200 قتيل وجريح بسلسلة تفجيرات في العراق
في أول موجة تفجيرات دموية منذ ما سمي بـ«انسحاب» قوات الاحتلال الأميركي من المدن في نهاية حزيران الماضي وإعادة التموضع في قواعد عسكرية خارجها، قتل 57 شخصاً، وأصيب 148، في 10 انفجارات، 2 منها نفذهما انتحاريان، في تلعفر قرب الموصل وبغداد.
في هذا الوقت، سلمت قوات الاحتلال خمسة دبلوماسيين إيرانيين إلى السلطات العراقية، التي سلمتهم بدورها إلى السفارة الإيرانية في بغداد. وكان الخمسة اعتقلوا في مداهمة أميركية في مدينة اربيل في إقليم كردستان في كانون الثاني العام 2007. وطالبت واشنطن الحكومة العراقية بإبعادهم سريعاً عن العراق.
وتعد هذه التفجيرات المتعاقبة أول موجة عنف منسقة منذ إعادة تموضع قوات الاحتلال خارج المدن، وتطرح تساؤلات حول اهدافها في تلعفر في محافظة نينوى، وعاصمتها الموصل، والتي كان قادة الاحتلال الأميركي يطالبون بالبقاء فيها بحجة أنها احد آخر معاقل «المتشددين» في العراق، كما تأتي غداة مقتل 16 شخصاً، وإصابة 33، بانفجار في الموصل. كما تشهد نينوى توتراً متنامياً بين العرب والأكراد، بعد إعادة تولي العرب مسؤولية المحافظة بعد انتخابات مجالس المحافظات العراقية التي جرت في كانون الثاني الماضي.
وبدأ اليوم الدموي عند السادسة والنصف صباحا. وقال قائد شرطة محافظة نينوى اللواء خالد الحمداني إن «انتحارياً يرتدي زي الشرطة، طرق باب علي نوح»، احد كبار ضباط الشرطة في مكافحة الارهاب، في وسط تلعفر، ولدى خروج نوح وزوجته وابنته فجر نفسه وقتلهم جميعاً». وأضاف «بعد ذلك فجر انتحاري ثان نفسه لدى تجمع الناس»، ما أدى إلى مقتل 38 شخصاً، وإصابة 70، في المدينة ذات الغالبية التركمانية.
وشكت النائبة عن الموصل حنين قادو من وجود «فراغ امني كبير» شمال العراق، مطالبة بانسحاب عناصر البشمركة الكردية من بعض المناطق هناك والسماح لقوات الجيش العراقي بالانتشار فيها. وقال عادل العزاوي، المحلل الأمني وضابط الجيش المتقاعد، إن «العمليات العسكرية في الموصل لم تحقق نجاحاً وان القوات العراقية لا تتمكن حتى من الوصول إلى الأحياء العربية في غرب المدينة بينما يسيطر الأكراد على الأجزاء الشمالية».
وفي هجوم آخر، قتل 8 أشخاص، وأصيب 31، بانفجار عبوتين، بفارق زمني ضئيل في سوق في مدينة الصدر. وتم تفكيك عبوة ثالثة في المكان ذاته.
إلى ذلك قتل شخص، وأصيب خمسة، بانفجار عبوة استهدفت موكب محافظ البنك المركزي سنان الشبيبي في منطقة الكرادة. ونفى مدير إعلام البنك المركزي فاضل جاسم حمادي تعرض الشبيبي لمحاولة اغتيال. وأصيب 5 عراقيين في انفجار عبوتين في جنوب غربي بغداد.
وانتقلت الانفجارات ليلا إلى سوق منطقة كسرة في الاعظمية، حيث قتل 9 أشخاص، وأصيب 35، بانفجار عبوتين.
وقتل شخص، وأصيب ثلاثة، في انفجار عبوة في كركوك. واندلعت اشتباكات ضارية بين الشرطة العراقية وميليشيات «الصحوة» في مدينة بيجي شمال بغداد، انتهت باعتقال 15 عنصراً من الميليشيا.
وبعد ساعات من تسليم قوات الاحتلال الأميركي بغداد 5 إيرانيين كانت تحتجزهم، قامت السلطات العراقية بتسليمهم إلى السفارة الإيرانية. وقال متحدث باسمها «لقد تسلّمناهم، وهم بصحة جيدة، والحمد لله. إنهم في السفارة في بغداد».
وأعلن البيت الأبيض، أن الإفراج عن الإيرانيين لا يشكل بادرة إزاء طهران، وإنما يأتي في إطار تطبيق «المعاهدة الإستراتيجية» بين واشنطن وبغداد.
وفي حين أعلن مسؤول حكومي عراقي أن الاحتلال نصح بغداد بإبعاد الخمسة إلى خارج البلاد، عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ايان كيلي عن قلق واشنطن من عملية الإفراج عن الإيرانيين. وأشار إلى أن قوات الاحتلال سلمتهم للحكومة العراقية، لأنها كانت مجبرة على ذلك بسبب «المعاهدة الاستراتيجية»، موضحاً أن عملية الإفراج ليست جزءاً من صفقة أو عملية تبادل أسرى مع طهران. وكرر اتهام الإيرانيين الخمسة «بالارتباط» بقوة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني، والمتهمة بتدريب ميليشيات عراقية لقتال الاحتلال. واعتبر احتمال حصول مشاكل أمنية بعد الإفراج عنهم بأنه «يمثل قلقاً كبيراً».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد