الجعفري يتحدى السعودية: الامتحان أمامكم!
لم يحتج مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى تكليف من القيادة في دمشق، للرد بشكل عنيف على تصريحات نظيره السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي.
لم يحتج مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى تكليف من القيادة في دمشق، للرد بشكل عنيف على تصريحات نظيره السعودي في الأمم المتحدة عبد الله المعلمي.
إن صمود سورية وبدعم من حزب الله وإيران في مواجهة الهجمة الأميركية، أدى الى قلب الموازين الاقليمية والعالمية والى تكوّن عالم جديد لم يكن في حسبان أحد. فمنذ ما يقارب الربع قرن والولايات المتحدة الأميركية تتربع على عرش العالم، تصول وتجول لا منازع لها؛ تُلزم الدول التحول الى أجرام تدور في فلكها على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
في الظاهر، بدا المشهد في القاهرة يوم امس استثنائياً. ثمانية عشر من قادة جيوش الدول العربية اجتمعوا تحت شعار يشكل حلماً تاريخياً للجماهير العربية، وهو تشكيل قوة مشتركة لمواجهة ما يتعرض له الامن القومي العربي من تحديات ومخاطر.
لم تأتِ «عاصفة الحزم» بأيّ متغيرات في المشهد السياسي اليمني، حتى أنّ الضغوط السابقة لحلّ الأزمة وبدء حوار تحت مظلّة خليجية، لم تعد محلّ ترحيب من قبل العواصم النافذة، وسط دعوات، كانت أبرزها أميركية، إلى تسريع العملية السياسيّة برعاية الأمم المتحدة، فيما تشترط «أنصار الله» استكمالها من حيث توقّفت جرّاء الحرب، وذلك بعد الوقف الكامل لأيّ نوع من العمليات العسكرية داخل الأراضي اليمنية، والتي استمرت، يوم أمس، في بضع محافظات.
آلاف الضحايا المدنيين، وعشرات آلاف المشردين، وتدمير لمقومات الدولة، هي أبرز ما أنجزته «عاصفة الحزم»، التي أعلنت بدء تلاشيها قبل اكتمال «أهدافها» المعلنة، مع انقضاء الأسبوع الرابع على بدء الحرب.
قد يبدو المشهد من حدود محافظة الأنبار جنوباً، وصولاً إلى مدينة الموصل في محافظة نينوى شمالاً، واضحاً لجهة حجم أدوار القوى العربية الدائرة ضمن محور السعودية ــ على رأسها الأردن ــ وحجم دور تركيا، التي وصلها أمس الرئيس العراقي، فؤاد معصوم، على رأس وفد حكومي رفيع المستوى.
بعيداً عن الاعلام وحتى عن أوساط دبلوماسية متعددة، جرت خلال الساعات الـ24 الماضية سلسلة من التطورات الميدانية، ألزمت نتيجها السعودية بقرار وقف العدوان الواسع على اليمن، لكنها لم تقفل الباب على الحرب المفتوحة، ما يجعل قرار وقف الغارات أشبه بهدنة تحتاج الى توثيق وتثبيت من خلال خطوات ميدانية وسياسية.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع بعض ما جرى منذ ليل أول من أمس:
شهدت المدن اليمنية التي استهدفها العدوان السعودي حركة نزوح للعائلات داخل المدن نفسها وبين الأحياء، خصوصاً صنعاء وصعدة، اللتين واجهتا أعنف الغارات.
أعرب الدكتور بشار الجعفري مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة عن الاسف لاستمرار تنامي ظاهرتي التطرف والارهاب بسبب الدور التخريبي الهدام الذي تقوم به حكومات بعض الدول وفي مقدمتها الحكومة السعودية مؤكدا أن أهداف ما يحاك من مشاريع ضد سورية هو تمزيق نسجيها الفريد لتبرير وتسهيل تحقيق أهداف “إسرائيل”.
السعودية هُزمَت في اليمن..
هذه هي الخلاصة الواضحة الجلية، غير القابلة للتأويلات، للعدوان السعودي على الشعب اليمني. انتهى العدوان، بعد أربعة أسابيع من الحقد الأسود، بإعلان وقف «عاصفة الحزم»، من دون تحقيق أي من أهدافها السياسية؛ لم يركع «أنصار الله» تحت القصف الهمجيّ، ولم تنسحب قواتهم من أي شبرٍ استطاعت السيطرة عليه، ولم يتوقف كفاحها المشروع ضد إرهابيي «القاعدة» في حضرموت وسواها.