السلالات القاتلة
أظن رقم خانة إبليس في دائرة نفوس دمشق كانت 3 وحواء 2 وآدم 1، هذا إن وافقنا على الروايات التي تقول أن الرب، بعدما غضب عليهم جميعاً، أنزلهم إلى أرض حرستا في ضواحي دمشق، بدليل الضريح المنسوب لهابيل القتيل في جبل قاسيون.. وأظن لعنة الرب عليهم مازالت مستمرة في سلالاتهم « اهبطوا بعضكم لبعض عدوّ » أي: إبليس × آدم × حواء .. وهكذا هبط ذكران وأنثى واحدة إلى أرضنا هذه، وكان باستطاعة إبليس، الذي كانت له قدرات ملاك، أن يغير شكله ويأتي حواء بهيئة آدم ليختلط نسل الشياطين و البشر في حِواء حَوّاء ، ولهذا يقول الشوام:" الأم بتلم" .. تكبير.. وهؤلاء الثلاثة يمكننا أن نضيف إليهم قابيل القاتل وهابيل القتيل: إنها الأسرة السورية الأولى التي أنتجت كل هذا الجنون المتدفق في شوارع شام شريف.. تكبير..
وإذا تقدمنا في زمن الهبوط إلى أيام أبينا إبراهيم صاحب أول دعوة للتوحيد، وصدقنا قول الرواة من أنه ولد في قرية يقال لها برزة بالقرب من جبل قاسيون، بتأكيد وجود مقامه فيها إلى يومنا هذا وبداخله المغارة التي اختبأ فيها هرباً من مواطنيه البرزاويين الذين قبضوا عليه وجروه إلى نارهم المقدسة ليقدموه كأضحية لإله النار، لولا أن الرب القدير أمرها بأن تغير فيزيائيتها لتغدو «برداً وسلاماً على إبراهيم» .. فكان ماء الرحمن الرحيم في مواجهة نيران إبليس الرجيم.. ولو تمكن وثنيوا برزة البلد منه لكنا فقدنا كل سلالته من الأنبياء والقديسين الذين تناسلوا من صلبه، كما نفتقد اليوم إلى نخبة السوريين الذين يغتالهم مسلحوا المعارضة المنتشرين في غوطة الشام من ريف برزة إلى بساتين داريا.. تكبير..
ماذا نفعل، فنحن محكومون بشيفرتنا الوراثية، مهما تغيرت أشكال ظهورنا وأسمائنا في الزمان واختلفت مهماتنا في المكان . فسلالة إبليس لن تتصالح مع سلالة آدم طالما أن عمل اللعنة الإلهية قائم ومستمر بين الإخوة الأعداء.. إنه تضاد مبثوث في جينوم العائلة الواحدة، والطائفة الواحدة، والقومية الواحدة، والحزب الواحد، والجماعة الواحدة، بغض النظر عمن يحكم البلاد، القوتلي، أم الأتاسي، الشيشكلي أو الأسد.. ولن نتصالح مع سلالات الشر التي تتحالف مع الأعداء وتغتال الأبطال والعلماء وتدمر الاقتصاد وتسلح المجرمين وتتستر على الخاطفين وتهلل للمغتصبين وتصادق الموتورين وتمتدح القوادين وتحتفي بالفاجرات وتصفق للعاهرات .. لا لن يتصالح الأبيض مع الأسود، بوجود الأسد أو بعد الأسد، وسيستمر الطرفان في الصراع كما في المسلسل الشهير «ماكلاود» إلى يوم يبعثون.. ومازال الرب يتصارع مع ملاكه المنشق عن نظامه والمتمرد على وصاياه قبل نشوء مشيخة قطر وبولها الأسود الذي يستحم به الخونة .. تكبير..
وقد يقول قائل: إن هي سوى أساطير لايمكن اعتمادها في التفسير، وهذا صحيح في كونها أساطير ولكن يمكن اعتمادها في التحليل قياسا على علم النفس الحديث الذي اعتمد الأساطير اليونانية منهجا للتحليل النفسي للبشر، وقد حققوا انجازات في ذلك، خصوصا أن نشوء الحياة مازال يعتمد على الفرضيات ..
إذن هي حرب أزلية، فلا تسامح أو عهود بين مصاصي الدماء والبشر، وليست كرسي السلطة هي مصدر نزاعنا، ولو كانت كذلك لتوقفت ضباع السلفيين وأولاد الشياطين عن افتراس إخوتنا في ليبيا وتونس والعراق، وهم لن يتوقفوا عن ذبحنا أيضافي سوريا،إن كان بزعم الحرية أو الديمقراطية أو الدين أو الجنس أو التشبيح، فنحن من صلب وهم من آخر، جمعنا بطن حواء وفرقتنا الطباع.. والأشرار لن يغدو أخياراً حتى لو ارتدوا جلد الحمل ورفعوا القرآن على أسنة الرماح وقالو ا أن إبليس قد تاب وصار اسمه عبد الرحمن..تكبير.. فأعدوا العدة لحرب طويلة مع أبالسة سيشاركونا حياتنا ومؤسساتنا وبيوت عبادتنا وأسرتنا وصحون طعامنا، كما شاركوا المسيح صحنه ثم سلموه للقتلة..تكبير.. فالمزيد من اليقظة، المزيد من التأهب والانخراط ؛ فمواجهة العدو على خطوط التماس أفضل من انتظاره حتى يقتحم أبواب بيوتنا...إلى الجيش إلى الجيش..
نبيل صالح
تكبير: وكان العرب في الجاهلية يطوفون عراة حول الكعبة وهم يكبرون ويصفقون مثل عراعير اليوم الجاهليون ..
التعليقات
"إننا الغالبون"
مقالة رائعة..تصويب نحوي صغير
حفلة الجنون بدأت ولن تنتهي
لله درك
اهدني يا هادي
تحية إلى الجيش العربي السوري
مرحلة ما بعد الانتصار
حتى هو جلت قدرته، لم يكن يحلها إلا بطوفان..!
وداعا يازمن البرائة
تكبييييييييييييير
رجاء
تكبيررررررررررر
قلّة هم... الرجال المحترمون في هذا الزمن الرديء!!!
الكرمعند العربي كالعنف كلاهمايهدف إلى إظهار النفس والقضاء على ال
اعجبني هذا الربط بين الأسطورة
برافو
شكرا على هذا المقال
أفهم غيرةَ الشيطان من آدم
العصا من الجنة
سؤال بريء
24/24
الأمن و القضاء
لكل أمروئ من أسمه نصيب , هذا
رجاءً الإنتباه لكلام لله عز وجل
إضافة تعليق جديد