفين الاسلاميين من بريطانيا إلى سورية للانضمام إلى عناصر القاعدة وقد تصاعدت هذه المخاوف في آب الماضي حين كشف الصحفي المصور المستقل جون كانتلي انه تعرض للاختطاف من قبل مجموعة من المتطرفين في سورية بينهم شخص يتكلم بلهجة سكان لندن.
ويعبر المسؤولون الامنيون في هذه الدول والذين يراقبون بحرص شديد نتائج ما يدعى بالربيع العربي عن خشيتهم من ان الأوروبيين الذين انضموا إلى المجموعات المسلحة في هذه البلدان سيعودون إلى بلدان منشئهم أكثر تطرفا وبقدرات أكبر على شن حرب مليشيات ولاسيما ان أبواب الاتحاد الأوروبي مفتوحة لأي شخص يحمل جواز سفر أوروبيا او هوية شخصية أوروبية ما يجعل مسالة تنقلاتهم دون تعقب في غاية السهولة.
ولفتت واشنطن بوست إلى انه وقبل سورية كان هناك العراق الذي غزته الولايات المتحدة وبريطانيا بحجة وجود أسلحة دمار شامل لديه وكانت نتيجة هذا الاحتلال جذب متطرفين اجانب بينهم خمسة فرنسيين اصولهم من شمال افريقيا كانوا يقومون بادارة خلية لتجنيد وارسال المسلمين المتطرفين الفرنسيين إلى العراق.
واستطردت الصحيفة قائلة.. كما ان المقاتلين ومن اطلق عليهم اسم المجاهدين الأجانب الذين اوجدتهم الولايات المتحدة في أفغانستان لمواجهة الاتحاد السوفيتي يعتبرون مثالا واضحا على تورط الدول الغربية في دعم الإرهابيين وارتداد الامر عليها حيث عاد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي كان حليفا قويا للولايات المتحدة مع حركة طالبان في أفغانستان ليشن هجمات أيلول عام 2001 داخل الولايات المتحدة.
وفي مقال آخر حذرت الصحيفة من أن الجماعات الأصولية المتشددة في المنطقة العربية تتبنى أيديولوجيات شبيهة بتلك التي يتبناها تنظيم القاعدة وهناك مؤشرات على أنها أقامت علاقات تنظيمية لها تربطها بحركة الإرهاب العالمية.
وقالت الصحيفة إن هذه الجماعات تستغل حالة الفوضى المبطنة بالدعوات للحرية والديمقراطية في الشرق الاوسط لتوسيع نفوذها وممارسة نشاطاتها الدعوية والتوسع في عمليات تجنيد المؤيدين لها من الارهابيين معتبرة أن انتشار "الجماعات الجهادية المسلحة" في جميع أنحاء العالم العربي يشكل تهديدا جديدا للاستقرار في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن آرون زيلين خبير في الحركات الجهادية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى قوله إن "أغلب تلك الجماعات الناشطة في البلدان العربية ترتبط فكريا بتنظيم القاعدة ويمكنها ان تشكل تنظيما مترابطا على مستوى عالمي بسبب حقيقة أن هناك تشابها أيديولوجيا كبيرا بينها ".
وأشارت الصحيفة إلى اعتراف وزيرة الخارجية الامريكية هيلارى كلينتون بحجم التهديد الذى تمثله مثل تلك الحركات في خطاب أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن قبل أسبوع تحدثت فيه عن الأطر العامة للتحديات التى تواجه صناع السياسة الامريكية في شمال أفريقيا.
وقالت الصحيفة إن من بين الجماعات التى تسبب القلق الأكثر بالنسبة للمسؤولين الغربيين هي جبهة النصرة التي ظهرت في سورية لتتبنى مسؤولية تنفيذ سلسلة من التفجيرات الانتحارية في دمشق وحلب وتطور أداؤها لتشارك في القتال ضد الجيش السوري.
ولفتت الصحيفة إلى أن مؤشرات ارتباط جبهة النصرة بتنظيم القاعدة كثيرة ومنها اعتمادها على موقع الانترنت الذي يخضع لرقابة وتشدد كبير ويستخدم من قبل تنظيم القاعدة ما يشير إلى وجود نوع من التنسيق بينهما على أقل تقدير.
وأكد الخبراء أن هناك مؤشرات أيضا تدل على أن الجماعة تعمل عن كثب مع ميليشيات مايسمى ب الجيش الحر وان عناصرها يعملون بشكل علني في حلب ويحظون بسمعة ومكانة بين بقية المسلحين وقد كانوا وراء العديد من الاعتداءات التي تعرض لها الجيش السوري.
وقالت الصحيفة إنه بالاضافة إلى جبهة النصرة ظهر عدد من الجماعات المتطرفة ولكنها أصغر بما فيها جماعة المجاهدين الشورى التي تضم عدداً من المقاتلين الاجانب من بينهم بريطانيون نقلوا إلى شمال سورية و يعتقد أنها نفذت عملية اختطاف اثنين من الصحفيين الأوروبيين في تموز الماضي.
كما تحدثت الصحيفة عن المسلحين في ليبيا وقالت إن أعضاء سابقين بجماعة الجهاد الإسلامى الليبية رشحوا لانتخابات البرلمان وتوجهوا إلى طرابلس ومن بينهم شقيق أبو يحيى الليبى أحد قيادي تنظيم القاعدة وآخرون يشتبه في تورطهم في هجوم بنغازى على القنصلية الأمريكية.
وقالت الصحيفة ان بعض مسؤولي المخابرات الأمريكية أشاروا إلى وجود بعض الصلات بين المسلحين في ليبيا وأعضاء تنظيم القاعدة في المغرب ويعبر عن ذلك أحد المسؤولين بالقول " كل الأشرار يعرفون بعضهم البعض".
وأضافت الصحيفة أن جناحا لأنصار الشريعة في تونس ترسخ تحت قيادة سيف الله بن حسين أحد أتباع القاعدة والذى يستخدم اسم أبو إياد التونسي كاسم مستعار مشيرة إلى أن أعضاء الجماعة احتشدوا أمام السفارة الامريكية في تونس بعد يومين من هجوم بنغازي لكن الجماعة لم تنفذ هجمات معقدة أو تشكل تحالفات مع جماعات أكبر.
وبالنسبة لليمن أشارت الصحيفة إلى أنه وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن القاعدة في شبه الجزيرة العربية بدأت في استخدام اسم أنصار الشريعة كاسم مستعار فيما أضافت الخارجية الامريكية هذه الجماعة الشهر الماضى إلى قائمتها للمنظمات الإرهابية.
سانا
إضافة تعليق جديد