أسرار منظومة الدفاع السورية التي أسقطت طائرة الشبح التركية
الجمل - جولة (الجمل) على الصحافة الإيرانية:
كيف أذهلت الدفاعات الجوية السورية "الشبح" التركية ؟
أوجد خبر تدمير طائرة عسكرية تركية من قبل الدفاعات الجوية السورية يوم الجمعة الماضية صدىً مدوياً في وسائل الإعلام، لم يكن أحد يتصور أن سوريا القابعة تحت ضغوط كبيرة قادرة على اتخاذ رد فعل سريع على انتهاك الطائرة التركية للأجواء السورية وخاصة أن تركيا ضالعة في الكثير من الأحداث الأمنية الجارية في سوريا.
على ما يبدو أن السلاح الذي استخدم لإسقاط طائرة الفانتوم هو سلاح من العيار الثقيل قام بتدمير الهدف المرصود خلال الرشقة الأولى للنيران, وله منظومة راداريه متطورة مزودة برؤية بصرية للاستهداف الأوتوماتيكي ومقدرة على تصحيح الرمي بعد الرشقة الأولى مع الأخذ بعين الاعتبار الحركة السريعة للهدف.
بعدها تم الإعلان عن أن طائرتين عسكريتين تركيتين من طراز F-4 فانتوم (الشبح) انتهكتا المجال الجوي السوري بسرعة عالية ودخلتا المياه الإقليمية على بعد 1كم من السواحل السورية مما أدى إلى استهدافهما من قبل منظومات الدفاع الجوي في الجيش السوري وإصابتهما، حيث سقطت إحداهن داخل المياه والأخرى عادت وهبطت اضطرارياً في أقرب مطار تركي.
سوف نسلط الضوء في هذا التقرير على الأسلحة و العتاد المستخدم في الاشتباك بين سوريا وتركيا. بين طائرة F-4 الفانتوم التركية و تجهيزات الدفاعات الجوية السورية:
تعتبر مقاتلة فانتوم F-4 إحدى منتجات الصناعات الجوية الأمريكية زمن الحرب الباردة . تم شراء هذه الطائرات من أمريكا وألمانيا خلال الأعوام( 1974-1994) كما تم تطوير وتحديث أكثر من 50 مقاتلة منها خلال عام 1995 من قبل الصناعات الجوية الإسرائيلية. تبلغ سرعتها القصوى 2370 كم/سا, و أقصى ارتفاع قادرة على التحليق فيه يبلغ 18300متر.
نقل عن بعض المصادر الأجنبية أن المقاتلة التركية التي تم إسقاطها كانت بمهمة استطلاعية وإدعت تركيا بأن الهدف من المهمة كان رصد واستطلاع منظومة الرادارات السورية في حين أن سوريا رفضت هذا الإدعاء وقالت أن مهمة المقاتلات كانت القيام بعمليات قصف لأهداف داخل الأراضي السورية لدعم الإرهابين المسلحين في سوريا.
بالرغم من أن التصريحات السورية بهذا الصدد تشير إلى وجود حملة عسكرية تركية رسمية ضد سوريا و هذا أمر مستبعد، وقد جاءت التصريحات في وقت تسعى فيه تركيا للحفاظ على مكانتها بصفتها نموذجاً لحفظ الاستقرار والأمن في المنطقة، لكن يجب التيقن بأنه مع وجود أنواع عديدة من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية والتركية في الجيش التركي و مقدرتها على الاستطلاع والتجسس، فإن إدعاء تركيا بأن مقاتلة الفانتوم كانت بمهة استطلاعية أمر لا اعتبار له.
استخدام طائرات بدون طيار في عمليات الاستطلاع والتجسس من قبل بعض الدول يكون لتفادي حالات التوتر السياسي الكبير التي يمكن أن يحدث في حال تم كشف هذه الطائرات بواسطة رادارات الدولة المستهدفة وإسقاطها.
كذلك فإن المواقف الصادرة عن الرئيس التركي المبنية على اضطرار المقاتلات للدخول إلى المجال الجوي السوري هي مواقف غير مدروسة وتدل على عدم معرفة هذا الرجل بمقدرات المقاتلات الحربية، ومقدرات المناورة في مقاتلة الفانتوم F-4E، حيث ادعى أنه نتيجة السرعة الكبيرة للطائرة أجبرت على خرق المجال الجوي السوري قليلاً في حين أن الفانتوم لديها حد أدنى شعاع متنقل في حدود 1350 متر بسرعة 0.9 ماخ (1100 كم/سا على ارتفاع منخفض) وهذا يعني أنه في حال أراد الطيارين الأتراك القيام بطلعة تنقلية سريعة والعودة إلى خارج المياه الإقليمية السورية كان يلزمهم 1.5 كم فقط. و الأسوء من ذلك تصريحات الرئيس التركي حول خروج المقاتلات الحربية عن السيطرة لأنه من البديهي أن أي آلة تخرج عن السيطرة لا يمكن الاعتماد عليها وفي الواقع فإن استثمار الآلات بالشكل المطلوب يكمن بأدائها التقني وقلة الأعطال المتوقع حدوثها .
الإعلان عن مدى منظومة الإطلاق البالغ 2.5 كم ومشاهدة أثار الرصاص على ذيل مقاتلة الفانتوم التركية وإصابة الطائرة المقاتلة الثانية، يمكن التكهن به بشكل دقيق وبآلية وتقنية منظومة الاشتباك، ومن المفيد الإشارة إلى تصريحات المصدر السوري من أنه تم استهداف هذه الطائرة على مسافة 1كم من الساحل السوري غرب قرية "أم الطيور"، على ما يبدو فإن خرق المقاتلات التركية للأجواء السورية مثبت بشكل قطعي باعتبار مدى المياه الإقليمية لدولة ما طبق المعاهدات الدولية الرسمية ومن جهة أخرى المدى الأقصى للمدفع الرشاش في المنظومة التي اشتبكت مع المقاتلة f-4 التركية.
سقطت المقاتلة بعد إصابتها بعد أن قطعت مسافة 10كم عن الساحل، في حين نجت الطائرة الثانية رغم الأضرار التي ألحقت بها ونجحت في الهبوط الاضطراري. بالنظر عن قرب إلى حطام الطائرة التركية المدمرة تم التأكد من أنها قد أصيبت برصاص رشاش ثقيل ،وكانت الرشقات الاولى من الرصاص مفاجئة و مباغتة لكن كثافة النيران التي استهدفت الطيارين بشكل مباشر منعتهم من القيام بأي عمل أو مناورة للحؤول دون إصابة الطائرات. لذا فإن السلاح المستخدم هو من عيار ثقيل حيث كان له أثر مدمر على الهدف منذ رشقة النيران الأولى أو أن معدل إطلاق النيران كان كثيفاً جداً والسلاح المستخدم لديه منظومة متطورة من الرادارات البصرية للاستهداف الاوتوماتيكي بمقدرة تصحيح الرمي مع الأخذ بعين الاعتبار حركة الهدف السريعة.
لو كان لدى المقاتلات التركية معلومات عن وجود منظومات دفاعية جوية سورية بهذه الميزات في هذه القرية (أم الطيور) لكانت اتخذت الإجراءات والتدابير اللازمة لمنع استهدافها. لكنها تفاجأت بمنظومة مضادات سورية متطورة لديها قدرة على التحرك السريع وإسقاط الهدف المرصود.
كما أعلن المسؤولين السوريين أن هناك سوابق لخرق المجال الجوي السوري في المنطقة نفسها ولأكثر من مرة، وقد قامت المضادات بالرد بالشكل المناسب نظراً لتحليق الطائرات على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية وأقدمت قوات الدفاع الجوية على الاشتباك مع المقاتلات واسقاط إحداها وإلحاق الضرر بالأخرى.
لقد قامت مقاتلات الفانتوم التابعة للقوات الجوية الإيرانية بعمليات كثيرة ضد مواقع النظام العراقي خلال الحرب الإيرانية-العراقية، وكانت هذه العمليات تجري على ارتفاع منخفض وبسرعة عالية حيث استطاعت المناورة و تخطي نيران الدفاعات الجوية العراقية، لكن في ذلك الوقت كانت أغلب المضادات العراقية تفتقد إلى نظام الاستهداف الأوتوماتيكي وفي المحصلة كان هروب الطيارين من نيران هذه المنظومات الدفاعية سهلاً جداً. هذا يقوي الاحتمال بوجود منظومة استهداف آلية قوية لدى المضادات والدفاعات الجوية السورية.
ماهي المنظومة التي دمرت طائرة "الشبح" التركية؟
السلاح الذي استخدم في هذا الاشتباك هو المدفع 33و57 ملم بمنظومة دفاع جوي صاروخي روسي الصنع يدعى "بنتسر اس 1".
مدافع 33ملم المعروفة بـ zu-23 والتي تستخدم في الكثير من دول العالم يبلغ مداها من 2000-2500 متر تطلق أكثر من 400 طلقة في الدقيقة. حسب المعايير العالمية يفتقد هذا السلاح لمنظومة استهداف متطورة، ومع عدم توفر أي تقارير تتحدث عن تحديث هذا السلاح على يد خبراء سوريين أو خبراء دولة أخرى (مثل إيران التي جهزت مدافعها بمنظومة استهداف) مما يقلل من احتمال استخدام هذا النوع من الأسلحة في الاشتباك التي حصل أخيراً مع الفانتوم التركية. والجدير بالذكر أن هذه المدافع بنوعيها الثابتة والمتحركة تستخدم في أغلب جيوش العالم بسبب مداها المتوسط ومقدرتها على الاختفاء والتمويه الجيد.
لكن انتشرت أخبار أن سوريا استخدمت منظومة 23ملم إيرانية لها قدرة على إطلاق وابل من النيران يصل إلى 1000 طلقة في الدقيقة. وفي حال صحة هذه الأخبار، هناك احتمال كبير أن تكون المنظومة المذكورة شبيهة بمنظومة "مصباح" المتطورة المضادة لصواريخ كروز، لهذه المنظومة 8 فوهات ولها مقدرة عالية على إطلاق وابل كثيف من النيران ومزودة برادار ثلاثي الأبعاد لتوجيه النيران. طبعاً جهزت إيران مدافعها الـ 23ملم الثابتة والمتحركة بمنظومات بصرية.
المدافع الفتاكة عيار57ملم "ZSU-57-2" يبلغ مداها المؤثر 4كم بدون استخدام الرادار ومدى يصل حتى 6كم في حال استخدام الرادار. هذا السلاح من حيث الفعالية يتطابق مع التأثير الذي أحدثه السلاح بالفانتوم التركية والذي أعلن عنه المسؤولين السوريين لكن مداه أكبر. و يوجد نوعين لهذه المنظومة ثقيلة وخفيفة لكنها بطيئة الحركة مع مراعاة شروط التمويه.
هناك منظومة متطورة جداُ تدعى "بنتسر" مجهزة بصواريخ ومدفعين عيار30ملم. بنتسر مزودة أيضاً برادار ومنظومة الكتروبصرية للتحكم بالنيران. يبلغ مدى رادار الكشف والاستطلاع 32حتى 36 كم، يبلغ مدى التعقب من 24-26كم وتستطيع توجيه صاروخين الوقت نفسه باتجاه الهدف. المنظومة الالكتروبصرية يبلغ مداها من 17-26كم ويمكنها توجيه صاروخ واحد باتجاه الهدف.
يبلغ مدى الصاروخ المحمل لهذه المنظومة من 1.2-20كم ويمكن استخدامه على ارتفاع 5 أمتار حتى 10.000 متر والحد الأقصى لسرعة الهدف وإصابته تبلغ 1000 متر في الثانية(3600كم/سا)، يبلغ مدى مدافع هذه المنظومة الـ30ملم من 200-4000 متر، الارتفاع الفعال للاشتباك يصل حتى 3000 متر ويبلغ وابل إطلاق النيران مستوى عالي جداً حيث يصل من 4500-5000 طلقة في الدقيقة(75-83 طلقة في الثانية).
يدير هذه المنظومة ثلاثة أفراد ويلزمها من 4-6 ثواني للرد على الهدف. كل أقسام المنظومة لديها مقدرات عالية في الحرب الإلكترونية.
مع أن المدى الأقصى لبنتسر أكبر من مدى السلاح الذي تم استخدامه من قبل السوريين، لكن هناك تطابق كبير مع ميزات السلاح الذي تم استخدامه في هذا الاشتباك وخصوصاً سرعة الاشتباك ومعدل إطلاق النيران العالي جداً. في هذه الحالة يجب أن لا نحمل طياري الفانتوم التي سقطت أي مسؤولية لأنهم لم يستطيعوا الهروب وتفادي نيران هذه المنظومة المدمرة. مع أن الفانتوم التركية قد تم تحديثها وتطويرها على يد خبراء من الكيان الصهيوني، لذلك في حال وجود عدد كافي من هذه المنظومات ونصبها في مواقع مخفية عن عيون العدو ستكون خسائر العدو الذي سيهاجم سوريا جواً كبيرة جداً.
منظومات الدفاع الجوي السورية الأخرى:
بالرغم من أن بعض المنظومات القديمة في الدفاعات الجوية السورية قد تم تحديثها خلال السنوات الأخيرة لكن تم تزويدها بمنظومات روسية جديدة تتفوق على كل المنظومات الموجودة. وقد ذكرت بعض المصادر أنه تم تحديث النماذج القديمة مثل منظومات "سام 3 بتشورا" و"سام 6 كاب".
حيث تم تجاوز الكثير من محدوديات عمل الرادار وتزويدها بتجهيزات رقمية مكان الآنالوك ومعدات حرب الكترونية جديدة ومنظومات اتصال وشبكات مما أدى إلى زيادة مقدرات هذه المنظومات. وأصبحت قادرة على الاشتباك مع الأهداف على مستوى صغير و بعد إضافة ميزات جديدة لهذه المنظومات أصبحت قادرة على استخدام صواريخ في المواجهات.
بالرغم من قدم بعض منظومات الدفاع الجوي السوري والتي تم تحديثها في السنوات الأخيرة فإن منظومة "تور-ام-1" ذات المدى القصير التي تستخدم في الدفاعات الجوية الإيرانية حيث يصل مدى صواريخها حتى 12كم وأوج ارتفاع حتى 6كم قادرة على استطلاع 48 هدف في وقت واحد وتعقب 10أهداف والاشتباك مع هدفين. من الميزات المهمة لمنظومة "تور-ام-1" المقدرة على الاشتباك مع العتاد الجوي والذخائر مثل القنابل والصواريخ والطائرات المسيرة بدون طيار.
هناك منظومات جديدة لدى السوريين مثل منظومة "بوك" المتوسطة المدى ومنظومة"اس-300" البعيدة المدى. يوجد جيلين من منظومة بوك يشاهدان في فهرس المعدات و الأسلحة السورية.
يبلغ مدى "بوك-ام-1" 30كم عند نقطة ارتفاع تبلغ 22.000قدم و مقدرة على الاشتباك مع هدفين في نفس الوقت، اما "بوك-ام-2" يبلغ مداها 50كم بارتفاع يصل حتى25.000 قدم ومقدرة على الاشتباك مع 4 إلى 6 أهداف في نفس الوقت. بالإضافة إلى أن هذه المنظومات متحركة وجميع أقسامها مزودة برادار وفوهات إطلاق صواريخ ومزودة بمستقبل راداري له مقدرة على المقاومة العالية في الحرب الإلكترونية المركزة من قبل العدو وإلى حد ما تعمل هذه العربة بشكل مستقل في ساحة المعركة.
في الواقع يعتبر الخبراء أن منظومة بوك أكثر منظومة قوية و مقاومة في الدفاعات الجوية الصاروخية المتوسطة المدى ولها مقدرة على الاشتباك مع أهداف جوية مختلفة من الطائرات وحتى الصواريخ.
بعد الكشف عن هذه المنظومة في سوريا، أعرب المسؤولين العسكريين في الكيان الصهيوني عن قلقهم الشديد من ظهور خطر جدي يهدد الهيمنة الجوية لسلاح الجو الاسرائيلي في المنطقة.
المنظومات الاستراتيجية المهمة الاخرى المتواجدة لدى دفاعات الجيش السوري منظومة صواريخ"اس-300"، أكدت المصادر الأجنبية أن سوريا كانت المشتري السري لهذه المنظومة خلال عقد التسعينات، لمنظومة S-300P رادار يبلغ مداه 180 -360كم ومقدرة على تعقب 120هدف في وقت واحد والاشتباك مع 4 أهداف. بالرغم من أن بعض الخبراء يعتبرون أن هذا الجيل من الـ S-300 هو منظومة عادية لكن نظراً لمدى الصواريخ الذي يصل إلى 45-90كم فإنها ستلعب دوراً مهماً وفاعلاً في الحروب التي ستقع.
كانت تجري محادثات مع سوريا لتزويدها بجيل "اس-300" متطور جداً نسبةً بالأجيال السابقة يُعرف بـ "اس بي-ام-يو-2" حتى لو كان في حوزة السوريين الجيل السابق من "اس بي- ام –يو-1" فإنه نظراً لوجود منظومات استثنائية متوسطة المدى لدى الجيش السوري مثل "ينتسر" و "تور ام-1" تقوم بحماية منظومات "اس-300" من الهجمات. مما يبقي وتيرة القتال عالية، وسيصد الكثير من الهجمات الصاروخية الواسعة النطاق على المنطقة وسيكون من الصعب جداً استهداف مواقع في المنطقة نظراً لوجود قوة رادعة كمنظومة "اس-300"
منظومة"اس-300بي-ام-يو-1" قادرة على الاشتباك مع 6 أهداف في وقت واحد تشمل طائرات استطلاع بدون طيار ومع طيار وصواريخ. يبلغ الحد الأقصى لمدى الرادارات 300كم و مدى الصواريخ 75-100-195 كم.
انتشرت اخبار تتحدث عن تعليق قرار بيع منظومة "اس-300" المتطورة إلى سوريا، على ما يبدو أن الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الاراضي المحتلة جعلت المسؤولين الإسرائيليين يغرون الروس ويحرضونهم على عدم العمل بتعهداتهم تجاه تزويد سوريا بهذه السلاح.
إن الحصول على تحليل دقيق عن قدرات الدفاعات الجوية السورية يستلزم الحصول على معلومات استخباراتية عن مستوى قدرات هذا البلد في الحرب الالكترونية ومنظومات التحكم والقيادة وشبكات الرادارات ومداها وتردداتها المختلفة، لكن جزء من الدفاعات الجوية السورية تم تجهيزه بقدرات التزود بالأسلحة الحديثة المتطورة و قد تم الكشف عنها في أخر مناورة قام بها الجيش العربي السوري والتي صاحبها ردود فعل بعض الخبراء الدوليين المختلفين، وخصوصاً مسؤولي الكيان الصهيوني نظراً للمقدرات السورية المتطورة الذي ظهرت في هذه المناورة والتي لا تبدو أنها كما في الماضي وفي حال نشوب اشتباك عسكري مع السوريين علينا أن نتوقع خسائر كبيرة وفادحة سيمنى بها العدو الذي سيتجرأ على مهاجمة سوريا حتى لو امتلك أكثر التجهيزات والأسلحة الهجومية و الجوية تطوراً وقوةً.
وفي سياق متصل كتب "ديفيد سنسوتي" الصحفي في موقع الطيران الدولي theaviationist.com في مقال له حول اسقاط المقاتلة التركية من قبل المضادات الجوية السورية نقلاً عن أحد الطيارين العاملين في حلف الناتو في تركيا. قائلاً هناك احتمال قوي جداً في أن المقاتلة كانت في مهمة اختبار للدفاعات الجوية السورية وللاطلاع على مدى جاهزيتها في ظروف الحرب ولهذا قامت المقاتلات التركية بخرق متعمد للأجواء السورية.
وأشار سنسيوتي إلى تصريحات وزير الخارجية التركي داوود أوغلو الذي قال أن المقاتلة المذكورة كانت في حال اختبار لأنظمة الرادار التركية. لكن الحكومة السورية تقول أن المقاتلة التركية تم استهدافها على بعد 1 كم عن السواحل السورية وهنا يتبادر إلى الذهن السؤال: ماذا كانت تفعل مقاتلة F-4 تركية على هذا البعد ولماذا كانت تطير بسرعة عالية جداً.
وقال سنسيوتي: هناك ثلاثة احتمالات لما حدث: اولاً وجود خطأ في التحكم بالطائرة وثانياً الظروف الجوية وثالثاً اختبار مستوى جاهزية الدفاعات الجوية السورية.
وقال "سنسيوتي" استناداً إلى معلومات الطيار في قوات حلف الناتو أن: تحليق أي طائرة بسرعة عالية وعلى ارتفاع منخفض يهدف لاختراق الاجواء الجوية للعدو واستخدام المعدات والتجهيزات التي تم تزويد المقاتلة فيها أو إخفائها واستغلال الظروف الجوية الغائمة. ويضيف الطيار أنه يعتقد أن المقاتلة التركية كانت في مهمة اختبار للدفاعات الجوية السورية.
وفي سياق أخر قال "فلاديمير جيرينوفسكي" زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي حول موضوع إسقاط المقاتلة معلناً دعمه لما قامت به سوريا. أن منظومات الدفاع الجوي السورية قادرة على تدمير كل الطائرات التركية المقاتلة.
وأضاف "جيرينوفسكي" داعياً الحكومة التركية لعدم التدخل بأي شكل في الشؤون السورية وأنه في حال قيامها بالتدخل فعليها أن تنتظر عواقب وخيمة.
وأضاف زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي أن أمريكا وحلف الناتو يسعيان لإيجاد ذريعة لتصعيد التوتر في سوريا بهدف اسقاط حكومة الرئيس بشار الأسد. محاولين تكرار السناريو الليبي في سوريا وللأسف أضحت تركيا لاعباً في هذا السناريو. وأضاف: لهذا قامت الحكومة التركية بشكل متمعد بانتهاك المجال الجوي السوري ومارست الحكومة السورية حقها في الدفاع عن مجالها وأجوائها وقامت بإسقاط المقاتلة التركية. وقال أن سوريا تملك منظومة دفاع جوي قوية جداً ويمكنها أن تتصدى لأي انتهاك أو اعتداء.
وأضاف: تستطيع تركيا أن ترسل كل مقاتلاتها إلى سوريا لكن سيتم إسقاطها وتدميرها بشكل كامل. وأشار إلى الصداقة التي تجمعه مع الرئيس التركي "عبدالله غل" قائلاً انه يطلب مرة أخرى من صديقه "غل" أن لا تتدخل حكومته فيما يحدث في سوريا لأنه إذا تم تغير النظام في سوريا سيتم شن هجوم عسكري على ايران وسوف تسمح أمريكا للأكراد بإقامة دولة بهدف تهدئة الاوضاع في المنطقة، وهذا سيوجه ضربة قوية ومزلزلة لتركيا و سيعود بالفائدة على الغرب وسوف تتضرر ايران وتركيا وسوريا وكل العالم الاسلامي جراء هذا.
وأضاف "جيرينوفسكي" سائلاً عبدالله غل: لماذا تلعب تركيا دور حصان طروادة في العالم الاسلامي وفي الشرق الاوسط؟ وطالب الحكومة التركية أن لا تثق بحلف الناتو لأنه لن يدافع أبداً عن المصالح التركية ولن يدخل الحرب من أجل تركيا.
وأوصى "جيرينوفسكي" الحكومة التركية أن تكف عن تقديم الدعم للمعارضين السوريين وتكف عن تسليحهم وأن تسحب قواتها العسكرية عن الحدود السورية.
وفي سياق أخر كتبت صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير لها : حصلت أمريكا على معلومات استخباراتية تظهر أن استهداف الطائرات العسكرية التركية من قبل المضادات الجوية المتوضعة على السواحل السورية كان داخل المجال الجوي السوري.
أعلن المسؤولون الامريكيون أن هذه المعلومات تثبت صحة ما صدر عن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. مع هذا قامت الحكومة التركية في رد فعلها على الإجراء السوري بنصب بطاريات صواريخ في المدن القريبة من الحدود مع سوريا. حيث تدّعي تركيا أن مقاتلاتها العسكرية كانت على مسافة بعيدة جداً من الأراضي السورية والمجال الجوي لهذا البلد.
دمشق كانت قد أعلنت أنها استهدفت المقاتلات التركية بسلاح رشاش ثقيل مضاد للطيران يبلغ مداه 1.5 ميل.
من جهة أخرى قال مصدر عسكري امريكي رفض الكشف عن اسمه أنه: لا توجد أي إشارات تدل على إسقاط الطائرة بصاروخ أرض –جو، استخدام السوريين لرشاش ثقيل مضاد للطائرات يظهر أن المقاتلات التركية كانت تحلق على ارتفاع منخفض وبسرعة منخفضة وكانت قريبة جداً من السواحل السورية.
يعتقد بعض المسؤولين الامريكيين أن انقرة تختبر قدرة الدفاعات الجوية السورية و المقاتلة التركية فانتوم f-4كانت تحمل معدات استطلاع وتجسس. كما صرح مصدر عسكري في وزارة الدفاع الأمريكية: هل تعتقدون أن تحليق المقاتلات التركية في المجال الجوي السوري كان محض صدفة بشكل قاطع لا، بل تختبر تركيا سرعة الدفاعات الجوية السورية.
تُرجم عن مشرق نيوز - خبركرزاي فارس-IPSC
الجمل- قسم الترجمة
التعليقات
بيستاهلو لأنهم خروّها
أحلى تصرف منذ بداية الأزمة
إضافة تعليق جديد