واشنطن تحذر أنقرة من دخول العراق
فيما تدرس تركيا تنفيذ عملية عسكرية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق، حثت الولايات المتحدة الأمريكية حكومة أنقرة الثلاثاء على عدم تنفيذ عملية عسكرية عبر الحدود العراقية-التركية لمطاردة المتمردين الأكراد الذين يعملون من قواعدهم في إقليم كردستان العراق.
وفي الأثناء، ناشد الناطق باسم حكومة كردستان العراق، جمال عبدالله، تركيا ضبط النفس بعد بيانها الصادر الثلاثاء والذي قالت فيه إنها تسعى للحصول على قرار من البرلمان بتنفيذ عملية عسكرية ضد الأكراد عبر الحدود.
وقال عبدالله: "إننا ندعو الحكومة التركية إلى ممارسة ضبط النفس وعدم العمل على زعزعة استقرار المنطقة.. فمثل هذا الهجوم سيهدد الاستقرار ليس في العراق فحسب، بل وفي المنطقة برمتها."
ومن الإجراءات التأديبية في الاقتراح التركي، إغلاق حدودها مع شمال العراق، وهو ما قامت به إيران قبل أيام احتجاجاً على اعتقال القوات الأمريكية لموظف إيراني كان في زيارة لشمال العراق، لكنها أعدت فتحها الاثنين.
وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، شون ماكورميك، قد حذر من أي خطوة أحادية الجانب، وفقاً للأسوشيتد برس.
وقال ماكورميك "إذا كانت لديهم مشكلة، عليهم العمل معاً لحلها، وأنا لست متأكداً من أن الإجراءات أحادية الجانب هي الطريقة لذلك.. لقد تداولنا الأمر علانية وسراً، طوال شهور عديدة والفكرة الأساسية هي أن من الأهمية بمكان العمل بالتعاون لحل هذا الإشكال."
وكانت الإدارة الأمريكية قد أدانت الاثنين هجمات المتمردين الأكراد التي أدت إلى مقتل 27 جندياً ومدنياً في تركيا مؤخراً، قائلة إنها تقوض الأمن في كل من العراق وتركيا، وطالبت حكومة بغداد بكبح الانفصاليين الذين ينطلقون من أراضيها.
وطالب الناطق باسم الخارجية الأمريكية، شون ماكورماك، في بيان الاثنين، الحكومة العراقية اتخاذ تدابير فعالة ضد انفصاليي "حزب العمال الكردستاني"، الذي يشن هجمات ضد الجيش التركي منذ عام 1984 انطلاقاً من قواعد في شمال العراق.
وأضاف ماكورماك "حزب العمال الكردستاني لا يهدد تركيا دون سواها، بل يقوض أيضاً أمن العراق. الجانبان تعهدا بالتعاون لمحاربة الإرهاب وفق اتفاقية 28 سبتمبر/أيلول."
وأردف: "ندعو السلطات العراقية لتبني تدابير فاعلة ضد حزب العمال الكردستاني."
وعلى صعيد متصل، عقدت الحكومة التركية اجتماعاً الاثنين ضم كل من رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، والرئيس عبد الله غول بجانب رئيس هيئة الأركان يشار بيوكانيت، لتدارس رد أنقرة على الهجمات الأخيرة.
كما أجرى أردوغان لاحقاً مشاورات منفصلة مع حكومته.
وكان 13 جندياً قد لقوا مصرعهم في هجوم للمتمردين على قوة تابعة للجيش التركي في إقليم "سيرناك" الأحد، فيما لقي 12 آخرين مصرعهم في هجوم مماثل في ذات المنطقة في 29 سبتمبر/أيلول الماضي.
وقال جميل شيشك، أحد مساعدي الرئيس غول، إن الاجتماعات ناقشت جميع القضايا المتصلة بالإرهاب، وأضاف "قررنا اتخاذ كافة التدابير كحكومة، موقفنا الحازم سيتواصل."
وأضاف أن الحكومة ستجري المزيد من المشاورات الأربعاء.
وخلفت المواجهات بين الجيش التركي ومتمردي "حزب العمال الكردستاني، أكثر من 37 ألف قتيل، على مدى ما يزيد على عقدين.
وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي "حزب العمال الكردستاني" كمنظمة إرهابية.
وكانت الحكومة العراقية قد اتهمت الجيش التركي في يوليو/تموز بقصف مناطقها الشمالية في إطار عملية عسكرية ضد الانفصاليين الأكراد.
ونفت حكومة أنقرة علمها بالواقعة.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد