يا رايحين عَ حلب.. المجاهدون يدافعون عن حرية المرأة في المناكحة
كيف تصنع حرباً على تويتر؟ تنقل الرواية، والصور، والحقائق عن وقود الحرب الآتية من وراء الحدود. «الجهاديون» السعوديون في سوريا اليوم يدوّنون، تماماً كما يجهزون السيارات المفخخة، داعين إلى النفير في حرب مستعرة، يتمنون الموت فيها. انطلاقاً من التقليد السعودي في البوح الافتراضي، وتحت مظلة «داعش» (الدولة الإسلامية في العراق والشام)، يغرّد الأخوان السعوديان المقاتلان في سوريا عبد الهادي المسردي، وندى القحطاني المعروفة بـ«أخت جليبيب» على تويتر.
لا أخبار كثيرة عنهما ولا طريق لمعرفة أخبارهما سوى من خلال بعض التغريدات المشتركة. ندى التي توقفت عن التغريد في 2 كانون الأوّل (ديسمبر) الماضي، كرّست صفحتها للدعوة إلى خروج النساء إلى القتال، وتحريض «المحارم» للجهاد في الشام.
ما يمكن وصفه عن التقاء الأخوين في «داعش»، يؤسس لمرحلة جديدة يشوبها شيء من الطرافة الدموية. يتشارك هذان «الجهاديان» الرغبة الانتحارية نفسها، وهواية نشر الصور والفيديوهات الترويجية لـ«الدولة الإسلامية»، وخصوصاً بعد انتشار فتاوى «جهاد النكاح».
إذاً، الجنس والانتحاريون و«تطبيق الشريعة» هو كل ما سنراه في دولة «داعش» التي تروج لها ندى القحطاني وأخوها على تويتر. الأخ الفخور بأوّل وظيفة عسكرية له في «دولة الإسلام»، ينشر فيديو يصوّر طريقة صناعة راية «داعش» في المنزل، ويفتي بجواز قتل الجنود السوريين من دون استتابة. أما ندى، فتغرد ضد من يهاجمونها لخروجها من السعودية من دون محرم، وتعلن الالتحاق بأخيها المقاتل ذي الـ 16 عاماً في شمال سوريا.
يشوب الغموض طريقة خروج «أيقونة داعش» من السعودية، وخصوصاً أنّ عملية هروب ندى إلى حلب تمت بسرية. وهي تعتبر أوّل حالة نسائية مقاتلة، إذ لم تشهد التنظيمات السلفية في المملكة انخراط النساء في عملياتها الانتحارية منذ نشأتها في ثمانينيات القرن الماضي. «أخت جليبيب»، تركت بلادها لتلتحق بتنظيم «داعش» بهدف الجهاد. خطوة دعائية، صفق لها أنصار التنظيم التكفيري، فيما رأى آخرون أنّها تخالف الشرع «لأنّه لم يطلب منها حمل السلاح».
وبعيداً عن الجدل السلفي، تداول روّاد مواقع التواصل الاجتماعي القضية، وتفاعل المغرّدون مع هاشتاغ «نفير ندى معيض القحطاني»، وانقسموا بين مؤيد وساخر مما قامت به الداعشية السعودية. كتب أحدهم: «هنيئاً لكم بـ:نفير _ ندى _ القحطاني، نحسبها من خيرة المناكحات والله حسيبها»، قبل أن يكتب آخر: «يجوز للرجل المجاهدة بأخته لينكحها المجاهدون، ولكن لا يجوز لأخته قيادة السيارة. أول أعمال ندى للمجاهدين تورتة الفراولة بمناسبة شفاء أبو قعقعة النجدي». وهناك من قال إن «مجموعة الحمقى الذين ملأوا الدنيا صراخاً بسبب عمل المرأة وقيادتها للسيارة موجودون هنا ويباركون خروج امرأة إلى سوريا!».
مريم عبد الله
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد