ثلاثة تفجيرات في القاهرة وجماعة "أنصار بيت المقدس" الإخونجية تتبنى المسؤولية
هزت القاهرة صباح اليوم ثلاثة تفجيرات إرهابية استهدفت مديرية أمن القاهرة ومحطة مترو البحوث بالدقي ومحيط قسم الطالبية بالجيزة أسفرت عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
فقد قتل أحد عناصر القوات المسلحة المصرية وأصيب نحو 15 آخرين إثر انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع في شارع التحرير بالدقي قرب محطة البحوث بعد ساعات قليلة من الانفجار الذي استهدف مديرية أمن القاهرة.
وأكد مصدر أمني أن ضابطين و3 عناصر من الشرطة من بين جرحى الانفجار الذي استهدف قوات وسيارات الشرطة المتواجدة أمام شركة مقار للسيارات مشيرا إلى أن خبراء المتفجرات يقومون بمسح المنطقة للتأكد من عدم وجود أي عبوات أخرى.
وأغلقت قوات الشرطة على الفور شارع التحرير بالكامل وانتشرت في كل الأماكن بحثا عن متفجرات أخرى أو العثور على الجناة.
من جهته أكد علي عبد الرحمن محافظ الجيزة في تصريح لوكالة انباء الشرق الاوسط أن المنطقة العسكرية بالجيزة دفعت بقوات لتأمين المنشات الحيوية.
كما أكد مصدر أمني بوزارة الداخلية المصرية وقوع انفجار آخر بالقرب من قسم شرطة الطالبية في الجيزة هو الثالث الذي يضرب القاهرة صباح اليوم.
وأوضح المصدر في تصريح لوكالة انباء الشرق الأوسط أن الفحص المبدئي يشير إلى عدم وقوع أي ضحايا جراء الانفجار حتى الآن حيث انتقل خبراء المفرقعات إلى مكان الانفجار لتحديد نوعه وتمشيط المنطقة للتأكد من عدم وجود أي قنابل أوعناصر إرهابية.
في غضون ذلك أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية إرتفاع عدد مصابي حادث تفجير مديرية أمن القاهرة إلى 76 جريحا.
وفي تصريح لوسائل الاعلام أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن الحادث الإرهابي "الخسيس" الذي استهدف مبنى مديرية أمن القاهرة صباح اليوم لن يثني رجال الشرطة عن مواصلة حربهم ضد الإرهاب الأسود.
وقال ابراهيم للصحفيين "سيتم تشكيل فريق بحث موسع لسرعة تحديد هوية الجناة وضبطهم". من جهته قال اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية "إن مصر تواجه إرهابا قذرا" مشددا على عزم الوزارة "مواصلة أداء الواجب الوطني ودفع المزيد من الأرواح من أجل حماية المصريين".
ونفى عبد اللطيف وجود تقصير أمني أمام مبنى مديرية أمن القاهرة ادى لوقوع التفجير الإرهابي موضحا أن الإجراءات الأمنية الموجودة حاليا هي التي أدت إلى تقليل الخسائر حيث لم يستطع الانتحاري الوصول بسيارته إلى مبني المديرية كما حدث في مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة مؤخرا.
وأشار عبد اللطيف إلى أن الوزارة كانت وما زالت تتوقع المزيد من هذه العمليات الإرهابية نظرا للنجاحات التي تحققها أجهزة الأمن والإرادة الشعبية مؤكدا أن مصر وشعبها وشرطتها وجيشها يواجهون معركة كبيرة من تنظيمات إرهابية ولكنهم قادرون على المواجهة.
وشدد عبد اللطيف على أن مثل هذه الاعمال ستزيد من إصرار وتصميم قوات الشرطة لمواصلة المشوار من أجل حماية الوطن والمواطنين وأن الشرطة قادرة على التصدي والانتصار في النهاية.
يذكر أن القوات المسلحة المصرية حذرت في وقت سابق من أعمال إرهابية قد ترتكبها جماعة الاخوان الإرهابية المحظورة تزامنا مع احتفالات المصريين بذكرى ثورة 25 يناير يوم غد.
وكان تفجير إرهابي ضخم هز صباح اليوم محيط مديرية الأمن وسط العاصمة المصرية القاهرة أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى وتحطم مبنى المديرية وواجهة المتحف الاسلامي وتضرر عدد كبير من المباني المجاورة.
وأعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية في بيان رسمي أن التفجير الارهابي أسفر وفق حصيلة اولية عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 51 آخرين مشيرة إلى أن الاصابات مختلفة ومتنوعة وتسبب التفجير الارهابي بانهيار الواجهة الامامية لمديرية أمن القاهرة بالكامل وسقوط بعض الاسقف بداخلها وكذلك تهشم واجهات متحف الفن الاسلامي ومحكمة الاستئناف وبعض المحال والعقارات المجاورة للمديرية كما نتج عنه حفرة في الارض بعمق ستة أمتار وقطر ستة أمتار
ورجح مصدر أمني أن يكون التفجير الذي استهدف مبنى مديرية امن القاهرة في منطقة باب الخلق بالعاصمة المصرية ناجما عن سيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات مشيرا إلى أن قوات الحماية المدنية ما زالت تستخرج حتى الآن الضحايا من الطابق الأرضي من مبنى المديرية بينما فرضت الأجهزة الامنية طوقا أمنيا حول البوابة الرئيسية للمديرية.
من جهة أخرى نظم عدد من المصريين مظاهرة امام مقر مديرية أمن القاهرة تنديدا بجماعة الاخوان الارهابية مؤكدين دعمهم الكامل للشرطة والجيش في حربهم ضد الإرهاب الأسود.
وكان الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور أكد خلال الاحتفال بعيد الشرطة المصرية أمس أن مصر ستنتصر في معركتها ضد الارهاب وستدحر خطره "بتلاحم كل المصريين وإرادتهم وإدراكهم لمسؤولياتهم جنبا إلى جنب مع قوات الشرطة"0
وجاء التفجير الارهابي قبل يوم واحد من احتفالات المصريين بذكرى ثورة 25 يناير حيث يحذر المصريون من أعمال إرهابية قد ترتكبها جماعة الإخوان الإرهابية المحظورة بهذه المناسبة.
ويشير المراقبون في مصر إلى وجود تشابه بين التفجير الارهابي اليوم والتفجير الذي استهدف مديرية الأمن بمحافظة الدقهلية الذي وقع في 23 كانون الاول الماضي وأسفر عن مقتل 16 شخصا حيث تم فيما بعد ضبط عدد من مرتكبيه بينهم نجل القيادي الاخواني المنجي سعد حسين مصطفى الوروارى.
وتصاعدت الأعمال الإرهابية في مصر إثر الثورة الشعبية المصرية في 30 حزيران التي أدت الى عزل الرئيس المنتمي لجماعة الاخوان محمد مرسي.
في هذه الأثناء تبنت جماعة ما يسمى أنصار بيت المقدس الارهابية المسؤولية عن التفجير الارهابي الذي استهدف مديرية أمن القاهرة صباح اليوم.
ويأتي هذا الإعلان كأحدث حلقة في سلسلة استهدافات لمواقع أمنية وعسكرية اعترف التنظيم الارهابي المذكور بالمسؤولية عن تنفيذها منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة كان أبرزها التفجير الذي استهدف مديرية الأمن بمحافظة الدقهلية الذي وقع في 23 كانون الأول الماضي وأسفر عن مقتل 16 شخصا حيث تم فيما بعد ضبط عدد من مرتكبيه بينهم نجل القيادى الاخواني المنجي سعد حسين مصطفى الورواري.
وأفاد موقع بوابة الاهرام المصري أن التحقيقات الاولية في المعمل الجنائي للتفجير الذي استهدف محيط أمن القاهرة أشارت إلى أن ملامح جثة الانتحاري الذي استهدف المبنى تبدو لشاب في الثلاثينيات من عمره وبها آثار لوجود لحية.
ويشار إلى أنه بعد فشل مساعي جماعة الاخوان المسلمين الإرهابية المحظورة بعرقلة الاستفتاء على الدستور المصري ومحاولة منع المصريين من تنفيذ الخطوة الأولى في سبيل بناء الدولة المصرية الحديثة عمدت الجماعة الإرهابية مع بقية التنظيمات الإرهابية إلى تصعيد أعمال العنف تزامنا مع ذكرى ثورة 25 يناير التي يحييها المصريون غدا.
من جانبها أكدت رئاسة الجمهورية المصرية أن العبث بمقدرات الوطن خط أحمر وأنه سيتم معاقبة منفذي الجرائم الإرهابية التي شهدتها القاهرة صباح اليوم أشد عقاب موضحة أنها لن تتردد في اتخاذ ما يلزم من إجراءات استثنائية للذود عن الوطن والحفاظ على أرواح أبنائه .
ونقل موقع بوابة الاهرام عن الرئاسة قولها في بيان لها اليوم "إن رئاسة الجمهورية ومن منطلق ثقتها في تلاحم كافة أبناء الوطن خلف مؤسسات الدولة تتعهد بالقصاص لشهداء ومصابي هذه الحوادث الارهابية وتؤكد أنه سيعاقب أشد العقاب كل من سولت له نفسه سواء بالتخطيط أو التمويل أو التحريض أو الاشتراك أو التنفيذ".
وشدد البيان على أن العبث بمقدرات هذا الوطن خط أحمر لن يتم تجاوزه أو حتى مجرد الاقتراب منه مشيرة إلى أن الدولة المصرية التي سبق لها أن دحرت الإرهاب في تسعينيات القرن الماضي ستدحره مجددا وتجتثه من جذوره وستحارب القائمين عليه بلا هوادة ولن تاخذها بهم شفقة أو رحمة...أولئك الذين تخلوا عن الوطن وابتعدوا عن صحيح الدين.
وأشار البيان إلى أن مثل هذه الحوادث الإرهابية التي تستهدف كسر إرادة المصريين لن تؤدي إلا إلى توحد إرادتهم وحرصهم أكثر من أي وقت مضى على بلورة أهداف ثورتي 25 يناير و30 حزيران لتزيد من تصميم مصر دولة وشعبا على اجتثاث الإرهاب من كافة ربوع البلاد ومن إصرارها على تنفيذ خارطة مستقبل الشعب المصري وإرادته .
وأوضحت الرئاسة أن مسيرة الوطن لن تتوقف مهما حاول المعتدون ومهما تآمر الغادرون وأن الأمن المصري سيقف لهم بالمرصاد ويقتص ممن ازهقوا أرواحهم ليفرض الاستقرار في مواجهة من يحاولون بث الرعب في نفوس أبناء هذا الوطن الأبي .
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد