دعوات غربية لعدوان رباعي على سوريا
قال مارتين نسيركي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: إن هناك مخاوف من وجود طرف ثالث ينشط في سورية وإن ذلك دون شك يعقد مهمة المراقبين والمجتمع الدولي في السعي لضمان التنفيذ الكامل لخطة كوفي عنان.
وقال نسيركي للصحفيين في نيويورك: لا يوجد دليل قاطع بشأن جماعات بعينها لكن من الواضح أن نوع وطبيعة بعض الهجمات التي وقعت يشيران إلى أن وراءها قوة أو عنصراً يملك قدرة تنظيمية ونيّة سياسية للقيام بأعمال عنف على هذا النطاق.
واعتبر نسيركي أن إجراء محادثات مباشرة بين السلطات السورية والمعارضة جزء مهم من مهمة عنان.
وأضاف نسيركي: هذا يجري بأشكال مختلفة في أوقات مختلفة ويحين موعده عندما يكون من الملائم أن يتواصل المبعوث الخاص مباشرة وشخصياً مع السلطات السورية ومع المعارضة في أماكنهم.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال في رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أمس الأول: إن حجم وتطور أساليب بعض الهجمات التفجيرية التي وقعت في سورية في الآونة الأخيرة يشيران إلى أن جماعات إرهابية متمرسة تقف وراءها, كما صرح مؤخراً أنه يعتقد أن القاعدة مسؤولة عن التفجيرين الانتحاريين الإرهابيين في حي القزاز بدمشق.
-وكان الجنرال روبرت مود ، رئيس بعثة المراقبين الدوليين في سورية يوم السبت 26 ايار قد أكد مقتل اكثر من 90 شخصا خلال الساعات الـ 24 الاخيرة في منطقة الحولة بمحافظة حمص.
وقال مود ان المراقبين الدوليين زاروا الحولة واكتشفوا فيها جثث 92 مدنيا من بينهم اكثر من 30 طفلا، معلنا ان "من قام بهذا يجب ان يعاقب على فعلته". ودعا مجددا "جميع الاطراف الى وقف العنف بكافة اشكاله"، مشيرا الى ان فريق المراقبين "اكد استخدام الدبابات".
وكان وفد من المراقبين الدوليين قد وصل السبت الى منطقة الحولة للتحقيق في المجزرة، التي تبادلت السلطات والمعارضة الاتهامات بارتكابها.
بينما ذكرت وكالة "سانا" من جهتها أن "مجموعات إرهابية مسلحة" هاجمت الجمعة قوات حفظ النظام والمدنيين في بلدة تلدو في ريف حمص مما استدعى تدخل الجهات المختصة التي اشتبكت مع المجموعات الإرهابية، مشيرة الى ان "الاشتباك اسفر عن مقتل وإصابة عدد من الارهابيين واستشهاد وإصابة عدد من عناصر الجهات المختصة، إضافة إلى حرق عدد من السيارات التي كانوا يستخدمونها في الاعتداء".
بدورها نفت قناة "الاخبارية" السورية ما تحدثت عنه المعارضة من ارتكاب النظام مجزرة في الحولة، ناقلة عن مصادر امنية قولها ان "الخبر عار عن الصحة و أن المجموعات الإرهابية احرقت المشفى الوطني بالكامل"، الامر الذي نقلته "سانا" ايضا متحدثة عن "اقدام ارهابيين على حرق منازل في حمص وارتكاب مجزرة بحق اسرتين".
- هذا وتصدر الملف السوري المحادثات التي أجراها نائب وزير الخارجية التركي فريدون سينيرلي أوغلو في واشنطن، خصوصاً تطلع واشنطن لتنظيم صفوف المعارضة السورية والتواصل مع روسيا والشركاء الدوليين للبحث في مرحلة ما بعد مهمة المبعوث الدولي كوفي أنان.
وجاءت زيارة سنيريلي أوغلو الى واشنطن، التي انتهت أول من أمس، لمتابعة لقاء الرئيس باراك أوباما بنظيره التركي عبدالله غل خلال قمة حلف الشمال الأطلسي في شيكاغو مطلع الأسبوع. وأكدت مصادر موثوقة أن الموضوع السوري كان في صلب الزيارة وأحد الدوافع الأساسية لها. وقالت مصادر من مسؤول في البيت البيض أن أوغلو عقد لقاءات مع نائب مستشار الامن القومي دنيس ماكدونو قبل مغادرته أمس، بعدما كان التقى بنائب وزيرة الخارجية الأميركية ويليام برنز. وأوضحت الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند أن برنز وسينيرلي أوغلو «بحثا بنطاق واسع من القضايا أولها كان اجتماع الدول الخمس زائد واحد (حول ايران) وبالتأكيد بسورية كجزء من استشاراتنا المستمرة مع الجانب التركي حول الوضع هناك».
وتتجه الأنظار الأميركية نحو تنسيق أكبر مع تركيا في مجال تنظيم صفوف المعارضة والسعي لاقناع الجانب الروسي بتغيير موقفه الداعم حتى اليوم للنظام في دمشق. وأكدت مصادر في المعارضة السورية أن الادارة الأميركية تسعى لتنظيم صفوف المعارضة ووضع ورقة سياسية تلتقي حول مختلف الأطياف، وتمهد لاطلاق برنامج سياسي ولو في وقت متأخر.
ويأتي تنظيم المعارضة وتمتين قيادتها بهدف ما وصفته المصادر بأنه سعي أميركي لاطلاق حوار بينها وبين النظام، وهو ما رفضه المجلس الوطني السوري أخيراً قبل اجتماع القاهرة منذ أسبوعين. وجرى الغاء الاجتماع بعد الفشل في الاتفاق على ورقة سياسية، وفشل جهود واشطن بإقناع المجلس الوطني بدخول الحوار. وتؤكد مصادر المعارضة السورية أن هدف الحوار هو ضمن خطوات الادارة الأميركية لإقناع روسيا للتغيير بموقفها، اذ يعتبر هذا الأمر من أبرز مطالب موسكو وبالتالي فإن حدوثه أو فشله سيساعد في اقناع الكرملين بعدم جدواه.
وتعمل الادارة الأميركية على مستويات عدة الى جانب توحيد المعارضة، أبرزها في مجلس الأمن للتحضير لمرحلة ما بعد أنان، اما بارسال المزيد من المراقبين أو اعادة احياء جهود مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي من دون فيتو روسي ثالث. كما تتواصل الادارة مع الشركاء الاقليميين، وخصوصاً السعودية التي زارها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان منذ أيام.
- من جهته دان وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس بشدة «المجازر» التي ارتكبها ما وصفه بـ «النظام المجرم» في الحولة، و «الفظائع» التي يتحملها الشعب السوري، داعياً الأسرة الدولية الى المزيد من «التعبئة» والتنفيذ الفوري لخطة السلام التي اعدها كوفي انان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية.
وأضاف فابيوس في بيان «انني أجري اتصالات فوراً لعقد اجتماع لمجموعة اصدقاء الشعب السوري في باريس»
وأضاف «ازاء هذا الانجرار الدامي للعنف الذي ندد به مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة مرة اخرى، يتعين على مراقبي الامم المتحدة التمكن من انهاء انتشارهم للقيام بمهمتهم، كما يتعين تنفيذ خطة كوفي انان بلا تأخير»، مضيفاً انه سيتحدث «حول هذا الموضوع مع انان».
- وفي القاهرة أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي عن إدانته الشديدة لـ «المجزرة الفظيعة التي ارتكبت في منطقة الحولة»، وأكد العربي في بيان ضرورة محاسبة المسؤولين عن مرتكبي هذه الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المدنيين السوريين التي تجاوزت كل الحدود ولا يمكن السكوت عنها. ودعا المجتمع الدولي ممثلاً في مجلس الأمن إلى تحمل مسؤوليته واتخاذ الإجراءات الفورية اللازمة لوقف هذا التصعيد في أعمال العنف والقتل الذي تقوم به العصابات المسلحة والقوات العسكرية النظامية التابعة للحكومة السورية.
وأوضح البيان أن العربي يتابع إجراء اتصالاته ومشاوراته مع كل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والمبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان حول الموقف الذي يتعين على مجلس الأمن اتخاذه لوقف هذا التصعيد الخطير لأعمال العنف والقتل في سورية.
- كما طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ بـ"رد دولي قوي" اثر "مجزرة" الحولة، واعرب عن نيته المطالبة باجتماع عاجل لمجلس الامن "خلال الايام القليلة المقبلة".
وقال الوزير البريطاني في بيان "باشرنا مشاورات عاجلة مع حلفائنا تمهيدا لبلورة رد دولي قوي، شملت مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي والمنظمات المكلفة حقوق الانسان داخل الامم المتحدة"، مضيفا "سنطالب باجتماع عاجل لمجلس الامن خلال الايام القليلة المقبلة".
وتابع ان "اولويتنا في مواجهة هذه الجريمة الرهيبة هي تحديد الوقائع والتحرك سريعا للتاكد من كشف هوية المسؤولين (عنها) ومحاسبتهم".
المصدر: الحياة+ وكالات
التعليقات
الاعراب تهاجم سوريا
إضافة تعليق جديد