السعودية وتركيا تطالبان واشنطن بحظر طيران فوق سوريا لحماية عصابات المرتزقة
طالبت الرياض والدوحة الإدارة الأميركية بتوسيع تدخلها العسكري في سوريا عبر فرض «منطقة حظر طيران لحماية من سيتم تدريبهم من غارات الطيران السوري»، وذلك قبل أيام من انعقاد مؤتمر موسكو السوري، فيما كانت الاشتباكات تتواصل بين القوات السورية والمقاتلين الأكراد في الحسكة.
وبعد يوم من إعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) فرز مئات الجنود لإطلاق عملية تدريب المسلحين السوريين «المعتدلين» في السعودية وقطر وتركيا قريباً، زار وفد من اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي، برئاسة رئيس اللجنة السيناتور جون ماكين، الرياض والدوحة لبحث هذا الموضوع.
والتقى الوفد في الرياض ولي العهد السعودي الأمير سلمان ووزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات العامة الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، قبل أن ينتقل إلى الدوحة حيث التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
واعتبر عضو اللجنة العسكرية في مجلس الشيوخ الأميركي ليندسي غراهام، الذي رافق ماكين، في مقابلة مع قناة «ان بي سي»، أن المسلحين لن يتمكنوا من هزم تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» من دون «منطقة حظر جوي لحمايتهم من غارات الطيران» السوري. وقال «الإستراتيجية الحالية فاشلة. لقد ابلغنا من جميع من التقيناهم خلال الجولة أن جميع من سندربهم من الجيش الحر سيُذبحون من قبل الرئيس بشار الأسد من دون منطقة حظر طيران».
وذكر ماكين، في تغريدة على «تويتر»، أن الوفد التقى المسؤول السعودي عن برنامج عملية التدريب والتسليح ومع احمد الجربا الذي وصفه بأنه رئيس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض، على الرغم من ان الرئيس الحالي هو خالد خوجة الذي انتخب في تموز الماضي.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية -»واس» أن ماكين والوفد المرافق بحثوا مع المسؤولين السعوديين «المواضيع ذات الاهتمام المشترك وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين»، فيما ذكرت وكالة الأنباء القطرية -»قنا» أن الوفد بحث مع الشيخ تميم ورئيس الحكومة وزير الداخلية عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني، في الدوحة، «علاقات التعاون بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها، إضافة إلى تبادل الآراء حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المتبادل».
وبرز أمس الأول، إعلان «هيئة التنسيق لقوى التغيير الديموقراطي» المعارضة أنها تركت لأعضائها حرية المشاركة في «اللقاء التشاوري» في موسكو نهاية كانون الثاني الحالي. وقال المتحدث باسم الهيئة منذر خدام إن «هيئة التنسيق تركت لأعضائها حرية الذهاب إلى اجتماع موسكو لعرض وجهة نظر الهيئة، التي بالنسبة إليها، لا يمكن لأي مفاوضات أن تحل محل جنيف 1».
وتواصلت الاشتباكات بين الجيش السوري و «وحدات الحماية الشعبية» الكردية، وذلك لليوم الثاني على التوالي، بسبب اختطاف القوات الكردية لضابطين في الجيش السوري، إثر خلاف على مواقع حواجز تفتيش عسكرية وأمنية، وذلك قبل أيام من اجتماع تنوي موسكو تنظيمه بين ممثلين عن المعارضة، بينهم قياديون أكراد، والحكومة السورية. وقتل خمسة أشخاص، بينهم نساء، وذلك نتيجة قصف متبادل، استخدمت فيه قذائف الهاون والمدفعية.
وكانت المدينة شهدت، بداية أيار الماضي، اشتباكات مماثلة، اندلعت بسبب خلاف حول السيطرة على محطة القطار في الحسكة، وخلّفت ستة قتلى من الطرفين. وتزامنت الاشتباكات حينها مع تحضير السلطات السورية للانتخابات الرئاسية، حيث تسبب التوتر في قيام وحدات الحماية، التابعة إلى «حزب الاتحاد الديموقراطي»، بمنع التصويت في المناطق التي يسيطر عليها.
وتثير المواجهات الأخيرة بعض الريبة، كونها تحصل تزامنا مع قرار رئيس «حزب الاتحاد الديموقراطي» صالح المسلم المشاركة في جولة الحوار التي ينظمها الروس أواخر كانون الثاني الحالي بين الحكومة وأقطاب في المعارضة.
وذكرت وكالة الأنباء السورية -»سانا» أن الجيش السوري قام، على مدى أربعة أيام، بتوفير «خروج آمن» لنحو أربعة آلاف شخص من مناطق خاضعة لسيطرة المسلحين في الغوطة الشرقية في ريف دمشق. وأوضحت أن هؤلاء الأشخاص أتوا من عدة مناطق في الغوطة الشرقية، بينها جوبر ودوما، وذلك «هرباً من إرهاب وجرائم التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تحاصر الأهالي وتفتك بهم وتسلب أرزاقهم».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد