إسرائيل تستنسخ تجربة حزب الله

شكل الجيش الإسرائيلي وحدة في كل كتيبة تابعة للقوات البرية تقوم بدور حزب الله أثناء تدريبات قوات الاحتياط في قاعدة تسيئيليم لتدريب سلاح المشاة، فيما ذكرت صحيفة هآرتس امس أنّ إسرائيل تسعى لاقناع عدد من الدول المشاركة في اليونيفيل والولايات المتحدة بالحاجة الاستخباراتية الحيوية للطلعات الجوية فوق لبنان.
في غضون ذلك، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست ان قيادة المنطقة العسكرية الشمالية هي التي أصدرت الأوامر بإطلاق القنابل العنقودية على مناطق مأهولة في جنوب لبنان، وذلك خلافا لتعليمات رئيس الأركان دان حلوتس.
وكان حلوتس قد عين قائد الكليات العسكرية الجنرال غيرشون هاكوهين للتحقيق في استخدام القنابل العنقودية خلال الحرب. ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية ان هاكوهين الذي حقق مع ضباط كبار في قيادة المنطقة الشمالية، يستعد لتقديم نتائج التحقيق الى حلوتس خلال الأيام المقبلة. اضافت ان أنظمة الجيش التي وضعها حلوتس تسمح باستخدام القنابل العنقودية لتدمير مدارج الطيران والدبابات والجنود، فقط في مناطق مفتوحة وغير مأهولة.
ووجد تحقيق أولي للجيش أجراه الجنرال ميخائيل بن باروخ انه في بعض الحالات تم استخدام هذه الذخائر بشكل لا يتوافق مع توجيهات حلوتس. وقالت مصادر عسكرية للصحيفة ان القيادة الشمالية أمرت وحدات المدفعية باستخدام هذه القنابل خلال الأيام الأخيرة للحرب برغم توجيهات رئيس الأركان. ويحقق هاكوهين في ما اذا كان حلوتس قد أوضح بما فيه الكفاية أوامره بعدم استخدام القنابل العنقودية في المناطق المأهولة. ويقوم المحامي العسكري الجنرال افيحاي ماندلبليت بمراجعة نتائج التحقيق لتحديد وجود أرضية لتوجيه اتهامات جنائية.
من جهتها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت ان وحدات حزب الله الإسرائيلي ستقوم بدور مقاتلي الحزب ومقاتلي وحدات الكوماندوس في الجيش السوري والمقاومين الفلسطينيين أثناء التدريبات العسكرية، وستقاتل ضد القوات الإسرائيلية طبقا لنظريات القتال التي تمارسها القوات المعادية للدولة العبرية في ميادين القتال الحقيقية.
وبحسب خطة التدريبات التي أعدها قائد قاعدة تسيئيليم الجنرال عوزي موسكوفيتش، فإن وحدات حزب الله الإسرائيلي ستتعلم أساليب القتال التي يمارسها حزب الله والجيش السوري والمقاومون الفلسطينيون وسيرتدون زيا عسكريا يتلاءم مع ذلك.
الى ذلك، اشار المعلق العسكري لصحيفة هآرتس زئيف شيف إلى نجاح أفراد قوة الأمم المتحدة اليونيفيل في الكشف عن مخابئ عديدة للكاتيوشا والذخيرة في جنوب لبنان ومن ثمّ تدميرها، وذلك بمساعدة معلومات استخباراتية مسبقة... تردد ان مصدرها إسرائيل. والجنود الذين شاركوا في التفتيش هم من بلجيكا وإسبانيا وفرنسا. أضاف ان التقديرات تشير الى أنه بقيت آلاف صواريخ الكاتيوشا المخبأة في جنوب لبنان، وخصوصا في القرى الكبرى في منطقة مدينة صور الساحلية. ويواصل حزب الله جهود ترميم مواقعه التي تمّ تدميرها في الحرب بنيران الجيش الإسرائيلي في قرى عديدة.
وذكر شيف أنّ إسرائيل بذلت، مؤخراً، جهودا دبلوماسية لكي تشرح لعدد من الدول المشاركة في اليونيفيل وللولايات المتحدة الحاجة الاستخباراتية الحيوية لوجود الطلعات الجوية الإسرائيلية فوق لبنان، وذلك طالما استمرت عمليات تهريب السلاح من سوريا وإيران إلى حزب الله موضحا ان بعض الدول تتفهم حيوية هذه الطلعات الاستخباراتية لمراقبة حزب الله... فيما اقترحت دول اخرى أن تقوم بذلك طائرات أميركية وفرنسية وألمانية بموافقة الحكومة اللبنانية، وهو اتفاق تعتبره اسرائيل ضعيفا. اضاف إنّ هذه الجهود لم تصل إلى حصيلة معينة لكن في هذه الأثناء تقرّر إقامة طاقم تنسيق مشترك بين إسرائيل واليونيفيل في هذا الشأن.
في هذه الاثناء، نقلت صحيفة معاريف عن مصادر في الجيش الإسرائيلي ترجيحها أنّ يوصي تقرير لجنة التحقيق برئاسة الجنرال احتياط دورون ألموغ حول اسر حزب الله للجنديين الإسرائيليين إلداد ريغف وإيهود غولدفاسر، رئيس الأركان دان حلوتس بتوبيخ رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الجنرال عاموس يدلين ورئيس قسم العمليات آنذاك الجنرال غادي أيزنكوت وقائد المنطقة الشمالية المستقيل الجنرال أودي آدم. ويتوقع ايضا أن يوجّه ألموغ نقدًا شديدًا وأن يطرح تساؤلات خطيرة حول سلوك حلوتس.
من جهته قال وزير البنى التحتية الإسرائيلي بنيامين بن اليعزر، الذي شغل في العامين 2001 و2002 منصب وزير الدفاع في حكومة أرييل شارون الأولى، خلال إفادته أمام اللجنة الحكومية لفحص أداء الحكومة أثناء حرب لبنان ويترأسها القاضي المتقاعد إلياهو فينوغراد، إن حكومة شارون فضلت عدم الدخول في مواجهة مع حزب الله وعدم فتح جبهة ثانية إضافة إلى الانتفاضة الفلسطينية، وركزنا على جمع معلومات استخباراتية وكنا نعلم أن حزب الله يبني قواعد له (في جنوب لبنان) لكن الآن يتضح أننا لم نكن نعلم بوجود هذا الحجم من الأسلحة لدى حزب الله.

المصدر: وكالات