47 قتيلاً بعد تفجيرات بغداد
قالت السلطات في بغداد إن عدد القتلى وصل 47 قتيلا على الأقل في سلسلة الهجمات التفجيرية التي شهدتها العاصمة العراقية أخيرا.
وجاءت التفجيرات، التي أوقعت أيضا أكثر من 100 جريح، بينما قال الجيش الأمريكي إن مركز قيادة جديدة لتحسين الأمن بصدد العمل.
وكان طارق الهاشمي نائب الرئيس العراقي قد واشنطن الإسراع في عملية نشر القوات الأمريكية الإضافية في العراق لوقف ما وصفه بعمليات القتل المستمرة هناك.
وقال الهاشمي في تصريحات لبي بي سي إن العمليات الامنية السابقة فشلت بسبب افتقارها للعدد الكافي من القوات.
وأضاف الهاشمي الذي يعد أرفع مسؤول سياسي سني في العراق، انه في حال عدم توفير هذه القوات بأسرع وقت فإن الوضع الأمني سيتدهور بشكل أكبر.
ووصف الهاشمي تعامل الحكومة مع أعمال العنف "بالبطء وعدم الاحتراف" وعزا زيادة الهجمات اخيرا الى الدور الايراني قائلا ان "حجم التفجيرات الأخيرة يشي بضرورة أن تكون حكومة ما وراءه".
ويقول مراسلنا في بغداد إن على الرغم من دعوة الهاشمي لسرعة نشر القوات فإن اكتمال هذه الخطوة سيستغرق على الأرجح عدة شهور.
وقد شهدت أنحاء متفرقة من العاصمة العراقية تفجيرات وهجمات بالهاون، فيما نصبت القوات العراقية نقاط تفتيش جديدة.
وفي الوقت الذي بدا أن ملامح العملية الأمنية الجديدة أخذت تتضح، مع تولي اللواء العراقي عبود قمبر قيادة المركز الجديد لتوجيه العمليات، ارتفعت حصيلة الضحايا للعشرات.
وتأتي هجمات الاثنين بعد مقتل 130 شخصا على الأقل وإصابة 300 في تفجير سوق بحي الصدرية ذي الأغلبية الشيعية ببغداد الأحد.
وكان قرابة ألف شخص قد قتلوا خلال الأسبوع الماضي في هجمات واسعة شنها المسلحون وركزت على العاصمة العراقية.
من جهة أخرى، أعلن الجيش الأمريكي الاثنين أن المسلحين قتلوا جنديا أمريكيا خلال اشتباكات جرت شمالي بغداد ليرتفع بذلك عدد الجنود الأمريكيين الذين قتلوا في العراق إلى 3094 عسكريا منذ بداية غزو البلاد في شهر آذار/مارس 2003.
كما قتل جندي بريطاني كان في دورية قرب القنصلية الأميركية في البصرة في انفجار قنبلة على حافة الطريق، حسبما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية.
وبذلك يرتفع الى 100 عدد الجنود البريطانيين اللذين قتلوا أثناء المعارك منذ اجتياح العراق.
وقد أعلن مسؤولون عسكريون أمريكيون إن العمل في مركز قيادة القوات الأمريكية-العراقية المشتركة بدأ الاثنين كجزء من الحملة الواسعة التي ترمي لاستعادة الأمن في العاصمة بغداد.
وكشف المسؤولون أن قيادة المقر الجديد للقوات المشتركة ستكون بإمرة اللواء قمبر وهو شيعي قاتل ضد القوات الأمريكية في عام 1991.
وصرح الكولونيل دوغ هيكمان، المستشار الأمريكي في الجيش العراقي، إن الخطة ترمي إلى إلحاق الهزيمة بـ"المسلحين والمجرمين المسؤولين عن أعمال القتل والخطف والتفجيرات في المدينة".
وأضاف: "إن العملية الأمنية لن تكون شبيهة بأي شيء شهدته بغداد من قبل، ولكنها ستمضي أشهر عدة قبل أن يتمكن أحد من القول إن كانت الحملة تحقق نجاحا أم لا".
وستكون هذه المحاولة الثالثة لتحقيق الأمن في العاصمة العراقية منذ تولي رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي رئاسة الحكومة.
إلا أن العنف استمر في التصاعد في بغداد حتى وصل إلى ذروته في انفجار السبت في حي الصدرية وهو أكثر الانفجارات دموية منذ الغزو الأمريكي.
ويقول مراسل بي بي سي في بغداد إن المحاولات السابقة للقضاء على العنف في بغداد قد أدت إلى تقلص العنف إلا أنه كان دائما يعود مرة أخرى.
وكان الرئيس الأمريكي جورج بوش قد أعلن أنه سيرسل مزيدا من القوات الأمريكية يبلغ عددها 21.500 جندي إلى العراق- معظمهم مخصص للمشاركة في عملية بغداد.
ويناقش مجلس الشيوخ الأمريكي الاثنين مشروع قرار يعبر عن عدم الموافقة على خطة بوش.
وعلى الرغم من أن غالبية أعضاء المجلس يميلون لصالح استصدار قرار من هذا القبيل، إلاّ أنّ الأعضاء الجمهوريين البارزين ألمحوا إلى أنهم قد يلجأون إلى استخدام وسائل إجرائية لعرقلة التصويت الذي سيكون فيما لو حصل بمثابة إدانة لقرار الرئيس بإرسال قوات إضافية إلى العراق.
ويعتبر عضو مجلس الشيوخ ليندزي غراهام أحد الأعضاء المحافظين الذين يقفون ضد تصويت المجلس على مشروع القرار المقترح.
وقال غراهام: "لقد حان الوقت أن نقوم بتعديل استراتيجيتنا...لنعزز الوضع في العراق قبل أن يصل إلى النقطة التي لا يمكن الرجوع عنها. فنحن ما زال بإمكاننا تغيير الموقف".
المصدر: BBC
إضافة تعليق جديد