10 نقاط في التحولات السياسية الراهنة
الجمل ـ شادي أحمد: لا يوجد في السياسة حقائق و مواقف نهائية كما ان التعامل الواقعي البراغماتي مع التغيرات السياسية لا يكون عاطفيا ولا وجدانيا و الأهم لا يكون ... شعبويا.
تحولات تحدث الان بالنسبة للازمة في سورية ولعل اهمها الاتفاق الروسي و التركي و ما نتج عنه و ما سينتج و بالضرورة ذاك الذي (لن) ينتج، و في ذلك ملاحظات:
1- جاء الاتفاق مفروضا بقوة الصمود السوري و التقدم النوعي للجيش بتحرير حلب مما فرض على الارض معطيات لا يمكن تجاوزها.
2- جاء الاتفاق بناء على سياسة احتواء روسية لتركيا ... كانت تتمناها موسكو منذ 400 عام و جائت الان الفرصة السانحة.
3- جاء الاتفاق في وقت تشهد فيها الادارة الامريكية فراغ سياسي انتقالي و تشهد فيه السعودية ازمات عميقة قد تتفجر في اي لحظة في ظل اوروبا (خارج الخارطة السياسية للمنطقة) ومعارضة سورية مشتتة.
4- لن يستطيع التركي (اردوغان) تجاوز الانغلاق السياسي بتورطه في سورية و مشكلات داخلية امنية و سياسية و اقتصادية ولكنه لن يقبل الخروج بمكاسب ...صفر. ولذلك سيحاول الحصول على شيء ما .. رفضته ايران و لم تعد به روسيا.
5- ستشهد سورية (و تشهد) انفجارات داخلية أمنية على خلفية رفع مستوى الاوراق التفاوضية لمشغلي الارهاب والارهابيين.
6- لن ينتج عن مؤتمر استانة سوى فرض أمر واقع على المعارضة الخارجية و التي ستقبل مرغمة على تمثيل فلكلوري لحفظ ما تبقى من ماء الوجه و الوجه.
7-يستمر أداء المؤسسات الحكومية دون مستوى الانجاز السياسي و العسكري مما سيضعف امكانية الاستثمار الاقتصادي و الشعبي لهذه الانجازات...
8- سيشكل التعاون الروسي الامريكي لاحقا مع ترامب رافعة جيوسياسية للتفاهمات الحالية مع فتح طريق دمشق واشنطن
9- تبقى اسرائيل خاسرا كبيرا بالمعنى الاستراتيجي وهنا ستبرز مغامرة اسرائيلية يتوقعها محور طهران دمشق الضاحية و يستعدون لها و يمكن قراءة التقرير الاستراتيجي السنوي الاسرائيلي بهذا الشان.
10- ان التقاط القيادة السورية لهذه اللحظة التاريخية باتجاه اصلاحات عميقة داخلية على مستوى الادارات الحكومية و العمل السياسي سيكون مهما بحيث تجري هذه الاصلاحات وفق اعتبارات وطنية صرفة و ليس ضرورات اقليمية و دولية.
وهنا لا بد من دور مهم لمراكز الدراسات السورية بتحليل عوامل المشهد الداخلي و الاقليمي و رفد القرار الاسترتيجي بمقومات الدعم العلمي كما لابد للمعارضة الداخلية الوطنية و بعض المعارضات الخارجية التي لم تنغمس في المشروع الاستهدافي أخذ زمام المبادرة الوطنية كوسيلة فعالة لتحقيق تكامل بمشروع سياسي وطني
إضافة تعليق جديد