تقرير أمريكي جديد: واشنطن ودول عربية دعمت تنظيم القاعدة
كشف تقرير أمريكي جديد أن الإدارة الأمريكية قامت بالتعاون مع دول عربية بمد التنظيمات المسلحة والتابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية وليبيا بالأسلحة وأن سفير واشنطن السابق في ليبيا ساعد شخصيا في إتمام تلك العمليات.
وأوضح موقع دبليو إن دي الأمريكي أن التقرير الذي أعدته لجنة مكونة من خبراء عسكريين أمريكيين للتحقيق في نشاطات وزارة الخارجية الأمريكية أكد أن واشنطن قامت خلال عام 2011 بتسهيل إيصال الأسلحة إلى التنظيمات المرتبطة بالقاعدة في سورية وليبيا.
وأضاف الموقع.. “أن أعضاء لجنة التحقيق توصلوا إلى أن مهمة السفير الأمريكي السابق لدى ليبيا كريستوفر ستيفنز كانت إدارة برنامج لتهريب الأسلحة إلى بنغازي”.
وأشار الموقع إلى أنه أجرى مقابلات حصرية مع 11 من اصل 17 من أعضاء اللجنة الذين توصلوا في تقريرهم إلى ان الولايات المتحدة سهلت إيصال الأسلحة إلى الميليشيات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة في ليبيا حيث أكد التقرير أن جدول نشاطات تلك التنظيمات كان معروفا بشكل جيد للمسؤولين الأمريكيين.
وأكدت كلير لوبيز العضوة في اللجنة والعميلة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي إيه أن ستيفنز وصل إلى ليبيا على متن سفينة شحن وكان لقبه آنذاك هو “مبعوث للمتمردين الليبيين”.
وأضافت.. إنه “بعد الإطاحة بالرئيس الليبي السابق معمر القذافي أشرف ستيفنز على إرسال الأسلحة من ليبيا إلى سورية لتسليح المتمردين هناك والذين تحولوا في نهاية المطاف إلى تنظيمي داعش وجبهة النصرة الإرهابيين” مشيرة إلى أن ستيفنز كان ينسق مع تركيا لشحن تلك الأسلحة.
وفي هذا السياق أكد كيفن شيب الخبير السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية أن الإدارة الأمريكية أرادت التكتم على عمليات تهريب الأسلحة تلك وحجبها عن الرأي العام موضحا أن الجزء الصادم لا يقتصر على حقيقة انتهاك إدارة الرئيس باراك أوباما للقانون الدولي بل في قيام ستيفنز ضمن مهامه كموظف في الخارجية الأمريكية بالمساعدة في نقل الأسلحة للميليشيات التابعة للقاعدة في ليبيا إضافة إلى مساعدته في نقل الأسلحة من ليبيا إلى عناصر تنظيم القاعدة في سورية مشيرا إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عمدت إلى إيكال مهمة نقل الاسلحة لقطر بينما قامت هي بتسهيل تلك العملية.
وتابعت لوبيز.. إن “ستيفينز سهل إيصال الأسلحة المنتجة في شرق أوروبا والتي نقلت بتمويل اماراتي إلى مركز خدمات لوجستية في قطر عمل على شحنها إلى ليبيا على متن سفن في معظم الأحيان”.
يشار إلى أن الأوساط الدولية والإعلامية بدأت تدرك متأخرة حجم الدور الذي تلعبه مشيخة قطر في تمويل التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق وغيرهما من بلدان الشرق الأوسط حيث تزايدت التقارير التي أكدت أن المشيخة الخليجية تمول الإرهاب بصورة مباشرة أو بغض الطرف عن ممولي الإرهاب المقيمين على أراضيها.
وأضافت لوبيز.. إن “هذه الأسلحة دخلت إلى ليبيا من خلال تنسيق ستيفينز مع المدعو عبد الحكيم بلحاج وقادة ميليشيات تابعة للقاعدة وقادة جماعات مرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا” مشيرة إلى ان وفدا من الإمارات اتجه إلى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي لجمع ثمن الأسلحة التي مولتها الامارات وقامت قطر بايصالها إلى ليبيا.
وحول الهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي عام 2011 والذي أسفر عن مقتل السفير ستيفينز اشار التقرير إلى وجود علاقة بين قيادة الإخوان المسلمين في ليبيا وجماعة “أنصار الشريعة” الليبية التابعة لتنظيم القاعدة والمتورطة في الهجوم على القنصلية.
وفي هذا السياق قالت لوبيز.. “ما لدينا هنا هو أن قيادة الإخوان المسلمين أعطت أمرا بالقتل لميليشيات تابعة لتنظيم القاعدة وهي قامت فيما بعد بتنفيذ ذلك .. هذا الارتباط بين سلسلة القيادا ت مهم على الرغم من أنه لم يلق اهتماما كافيا حتى الآن في وسائل الإعلام”.
يذكر أن ليبيا تحولت عقب غزو حلف شمال الأطلسي الناتو لها في عام 2011 إلى ساحة للصراعات المستمرة بين الميليشيات المسلحة ما يهدد وحدتها الجغرافية والاجتماعية انسجاما مع مشروع الهيمنة الغربي التقسيمي لدول المنطقة المسمى “الشرق الأوسط الكبير” وفرض الهيمنة الإمبريالية والإسرائيلية عليها.
وقد أدى تغول الميليشيات المسلحة إلى حدوث نتائج كارثية على النسيج الاجتماعي الليبي حيث اضطر مئات الآلاف من الليبيين للجوء إلى دول الجوار وخاصة مصر وتونس وقدرت دول الجوار الليبي والعديد من المنظمات الإنسانية أعداد اللاجئين الليبيين بأكثر من مليون شخص وهي نسبة هائلة بالنسبة لعدد سكان هذا البلد.
وكالات
إضافة تعليق جديد