أسئلة مشروعة عن علاقة الهلال الأحمر بـ " جبهة النصرة "
مجموعة من التفاصيل حول حكاية قطع الكهرباء عن حلب ، إذا جمعت تشكل مجموعة من التساؤلات والاستفسارات التي قد يكون الجواب عليها ورطة حقيقية ، ما السبب الحقيقي لقيام " جبهة النصرة " بقطع الكهرباء عن حلب ؟ ولماذا تصر على أن يكون الهلال الأحمر في حلب هو الوسيط الوحيد ؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات بعد إكمال الجيش العربي السوري الطوق على المدينة ونقص إمدادات " جبهة النصرة " من المحروقات ؟ لماذا اخترعت جبهة النصرة " كذبة المعتقلات " وهي المنظمة الإرهابية التي لا تتورع عن الإفصاح عن السبب الحقيقي ؟ ومن تحمي بهذه الكذبة ؟
لا يمكن الإجابة عن هذه الاسئلة دون العودة إلى بداية عام 2014 ، واستحضار مجموعة من الأحداث.
منذ بداية عام 2014 قامت منظمة الصليب الاحمر الدولي بالشراكة مع منظمة الهلال الاحمر العربي السوري فرع حلب بدعم موضوع مياه حلب عبر الوساطة لتسهيل تزويد مؤسسة المياه بمواد التعقيم و مازوت المولدات على ان تدفع قيمتها مؤسسة مياه حلب ، و جرى ادخال هذه المواد بشكل دوري و متواصل بوساطة الهلال الاحمر للسماح بعبور خطوط التماس لداخل المحطة المتواجد فيها و في محيطها المسلحين وكانت الكميات المدخلة بحدود خمسين الف ليتر في كل مرة.
و على اعتبار ان التعامل هو مع المسلحين دون ايصالات رسمية بالاستلام و التسليم ، فقد انعدمت الرقابة على الكميات و المبالغ المنفقة كليا من اي جهة من الجهات.
بتاريخ 2/6/2014 قامت " الوية فجر الحرية " بعملية تفجير عبر نفق لموقع موجود وسط الاتوستراد الرئيسي في حي الميدان بجانب محطة سليمان الحلبي و تم تصوير و نشر و تبني العملية علما انه لا يوجد في وسط الاوتوستراد الا عقدة انابيب رئيسية للصرف الصحي و لضخ المياه و خطوط الكبلات الكهربائية الرئيسية المغذية للمحطة مما سبب انقطاع المياه شبه التام عن مدينة حلب .
بالقرب من موقع الانفجار يوجد خط انابيب وحيد بقي بالعمل و يتم الضخ عبره بكميات محدودة لتغطي المياه الاحياء بشكل دوري مرة كل سبعة ايام ، ويحتاج الضخ عبر هذا الخط الوحيد الى مضخات اقل طاقة من المضخات التي تضخ لجميع الخطوط و هذه المضخات تحتاج الى طاقة كهربائة تقدر ب 4 ميغا عند اقلاعها تنخفض بعد الاقلاع الى 2،5 ميغا فقط بدلا من الطاقة الاجمالية للمضخات جميعا الى تصل الى 7 ميغا عند الاقلاع.
و على اعتبار ان كمية الكهرباء الواجب توليدها لتشغيل المضخات لهذا فقط قد انخفضت لحوالي الثلث فمن المنطقي ان ينخفض استهلاك المولدات من المازوت الى الثلث و لكن عملية الادخال شبه اليومي للمازوت بقيت حينها بحدود 45000 ليتر .
واشترطت منظمة الصليب الاحمر الدولي ان توكل مهمة الوساطة مع المسلحين للبدء بالاصلاح لمنظمة الهلال الاحمر العربي السوري حصرا، وبدأت منظمة الهلال بالزعم انها تقوم بالمفاوضات لبدء الاصلاحات و استمرت خلال ذلك بادخال كميات المازوت المبالغ فيها.
و طالت المفاوضات المزعومة و زادت كميات المازوت المدخلة و لم يجري اي اصلاح لخطوط الكهرباء مما ادى لانهيار محرك احدى المولدات ( مجموعة التوليد الثالثة ) مما فرض وجوب تمديد خط محدود الاستطاعة من حلب القديمة عبر كوادر " جبهة النصرة " لتغذية المحطة 12 ساعة يوميا و تشغيل المولدات 12 ساعة الباقية وهذا الامر سيؤدي روتينيا لتخفيض استهلاك المازوت للنصف و لكن استمر ادخال خمس و اربعون الف ليتر يوميا المعتادة.
بعدما طالت المفاوضات المزعومة و فاحت رائحة المازوت و عطشت مدينة حلب لمدة تزيد على اربعين يوما دون اي اصلاحات و بنقل يومي للمازوت المدفوع قيمته من الحكومة السورية عبر مؤسسة المياه علماً أن القيمة زادت على المائة مليون ليرة سورية قامت منظمة الصليب الاحمر الدولي بفتح تحقيق سري حفاظاً على سمعتها.
وأدى التحقيق السري حينها لإقالة ممثلة الصليب الاحمر في حلب و ادلب الانسة العراقية هند عاقولي و تعيين شخص آخر بديل سوداني الجنسية و كف يد منظمة الهلال الاحمر عن موضوع مفاوضات الاصلاح و عن موضوع ادخال المازوت رغم المعارضة الشديدة من ادارة مؤسسة المياه.
و بدأت عدة جهات بالتحري ضمن مؤسسة المياه و تبين ان جميع كميات المازوت كانت تشترى من كازيات خاصة و دون اي عدادات و دون اي ايصالات استلام و تسليم و الحجة انه لا يمكن الحصول على ايصالات من المسلحين و ان المسلحين يسرقون الكميات و لا يمكن ضبطها.
اي انه وفق الحجة التي تشكل " عذرا اقبح من ذنب " المازوت المدعوم حكوميا يذهب لتمويل مسلحي بستان الباشا الذين يجهزون بثمنه جرات الغاز وقذائف الهاون التي يرمونها على الآمنين في حي الميدان.
وبالعودة إلى الاسبوع الماضي ، وبعد أن مضت 7 أيام على تعمد "جبهة النصرة" قطع التيار الكهربائي عن كامل مدينة حلب وادلب، بحجة "الضغط على النظام من أجل الافراج عن معتقلات في جامعة حلب تم توقيفهن بعد تنظيمهن لمظاهرة داخل الجامعة"، بدأت خيوط الكذبة التي اخترعتها " الجبهة" بالظهور بعد تدخل عدة جهات من أجل تأمين إدخال كميات من المازوت إلى محطة سليمان الحلبي لضخ المياه من أجل تشغيل مولدات الديزل كحل بديل عن انقطاع الكهرباء.
ويبدو أن "جبهة النصرة" كانت تنتظر مثل هذه الخطوة من أجل الاستيلاء على كميات المازوت الواصلة إلى محطة سليمان الحلبي، وإعادة التعاون و"خط التجارة" الذي كان سابقاً والذي يقوم على إدخال كميات زائدة من المازوت.
وعلمنا من مصادر خاصة أن "مبادرة أهالي قامت بإدخال 20 ألف ليتر من المازوت يوم السبت إلى المحطة، إلا أن تشغيل المولدات تأخر حوالي 24 ساعة من دون سبب واضح"، وبالفعل بدأت عملية الضخ لمدة ساعات معدودة لتعود وتتوقف مساء يوم الأحد بسبب "ظرف قاهر" كما وصفته مؤسسة مياه حلب.
وعن الظرف الطارئ، أوضح مصدر مسؤول لتلفزيون الخبر أن "المسلحين ظهرت مطالبهم حينها بشكل واضح وصريح وهو المازوت وزيادة كمياته وحصر ايصال المادة عبر منظمة الهلال الأحمر"، حيث اختفت قصة المعتقلات بشكل نهائي عند دخول المازوت إلى المحطة، بل وطالب المسلحون أيضاً من الجهات الوسيطة زيادة كميات المازوت التي سيدخلونها إلى المحطة بحجة عدم كفايتها لتشغيل العنفات".
وتزامنت مطالب " جبهة النصرة " مع نجاح العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش العربي السوري من خلال تطويق ومحاصرة مناطق سيطرة المسلحين شرق حلب، وقطع طرق الإمداد عن المسلحين وبالنتيجة انقطعت عملية توريد المازوت.
وتابع المصدر "الجبهة أصرت بشكل غريب على تبديل المبادرة التي قامت بإدخال المازوت المؤمن من منظمة "اليونيسيف" في المرة الأولى وبالكمية التي تلزم فعلياً، من قبل " مبادرة أهالي حلب" ، لتعود المطالبة بإدخال المازوت عبر منظمة الهلال الأحمر بحلب التي كانت تدخل الكميات في الأزمات السابقة وعلى حساب الحكومة السورية ".
ولم يتسنى لنا الحصول على تفاصيل من مبادرة "أهالي حلب" التي رفضت التصريح.
وقامت المنظمة يوم الإثنين "بإيصال كمية 20 ألف ليتر مازوت إلى المحطة"، إلا أنه وبحسب المصدر، "رفض المسلحون إدخال الكميات وطلبوا كمية 40 ألف ليتر، كما كانت المنظمة تؤمن سابقاً، من أجل السماح بالتشغيل".
وبحساب الكميات الزائدة التي تصل إلى المسلحين عبر الهلال الأحمر باعتبار سعر اللتر الواحد من المازوت هو 400 ليرة سورية في المناطق الشرقية من حلب تبلغ حوالي 10 مليون ليرة سورية في كل عملية إدخال كانت تتم يومياً ، عدا أنها تنقص من مخصصات أبناء المدينة المحاصرة والتي تعاني الأمرين يومياً.
بالعودة لحجة "المعتقلات"، فإن "جبهة النصرة" كانت ادعت بأن الجهات الأمنية اعتقلت عدد من الطالبات نتيجة تنظيمهمن لمظاهرة داخل الحرم الجامعي رداً على "سحب بعض الطلاب للخدمة العسكرية منذ حوالي الأسبوع"، بحسب قولها، إلا أن مصدر أمني نفى لتلفزيون الخبر حدوث أي مما سبق، كاشفاً أن "حادثة المظاهرة لم تحصل أبداً ولا علم لنا بها"، وبعض الصفحات نشرت أسماء أولئك المعتقلات ليتبين أنهن معتقلات سابقات ولا صحة لما نشر مطلقاً".
وفي مع عدة طلاب وإداريين من داخل جامعة حلب، أكدوا جميعهم أنه "لم تخرج أي مظاهرة في الجامعة منذ أكثر من سنة"، في الوقت الذي صرح به أمين فرع حزب البعث بجامعة حلب عبد القادر حريري أنه "لم يصدر أي قرار أو توجيهات بفصل أي طالب أو طالبة من جامعة حلب"، مضيفاً "صدر فقط قرار بفصل طلاب بتهمة الغش والتزوير الامتحاني منذ حوالي الشهر".
عادت الكهرباء إلى المدينة بعد رفض محافظ حلب طلب الهلال الأحمر بزيادة كمية المازوت المراد إيصالها إلى مسلحي " النصرة " إلى 60 ألف ليتر تضاف إلى الـ 20 ألف السابقة، لتجد "الجبهة " نفسها مضطرة لإعادة التيار بعد افتضاح قضية المازوت ، وضغط حلفائها عليها ، بعد قيام المعنيين بخطوة عملية ومدروسة بقطع التيار عن محطة الزربة من حماة ، لتنقطع الكهرباء عن المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين ، فيما اكتفت الصفحات المؤيدة للمسلحين بنشر قرار " وهمي " عن إطلاق سراح معتقلات ، لحفظ وجه " جبهة النصرة " الدموي .
الخبر
التعليقات
اشارات استفخام كثيرة عن اعمال
إضافة تعليق جديد