”حصانة الأمريكيين” تعرقل الاتفاقية الأمنية

كشف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عقب لقائه المرجع الكبير آية الله علي السيستاني في النجف أمس، ان مسألة الحصانة القانونية للأمريكيين، جنوداً ومدنيين، لاتزال تعرقل التوصل إلى الاتفاقية الأمنية طويلة الأمد بين العراق والولايات المتحدة، مشيراً إلى “تنازلات كبيرة جداً” قدمتها واشنطن في هذا المجال، في وقت قتل ما لا يقل عن 18 شخصاً، بينهم 13 بانفجار سيارة مفخخة في بغداد، وأصيب عدد كبير بجروح في هجمات منفصلة في عموم العراق . وكشف خطاب وجهه سيناتور أمريكي إلى وزير الدفاع روبرت جيتس عن أكبر عملية تضليل وخداع إعلامي استهدفت تمجيد الاحتلال و”غسل مخ” العراقيين، في إطار حرب نفسية كلفت 300 مليون دولار . ويبدو أن السيناتور جيم ويب عضو لجنة القوات المسلحة قد انتبه إلى عمليات شراء توجهات وسائل الإعلام العراقية والعربية، وتخصيص الكونجرس مئات الملايين من الدولارات لشراء توجهات الرأي العام في الشارع العراقي، والقيام بعمليات “غسل المخ” في إطار تلك الحرب النفسية، في الوقت الذي تتمتع فيه الخزينة العراقية بفائض من مليارات الدولارات .

ووجه ويب خطاباً رسمياً إلى وزير الدفاع الأمريكي، طالب فيه بوقف تعاقدات “البنتاجون” مع أربع شركات متعاقدة بقيمة 300 مليون دولار، لدس تقارير إخبارية وبرامج متلفزة في إطار برامج دعائية تهدف إلى تمجيد الاحتلال وتضليل الرأي العام العراقي . وطالب بوقف هذه التعاقدات إلى حين قيام لجنة القوات المسلحة “وهو عضو فيها” بمراجعة الأمر واتخاذ قرار بهذا الشأن، لا سيما أن الولايات المتحدة تمر بأزمة مالية اقتصادية خطيرة، في حين يتوفر لدى الحكومة العراقية فائض بنحو 79 مليار دولار في الميزانية، معتبراً الوضع غير منطقي .

ورد مكتب وزير الدفاع الأمريكي بأن جيتس في رحلة خارجية لحضور اجتماعات حلف شمال الأطلسي، إلا أن “البنتاجون” سينظر بجدية وبعين الاعتبار في اقتراح السيناتور ويب .

يشار إلى أن السيناتور ويب المعروف بمشاغبته كان عسكرياً سابقاً وقد دأب على النبش والمراجعة في سجلات تعاقدات “البنتاجون” مع شركات خاصة “المرتزقة” وهي الشركات التي فازت بعقود بمئات الملايين من الدولارات خلال حروب الرئيس جورج بوش وإدارته، وبفضل إصرار ويب على هذا النبش، ومناهضة عمل هذه الشركات في العراق وغير العراق، فقد بدأت بالفعل عمليات مراجعة لأكثر من 1500 عقد وقعها “البنتاجون” مع تلك الشركات التي امتد دورها ليشمل أيضاً، عملية استمالة وسائل الإعلام العراقية .

من جهته أكد وزير الدفاع الأمريكي أمس أن الولايات المتحدة باتت قريبة جداً من الاتفاق مع العراق على الوجود العسكري المقبل للقوات الأمريكية في هذا البلد . وقال لبعض الصحافيين في الطائرة التي تقله إلى واشنطن في ختام جولة في أوروبا استمرت خمسة أيام، “إني متفائل بما فيه الكفاية بأننا سنتوصل إلى نتيجة في مستقبل قريب جداً” .

المصدر: الخليج