وقائع من اجتماعات المعارضات السورية في القاهرة والدوحة ولندن وباريس
يروي معارضون سوريون من الذين حضروا ويحضرون اجتماعات أطياف المعارضات السورية في القاهرة والتي تجري صوريا تحت رعاية الجامعة العربية وفي الحقيقة هي تحت الوصاية والرعاية القطريتين، يروون قصصا عن ما يطلقون عليه "عنجهية" القطريين هذه الأيام والتي على كل حال لا تتناسب مع حجم قطر ولا مع واقعها.
ومن القصص التي يتندر بها المجمتع السوري المعارض كلام ينسبونه للشيخ خالد بن جاسم آل ثاني رئيس قسم حقوق الإنسان في وزارة الخارجية القطرية والذي يتولى الإشراف على اجتماعات المعارضات السورية في القاهرة في جوابه لمعارض سوري. آل ثاني تحدث في بداية أحد الاجتماعات عن الدعم الروسي لنظام الرئيس بشار الأسد حيث قال إن "روسيا في جيبنا". وتقول المصادر إن خالد آل ثاني لوح بيده للأسفل عند كلامه هذا، واستكمل آل ثاني قائلا "نحن نؤيد المجلس الوطني السوري ونريد منكم جميعا الانضواء تحت عباءته.
تفاصيل الاجتماعات..
القاهرة...
توتر الوضع أمس الخميس في اجتماعات المعارضات السورية التي تجري في القاهرة بعد ورود أنباء من العاصمة الفرنسية باريس تفيد بأن برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري رفض حضور ميشال كيلو وممثلين عن هيئة التنسيق المعارضة في اللقاء الذي جمعه مع وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه. وبحسب مصادر سورية في القاهرة، كانت الأمور تسير ببطء نحو الاتفاق على تشكيل هيئة جامعة لأطياف المعارضة السورية بعيدا عن الاستئثار الذي يسعى إليه المجلس الوطني أو ما يطلقون عليه "مجلس اسطنبول".
وتقول المصادر "كان الأسبوع الماضي قد أفضى إلى اتفاق على وقف الحملات الإعلامية على الهيئة والشخصيات التي تمثلها والتي باشرتها قناة الجزيرة القطرية منذ أسبوعين"، وفعلا توقفت هذه الحملات، كما انه تم التوافق على استمرار الاجتماعات بعد أن اتفق الجميع على رفض التدخل العسكري الخارجي وكانت الأمور تسير وإن ببطء للاتفاق على تشكيل هيئة تجمع كافة الأطياف المعارضة مع احتفاظ كل طرف بخصوصيته، غير أن الاستعجال القطري والغربي في تدويل الوضع السوري ظهر في مباحثات باريس بعد ظهر يوم الخميس ما أثر على اجتماعات القاهرة.
وقد أسر لنا معارضون سوريون من أكثر من طيف ولون أنه "إذا وجدتنا في الأيام القليلة القادمة في موسكو أو طهران أو بكين أو بيروت فلا تستغرب لأن الوضع في القاهرة يستعجل التدويل وهو ضاغط على كل من يرفضه".
الدوحة...
بعيدا عن الكلام الذي يتناقله الوسط السوري المعارض حول أسباب غياب أمير قطر عن المشهد السياسي بسبب تعرضه لمحاولة اغتيال من فلسطينيين مؤيدين للقذافي يبدو أنها بعيدة عن الواقع. فلا تزال قطر تتبنى المجلس الوطني السوري الذي ساهمت في تشكيله مع كل من فرنسا وتركيا وبأشراف أميركي كامل، ولا تبدو الدعوات القطرية التي وجهت لأطياف سورية معارضة من خارج المجلس إلا من باب الدعاية الإعلامية التي تجيدها قطر. فحديث الذين زاروا الدوحة لا يعطي جوابا شافيا عن أهمية تلك الزيارات اللهمّ إن أوقفت الجزيرة حملاتها على هيئة التنسيق المعارضة، وهذا كان قد اتفق عليه في القاهرة، بينما كانت الاجتماعات مع ولي العهد تميم بن حمد بن خليفة فرصة للبعض لاستنتاج أن بن حمد يخشى من نفوذ حمد بن جاسم في حال غياب والده حمد بن خليفة المصاب بفشل كلوي.
لندن...
في لندن بدا المشهد الخلافي واضح، ولولا الهدوء البريطاني الذي استوعب الجمع لما حصل اللقاء مع وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ. فالمصافحة الفاترة بين وفدي المجلس الوطني ووفد هيئة التنسيق كان واضحا وعلى كل حال انفجر الوضع بعد يومين في باريس. مصادر المجتمعين مع هيغ قالت إن الوزير البريطاني أبلغهم بأنه لا تدخل عسكرياً أطلسياً في سورية على غرار ما حصل في ليبيا، كما وأصر عليهم على التوحد في هيئة واحدة تسهيلا للاعتراف الغربي والدولي بهم.
وتنقل المصادر أن العضو الكردي في هيئة التنسيق قال لهيغ أن أكراد سورية سيقاتلون تركيا في حال تدخلت عسكريا في سورية، بينما نفت المصادر ما نقلته إحدى الصحف عن كلام حصل مع هيغ ومفاده أن إيران طلبت لقاء معارضين سوريين ثلاث مرات وتم رفض الطلب الإيراني. وبحسب تلك المصادر فإن شخصية من الموجودين كانت قد اجتمعت مع دبلوماسيين إيرانيين قالت لهيغ عندما طرح السوآل عن العلاقة مع الإيرانيين إنها لم تلتق بهم منذ ثلاثة أشهر.
باريس..
انفجر الوضع بين هيئة التنسيق وبين المجلس الوطني بعد ظهر الخميس 24 الشهر الحالي على خلفية رفض برهان غليون رئيس المجلس الوطني حضور ميشال كيلو وممثلين عن هيئة التنسيق اللقاء في وزارة الخارجية الفرنسية مع الوزير آلان جوبيه، وقد صبت هيئة التنسيق غضبها على الوزير الفرنسي الذي لم يتحلى بأدنى مواصفات الدبلوماسية عندما سمح لغليون بهذا التصرف، بينما تصرف البريطاني هيغ بمسؤولية أكثر واجتمع بالطرفين. وبحسب مصادر الهيئة فإن إعلان جوبيه عن سعي فرنسي لدى الأوروبيين لفتح ممرات إنسانية هو في الحقيقة طلب تقدم به غليون وتبناه جوبيه، وهذا المشروع ليس سوى دعوة لتدخل عسكري دولي بتلبيسة "ممرات إنسانية".
وفيما استعجل جوبيه الاعتراف بالمجلس في القريب العاجل، يبدو أن الأمور تسير نحو الأسوأ حسب مصادر سورية معارضة، فالمسار الحقيقي الخطير يمكن رؤيته في باريس بينما يتم الإخراج والديكور في القاهرة.
نضال حمادة
المصدر: المنار
إضافة تعليق جديد