“الشعيطات” تفنذ ادعاءات الاحتلال الأمريكي… الجيش السوري هو من ساندنا
أصدر أبناء عشيرة (الشعيطات)، إحدى عشائر قبيلة (العكيدات) العربية بمحافظة دير الزور السورية، بيانا مصورا رفضوا من خلاله ادعاءات قياديين في تنظيم “قسد” والجيش الأمريكي، أطلقوها ضمن مجريات احتفالية الذكرى السابعة لمجزرة (الشعيطات) التي قضى فيها المئات من أبناء العشيرة على أيدي مسلحي تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول).
وأكد أبناء (الشعيطات) بأنه لم يساندهم أحد في تلك الأيام العصيبة التي شهدتها عشيرتهم، سوى الجيش العربي السوري.
ووصل مراسل “سيوتنيك” في محافظة الحسكة بياناً مصوراً لمجموعة من وجهاء عشيرة الشعيطات وقبيلة العكيدات يرفضون فيه ما حدث خلال الاحتفالية التي اعتبروها “تمثيلة من قبل الاحتلال الأمريكي وأعوانه”، رافضين ادعائهم الباطل على أنهم هم من ساند وحرر أبناء العشيرة من سيف تنظيم “داعش” الإرهابي.
وفي 15 أغسطس/ آب قبل سبع سنوات، قضى المئات من أبناء عشيرة الشعيطات في مجزرة بشعة ارتكبها إرهابيو تنظيم “داعش”.
وجاء في البيان الذي ألقاه الشيخ بدر الحمود العثمان أحد وجهاء عشيرة الشعيطات وقبيلة العكيدات في بلدة الموحسن بريف دير الزور بحضور الوجهاء الشيوخ عبدالكريم الهفل وعبدالكريم العذال الدندل ومهند الحمود وأحمد العشبان مجاودة وفواز الوكاع :” إننا في عشيرة الشعيطات نمثل موقفها الراسخ في محاربة الإرهاب والذل الذي أراده الغرب لنا من خلال دعمه للمنظمات الإرهابية وعلى رأسها “داعش” و”قسد”.
والشعيطات هي واحدة من عشائر قبيلة العكيدات العربية، ويصل عدد أفرادها إلى نحو 200 ألف نسمة، وتسكن الضفة اليسرى لنهر الفرات، شرق دير الزور بحوالي 90 كيلومتراً، ويقيم أبناؤها على رقعة جغرافية واحدة تتوزع على قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج، وكان تنظيم”داعش” الإرهابي ارتكب مجزرة مروعة بحق سكان بلدات عشيرة الشعيطات، بعد معركة شديدة مع أبناء العشيرة امتدت لشهور.
وبين البيان للرأي العام العالمي والإقليمي بأنه “في الخامس عشر من آب الجاري لعام 2021 قام أبناء عشيرة الشعيطات بأحياء ذكرى مجزرة الشعيطات في قراهم ومدنهم، وأكدوا على مواصلة حربهم ضد الإرهاب، إلا أن كبت حرية التعبير واستثمار المصائب لدى تنظيم “قسد “حال دون أن يتم أحياء الذكرى بسلام فقد عمدت ميليشيا قسد والتي تسيطر بدعم أمريكي غير شرعي على قرى الشعيطات أبو حمام وكشكية وغرانيج على نسب ذكرى هذه النكبة لسجلها الزائف والذي يدعي الإنسانية والديمقراطية”.
وتابع البيان: “فقد منعت “قسد” أهالي وذوي الشهداء من أحياء ذكرى فقدانهم لابناءهم وذويهم، وقامت بتظليل الرأي العام من خلال إعلامها المسيس الذي نسب هذه الذكرى لها، وقامت بتصوير احتفالية بمكان مغاير لمكان الاحتفالية الأصلي الذي أقامه الأهالي وصورت ذلك للإعلام على انه المشهد الحقيقي لذوي الشهداء فيما كان المشاركون في احتفاليتها هم من منتسبيها العسكريين بلباس مدني مدعين أنهم من أبناء عشيرة الشعيطات”
وأوضح الشيخ بدر العثمان في البيان “أننا ندين هذا التسلق المارق الذي تنتهجه قسد في المنطقة، حين وقعت مجزرة الشعيطات صمت العالم وأصبح اصمآ و أبكمآ، في حين كان الجيش العربي السوري يمد يد العون للأهالي وفتح أمامهم كافة السبل بما في ذلك الدعم العسكري واللوجستي والإنساني”.
وقد قام سلاح الجو في الجيش العربي السوري (خلال أيام المواجهة في عام 2014م ) بإلقاء منشورات للأهالي في عشيرة الشعيطات يعلن فيها حرصه على سلامة أبناء وأهالي عشيرة الشعيطات وتوجيهه لضربات نوعية أدت إلى تقليل حجم الخسائر في صفوف أبناء عشيرة الشعيطات وتسهيل عبورهم نحو مناطق أمنه لهم، بحسب البيان.
وختم وجهاء قبيلة العكيدات العربية بيانهم بأنه صدر بالإجماع ممثلا لرأي وموقف عشيرة الشعيطات في وجه مشاريع تنظيم “قسد” في المنطقة، ليؤكد على عدم تمثيل “قسد” للعشائر العربية في الجزيرة السورية.
يشار أن تنظيم “قسد” أقام احتفالاً بحضور مجموعة من قياديه وضباط في ما يسمى”التحالف الدولي” بقيادة الجيش الأمريكي ،بمناسبة الذكرى السابعة لمجزرة الشعيطات مدعين أنهم هم من ساندوا وساعدوا أبناء عشيرة الشعيطات في حربهم ضد”داعش” الإرهابي، مع “منعهم ذوي الشهداء المدنيين من إجراء احتفال تأبيني لأبنائهم”.
وقام تنظيم “داعش” عام 2014 بإعدام جماعي لما يقرب 1500 شخص من عشيرة الشعيطات العربية بريف دير الزور وطال حكم الإعدام كل شخص يتجاوز 14 عاما، واتهم التنظيم العشيرة بمحاربته والتصدي لنفوذه ،حيث أصدر شرعي التنظيم في ما يُسميه التنظيم “ولاية الخير”، المُكنى بأبي فيصل الكويتي حكمًا يصف “الشعيطات” بـ”الطائفة الممتنعة بشوكة”، والطائفة الممتنعة حسب تصنيف التيارات السلفية الجهادية هي “أية طائفة انتسبت إلى الإسلام وامتنعت عن بعض شرائعه الظاهرة المتواترة”. وهذا معنى تكفير “الشعيطات” وتاليًا وجوب “قتل كل شخص بالغ وسبي أموالهم”.
ليلاحق التنظيم أفرادَ العشيرة تحت ذريعة نقض “البيعة” حسب زعمه، ويعلن التنظيم مناطق سكن الشعيطات مناطق عسكرية، وبدأ بحملات قتل وذبح استمرت مدة 6 أشهر، قتل فيها التنظيم الأطفال والنساء وكبار السن منهم 15 شخصاً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وخلفت المجزرة 2262 طفلاً يتيماً، ودمر التنظيم خلالها وأحرق نحو 12 ألف منزل لأبناء العشيرة مع اختطاف 300 شخص مازال مصيرهم مجهولاً حتى اليوم.
حيث نظم أبناء عشيرة الشعيطات أنفسهم وشكلوا مجموعات شعبية مقاتلة بدعم من الجيش العربي السوري بعد تقديم السلاح والدعم اللوجستي والعسكري لهم، وخاضوا معارك كثيرة مع الجيش السوري في محافظات حمص والرقة ودير الزور والحسكة خلال السنوات.
إضافة تعليق جديد