وفي اليوم التاسع والأربعين سقطت بني زيد
محمد صالح الفتيح: في صباح 10 حزيران 2016، منذ تسعة وأربعين يوماً، بدأت قوات الجيش هجومها على مزارع الملاح التي سيطرت عليها بحلول 28 حزيران وبعد 9 أيام أخرى بدأ هجوم آخر من الجنوب باتجاه دور الليرمون لتقترب القوات في الشمال والجنوب من اللقاء. وبحلول التاسع من تموز، سيطر الجيش بالنيران على طريق الكاستيلو لتقطع عملياً إمدادات المسلحين إلى الأحياء الشرقية في مدينة حلب.
لم تتوقف الحملة هنا بل تابعت القوات في الجنوب التقدم لتستعيد حي الخالدية والمنطقة الصناعية في الليرمون ومحطة باصات الليرمون. وفي نفس الوقت تابع رفاقهم في الشمال التقدم للسيطرة على مجمع الكاستيلو وليسيطروا على أجزاء من طريق الكاستيلو نفسه. وخلال مساء أمس وحتى ساعات مبكرة من صباح اليوم كانت مواقع المسلحين في حي بني زيد تتهاوى.
كل ما حصل خلال الأيام التسعة والأربعين الماضية هو من ناحية محصلة تراكمات سابقة ومن ناحية أخرى بداية لصفحة أخرى. بحسب ما يتوفر من معلومات من المتوقع أن تنهار مواقع كثيرة في أحياء حلب الشرقية وخصوصاً لأن الفصائل الأكثر تطرفاً كانت قد نقلت ثقلها منذ فترة طويلة إلى مواقع أخرى، في ريف حلب الشمالي مع داعش وإلى غرب وجنوب حلب، وليس من المستبعد أن يكون خروج تلك الفصائل في الأساس تحسباً للحظة تُحاصر فيها مواقعهم في حلب الشرقية. صحيح أنه اليوم فقط قد أعلن عن فتح ممرات لخروج المدنيين والمسلحين، بدون أسلحتهم، عبر معابر معينة إلا أنني استطيع الكشف أن عدداً كبيراً، يقدر بحوالي 2000 مسلح ومدني من عائلاتهم، كانوا يفاوضون خلال الأسابيع الماضية للخروج، وكان من ضمن نقاط التفاوض مسألة الوجهة النهائية لهم. ولعل الدليل الأهم على انهيار معنويات المسلحين هو تراجع إطلاق القذائف والصواريخ على الأحياء الآمنة خلال الأسابيع الماضية.
يصف بعض المحللين حلب بأنها "بيضة القبان" في الحرب السورية وفي هذا خطأ كبير. فمصير سورية ومصير الحرب يُحسم في حلب، هذا مايقوله تاريخ الألف سنة الماضية على الأقل. ماحصل خلال الأسابيع الماضية هو إنجاز كبير بكل المقاييس. الحرب لم تنتهِ بعد ولكنها تواصل مسارها الجديد الذي بدأ في 30 أيلول الماضي.
إضافة تعليق جديد