يجولان حول العالم بـالـ«توك توك» لنشر العلم

14-02-2013

يجولان حول العالم بـالـ«توك توك» لنشر العلم

ثلاثة إطارات، مدرّسان، و61 مليون طفل من دون تعليم. بدأ المدرّسان نيك غوف وريتش سيرز من المملكة المتحدّة، في 13 آب الماضي، جولة حول العالم في سبيل رفع الوعي بشأن أهميّة التعليم، واختارا مركبة «توك توك» ذات العجلات الثلاث للتنقل بين البلدان.
يقول نيك لـ«السفير» إن «ما من شخص دار حول العالم بواسطة التوك توك في السابق، ما سيلفت الأنظار لرحلتنا وهدفنا الإنساني. تسير التوك توك ببطء، فنحظى بفرصة اكتشاف روح الثقافات والبلدان التي نزورها». وقد استوحى الرجلان اسم العربة «Tommy Tempo» من اسم سائق «توك توك» في قصة نيبالية.
استغرق التحضير للرحلة أربعة أعوام، وساهم أصدقاء المدرّسين في تمويلها. وترتكز مهّمة الرجلين على زيارة البلدان التي تسجّل معدّلاً منخفضاً في التعليم في سبيل رفع التوعية من خلال إقامة الندوات في المدارس والجامعات، ودعم المشاريع التربويّة التي تشرف عليها مؤسسّات أو جمعيات محليّة، ومشاركة الآخرين في مختلف أنحاء العالم المعلومات، وقصص الأشخاص الذين يلتقونها بغينيك وريتش والـ«توك توك» («السفير») ة الحصول على هبات مادية لتمويل المشاريع التربويّة، وحثّ الصغار على الاهتمام بالتعليم والثقافة، وعلى زيادة التزامهم المدرسيّ وفكرهم النقدي.
ولد نيك في مدينة باث التي تقع في جنوبي غرب انكلترا، وتطوّع في التعليم في مالاوي. تخرّج من جامعة «كارديف» ويدرّس مادة الاقتصاد منذ أربعة أعوام. أما ريتش، فنشأ في مدينة جيلفورد، وحصل على شهادة ماجستير في اللاهوت والدراسات الدينية من جامعة «كامبريدج» وتطوّع في التعليم في بلدان عدة: النيبال، الأرجنتين، كمبوديا.
قرّر المدرّسان بدء رحلتهما من بريطانيا والتجوال فيها منطلقين من جملة واضحة «Learning by doing it wrong» أو «تعلّم عبر الأخطاء».
جال الشابان حتى اليوم في 17 بلداً مثل مصر، السودان، إيطاليا، إثيوبيا وغيرها. ومن المقرّر، أن تضمّ جولتهما 50 بلداً في مختلف أرجاء العالم وتنتهي في مدينة ريو دي جانيرو بعد نحو عام.
يرغب نيك وريتش في المجيء إلى لبنان، غير أن الأوضاع في سوريا تعيق ذلك.
التقى نيك وريتش بأشخاص كثر أظهروا مودة ودعماً لمشروعهما. يقدّم البعض الليمون والأطعمة بينما يوفر البعض الآخر الخرائط الجغرافية اللازمة. ويتابع 1200 شخص الرحلة على «تويتر» و1300 شخص على موقع «فايسبوك».
سأل كثيرون المدرّسيْن إن كان يجب عليهما التزوّد بسلاح للدفاع عن النفس، فأجابا أنه «في حال وجدنا أنفسنا في حادث يستدعي استخدام السلاح، فالأفضل ربما أن نؤذي أنفسنا من أن نؤذي الآخرين».
يدوّن ريتش تجربته في مصر ومشاهداته عن الزحمة، والشيشة، والنعناع الأخضر، والأهرام، وروح الثورة والرمال والجمال. نصب الرجلان خيمتهما وأمضيا ليلتهما الأولى في صحراء أفريقيا.
خاف نيك كثيراً، قبل بدء الرحلة، من فكرة التجوال في السودان بواسطة الـ«توك توك»، الكثير من الرمال، درجة حرارة مرتفعة، طرقات قليلة، و«ماذا لو انقطعت العربة في وسط الصحراء من دون أن نصادف أحداً لمساعدتنا؟». إلا أنه، ومع اقتراب وصولهما إلى السودان، شعر نيك بحماسة كبيرة لاكتشاف البلد ونشر رسالة التعليم فيه.
يذكر نيك لـ«السفير» بعض الحوادث المضحكة والصعبة التي حصلت معهما خلال الرحلة. استيقظ الرجلان في اليونان الساعة الرابعة صباحاً، ووجدا نفسيهما غارقين في المياه التي عصفت بها الرياح. غرقت العربة في الطين في كينيا الشمالية، فكّر المغامران بأنهما سيقضيان ليلة عيد الميلاد في الطين، لولا مساعدة أربعة أشخاص وجرّهم العربة.
يتابع المدرّسان رحلتهما. يتأثران بالمشاريع التربوية المحليّة التي نجح بها الأفراد رغم الصعوبات. يجوبان مختلف البلدان ويكتشفان الثقافات مردّدين أقوال الرئيس المناضل نيلسون مانديلا «التعليم هو السلاح الأقوى لتغيير العالم، وهو المحرّك لتحقيق الذات، إذ بواسطة التعليم يمكن لابن فلاح أن يصبح طبيباً، ولابن عامل في منجم أن يصبح مدير منجم، ولابن عامل في مزرعة أن يصبح رئيس دولة».

المصدر: السفير

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...