1000 شهيد وجريح ضحايا عدوان غزة
أسفرت الغارات التي نفذها طيران قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ صباح السبت عن استشهاد أكثر من 290 شهيدا ونحو سبعمائة جريح بعضهم جراحهم خطيرة.
وقد استدعى جيش الاحتلال الإسرائيلي آلاف الجنود من قواته الاحتياطية استعدادا لاحتمال شن عملية عسكرية برية في قطاع غزة، في حين قال رئيس الوزراء إيهود أولمرت إن هذه العملية ستأخذ وقتا طويلا.
وخولت حكومة تل أبيب وزير الدفاع إيهود باراك باستدعاء قوات الاحتياط، وأن هناك حشودا عسكرية بدأت في الوصول إلى مشارف القطاع منذ فجر اليوم وتمركزت في عدة محاور.
في الوقت نفسه، سقط شهيدان ونحو عشرين جريحا عندما قصفت إسرائيل أنفاقا على الحدود مع مصر تستخدم لتهريب السلع إلى غزة. كما أغارت الطائرات الإسرائيلية على ورشة حدادة في بيت لاهيا مما خلف أضرارا مادية جسيمة.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأن المقاومة الفلسطينية أطلقت منذ الصباح 24 صاروخا بينها صاروخ "غراد" على جنوب إسرائيل.
وقد قدوم قادة الجيش والأجهزة الأمنية الإسرائيلية صباح اليوم في اجتماع الحكومة عروضا مفصلة عن العملية العسكرية في غزة، مضيفة أن الأنباء التي تتسرب حتى الآن تشير إلى احتمال توسيع العملية عبر شن هجوم بري.
وكشفت وسائل الإعلام الإسرائيلي اليوم أن العملية أعد لها المسؤولون منذ حوالي ستة أشهر، وإن وزارة الدفاع بدأت جمع المعلومات عن البنية التحتية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ أشهر.
كما كشف الإعلام الإسرائيلي أيضا أن هذه العملية العسكرية صادق عليها بشكل نهائي كل من باراك وأولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، وأطلع عليها المجلس الوزاري الأربعاء الماضي وقادة أحزاب المعارضة الجمعة.
وكان باراك قد قال إن إسرائيل لن تقبل بوقف غاراتها على غزة، مضيفا أن الجيش قد يقوم بتنفيذ عملية برية في القطاع إذا ما اقتضت الضرورة ذلك.
وأكد في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية أمس أن العملية العسكرية تهدف إلى "تغيير قواعد اللعبة". أمّا أولمرت فقال إن العملية تحتاج وقتا كي تتوقف.
وفي السياق ذاته قال مساعد لباراك إن إسرائيل "مستعدة لأي احتمال، وسترسل حشودا عسكرية إلى غزة إذا اقتضى الأمر ذلك" كما أورد التلفزيون الإسرائيلي أن الجيش يحشد قواته قرب القطاع.
وفي وقت لاحق نفذ الطيران الإسرائيلي عدة غارات جوية استهدفت الأنفاق بين مصر وغزة مما أدى إلى سقوط شهيدين فلسطينيين وأكثر من عشرين جريحا، ونقل مراسل الجزيرة عن مصادر إسرائيلية قولها إنه جرى تدمير 40 نفقا.
وأفادت آخر الإحصاءات الرسمية التي أعلنت عنها مصادر طبية فلسطينية أن عدد الشهداء الذين قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ارتفع إلى أكثر من 290 شهيد، وأكثر من سبعمائة جريح 180 منهم في حالة خطيرة.
كما أن هذا العدد مرشح للارتفاع لأن البحث ما زال جاريا عن شهداء جدد، مضيفا أن الدراسة توقفت في كل المؤسسات التعليمية بالقطاع، وأن حركة السير معطلة بشكل شبه كامل.
وقد نفذت قوات الاحتلال أكثر من 45 غارة جوية جديدة صباح الأحد استشهد خلالها تسعة عشر فلسطينيا، واستهدفت ثلاثة مبان سكنية ومسجدا دمر بالكامل إضافة إلى عدد من المقرات الأمنية منها السرايا الحكومي الذي يضم جميع الأجهزة الأمنية للحكومة المقالة.
وقصفت الطائرات الحربية طوال الليلة الماضية وفجر اليوم أهدافا في غزة، وأفادت تقارير أن الغارات استهدفت حتى الآن 240 موقعا بالقطاع، كما ضربت إحداها مسجدا قرب مستشفى الشفاء، المشفى الرئيسي في غزة، ودمر القصف أيضا مقر قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة حماس.
وقد ردت المقاومة الفلسطينية على الغارات بقصف المستوطنات بعشرات الصواريخ محلية الصنع. وقال وليد العمري إن صاروخين سقطا في مستوطنة غاف يافني الواقعة على مشارف بلدة أشدود، مضيفا أن هذه أبعد نقطة تصل إليها الصواريخ الفلسطينية حتى الآن.
ومن جهتها أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحماس مسؤوليتها عن إطلاق صاروخين من طراز غارد صوب أشدود، كما تبنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح المسلح للجان المقاومة الشعبية إطلاق ثلاثة صواريخ من طراز ناصر ثلاثة على موقع زيكيم العسكري وبلدة اسديروت شمال القطاع ردا على الغارات الإسرائيلية.
وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بأن المقاومة أطلقت منذ الصباح 24 صاروخا بينها صاروخ "غراد" على جنوب إسرائيل.
وقررت السلطات الإسرائيلية إغلاق مجمع تجاري في مدينة عسقلان بعد سقوط صاروخ من نوع غراد، في حين طلب الجيش من السكان البقاء في البيوت المحصنة.
وقد أكدت حماس تصميمها على مواجهة العدوان المتواصل، مضيفة أنها ستقدم نموذجا بطوليا في التصدي للعدوان الإسرائيلي وأوعزت لجناحها العسكري بالرد بكافة الوسائل الممكنة.
وفي السياق ذكر متحدث باسم جيش الاحتلال الأحد أن حماس "مازالت قادرة على الرد بكثافة" على الهجمات الإسرائيلية، وأن بإمكانها استخدام وسائل عدة في ذلك.
على صعيد آخر أسفر القمع العنيف الذي نفذته القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين الفلسطينيين المحتجين على العدوان إلى وقوع شهيد وإصابة أكثر من 30 آخرين بينهم جريح بحالة موت سريري.
وجرت الاشتباكات في الخليل ونعلين قرب رام الله والقدس وأم الفحم وكفر قنا داخل الخط الأخضر.
وقد شهدت مدن الضفة الغربية حدادا وإضرابا شاملا إضافة إلى مسيرات شعبية جابت شوارع المدن.
المصدر: الجزيرة+ وكالات
إضافة تعليق جديد