الجيش يُبعد «النصرة» عن «بيروت ـ دمشق» و «داعش» عن مطار دير الزور
بعد «هبّة» المسلحين المعارضين المفاجئة على أكثر من محور قتال مع الجيش السوري، حقق الجيش خلال اليومين الماضيين تقدّماً ملحوظاً في أكثر من موقع قتال، من ريف إلى حمص، فدير الزور والحسكة.
غربي العاصمة، سيطر الجيش السوري أمس على مواقع جديدة بالقرب من منطقة الزبداني. تلك المواقع شملت بلدة معدر، المتاخمة للحدود اللبنانية، بالإضافة إلى سلسلة من التلال المجاورة لهما: تلال المريجات والمزبلة في محيط بلدة معدر، والتي تطل على حاجز الهوى، الذي بات خط المسلّحين الأول في منطقة غربي الزبداني بعد تقدم الجيش الأخير، إضافة إلى تلال الكتيبة الصاروخية والخزان في محيط كفير يابوس.
ولفتت مصادر عسكرية إلى أن العملية مستمرة منذ أيام، بهدف إبعاد المسلحين إلى أبعد مسافة ممكنة عن طريق بيروت ــ دمشق الواقعة جنوبي منطقة القتال، والتي حاول تنظيما «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» الاقتراب منها الأسبوع الماضي من خلال السيطرة على بلدتي يابوس وكفير يابوس، قبل أن يسارع الجيش إلى طرد المسلحين منهما وملاحقتهم باتجاه الشمال. وليل أمس، استهدف الجيش بصاروخ موجّه شاحنة محملة بالذخيرة والمقاتلين في وادي شحراية المطل على الزبداني، ما أدى إلى تفجير حمولتها ومقتل من كانوا على متنها.
إلى ذلك، أفاد مصدر ميداني من داخل مخيم اليرموك، جنوبي دمشق، عن «انفجار سيارة مفخخة وسط مجموعة تابعة لجبهة النصرة في اليرموك، ما أسفر عن مقتل وجرح العديد من أفرادها». وغير بعيد عن اليرموك، اعترفت صفحات المعارضة باختراق الجيش لتحصينات المسلحين في محيط حي التضامن وتنفيذ عملية أمنية وتفجير عبوات ناسفة في مقار للمسلحين، ما أدى إلى مقاتل وجرح عدد منهم وفقدان الاتصال بـ7 آخرين. وبالتوازي، أفادت مصادر معارضة عن قيام مسلّحي «جيش الإسلام» في الغوطة الشرقية باغتيال مسؤول الاغتيالات في «داعش»، جهاد الخولي، إضافة إلى شخص آخر يدعى أبو أيهم، الملقب بـ«قناص الصحوات». ولفتت المصادر إلى أن هذين الشخصين كانا من المطلوبين لـ«جيش الإسلام» الذي يتهمهما باغتيال أحد قادته.
وفي درعا (جنوباً)، وبعدما تمكّن الجيش أول من أمس من استعادة السيطرة على نقطتي معمل الأوكسجين والمعصرة، شمالي بلدة الشيخ مسكين، ذكرت مصادر معارضة أن الجيش «يستعد لعمل عسكري كبير في المناطق الشرقية الجنوبية والغربية من المحافظة». وبحسب المصادر، استقدم الجيش «تعزيزات جديدة للعديد من المواقع العسكرية، بينها اللواء 15 قرب مدينة إنخل، اللواء 43 شرقي مدينة الصنمين، حاجز الـ 400 على طريق الصنمين ــ قيطة، وتلال بلدة محجة، وبلدة القنية والقاعدة الصاروخية المحاذية لها، إضافة إلى نصب كمائن وحواجز ضمن محيط المدينة». في هذا الوقت، أكد مصدر ميداني أن الاشتباكات في بصرى الشام أسفرت عن مقتل 7 مسلّحين، أحدهم أردني الجنسية، بينما تناقلت صفحات المعارضة على التواصل الاجتماعي نبأ مقتل زعيم مجموعة تابعة لـ«حركة المثنى»، يدعى باسل الزعبي، الذي قضى متأثراً بجراحه في أحد المشافي الأردنية المحاذية للحدود.
وفي ريف حمص الشرقي، أحكم الجيش سيطرته على بلدتي خطاب والمشيرفة بعد طرده المسلحين منهما، ثم صد هجوماً مضاداً لهم على البلدتين. كذلك دارت اشتباكات بين الجيش ومسلحي تنظيم «داعش» في محيط حقل الشاعر».
أما في الحسكة، فقد سيطر الجيش على 3 قرى في الريف الجنوبي للمحافظة، وهي الرد الشرقي والسعيد والداوودية، إضافة إلى العديد من المزارع والبيوت المجاورة لها، كما سيطر على نقطة مجاورة لقرية الوطواطية التي تطل على فوج الميلبية، وبذلك يكون الجيش قد أحكم طوقاً حول فوج الميلبية. كذلك صدّت «وحدات الحماية» الكردية هجمات لمسلحي «داعش» في أكثر من محور قتال في ريف الحسكة. وفي دير الزور، شن الجيش هجوماً كبيراً على مواقع كان يحتلها تنظيم «داعش» في حويجة المريعية (شرقي مدينة دير الزور)، فدمّر أكثر من 17 عربة وقتل أكثر من 50 مقاتلاً من التنظيم. كذلك صدّ الجيش هجومين كبيرين شنهما «داعش» على مواقع للجيش في حوجة الصكر وجبل الثردة، ما ادى إلى تراجع مقاتلي التنظيم، ليوسّع الجيش منطقة الأمان في محيط مطار دير الزور العسكري.
ليث الخطيب
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد