واشنطن تجاهر بفشلها سوريّاً: لقاءات عسكرية مع الروس للتنسيق
أقر الجيش الأميركي، أمس، بفشل استراتيجيته التي وضع لها البيت الأبيض 500 مليون دولار، وتهدف إلى تدريب الآلاف من المقاتلين السوريين «المعتدلين»، كاشفاً عن أن أربعة أو خمسة فقط هم من الذين دربهم يشاركون في قتال تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام»-»داعش» في سوريا.
وكرر وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن من شأن «الدعم المستمر» الذي تقدمه روسيا لدمشق أن يؤدي إلى تصعيد النزاع في سوريا، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية تدرس اقتراحاً روسياً لعقد اجتماعات بين عسكريين لفهم النيات الروسية من أجل تجنب أي تقدير خاطئ.
في هذا الوقت، أعلن مصدر رسمي سوري، لوكالة «فرانس برس»، أن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا سيصل دمشق اليوم للقاء وزير الخارجية وليد المعلم، موضحاً أن «سوريا تنتظر أجوبته عن أسئلة طرحتها حول خطته» للسلام، مضيفاً أن دمشق تريد أن تشكل «مكافحة الإرهاب» أولوية في العملية السياسية.
وأعلن قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط الجنرال لويد أوستن أن «أربعة أو خمسة» سوريين فقط دربتهم الولايات المتحدة وجهزتهم، يقاتلون على الأرض ضد «داعش».
وأقر أوستن، في شهادة أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ، أن «عدداً صغيراً» فقط من 54 مقاتلاً دربتهم الولايات المتحدة وهاجمتهم «جبهة النصرة»، فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، فور دخولهم إلى سوريا، يقاتلون اليوم على الأرض.
وكانت الولايات المتحدة قد باشرت الربيع الماضي تدريب وتجهيز مقاتلين سوريين تعتبرهم «معتدلين»، بعد انتقائهم بعناية، للمشاركة في قتال «داعش»، إلا أن البرنامج الذي خصص له الكونغرس 500 مليون دولار لم يتمكن من الإقلاع: فقط 54 شخصاً تم تدريبهم حتى الآن مع أن الهدف كان تدريب خمسة آلاف سنوياً.
وأعلن أوستن أنه بالوتيرة الحالية فإن أهداف التدريب الأولى لن تتحقق. وأقر بأن الجيش الأميركي يجري مراجعة واسعة لبرنامج التدريب، معتبراً أن عدد المقاتلين السوريين سيزيد مع مرور الوقت.
وعن عدد المقاتلين الذين لا يزالون موجودين في سوريا، قال أوستن «إنه عدد صغير. بالنسبة للموجودين في المعركة، فإننا نتحدث عن أربعة أو خمسة».
وقال السناتور الجمهوري جيف سيشنس «انه فشل كامل»، فيما اعتبرت السناتور الجمهورية كيلي ايوت أن الأمر لا يعدو كونه «مزاحاً». وأبلغت وكيلة وزير الدفاع للشؤون السياسية كريستين ورمث اللجنة بأنه يجري حالياً تدريب ما بين 100 و120 مقاتلاً سورياً فقط.
واعتبر كيري، في مؤتمر صحافي في واشنطن بعد يوم من اتصاله بنظيره الروسي سيرغي لافروف، أن من شأن «الدعم المستمر» الذي تقدمه روسيا لدمشق أن يؤدي إلى تصعيد النزاع في سوريا. وقال «لقد أوضحت له أن مواصلة الدعم الروسي للأسد سيؤدي إلى تصعيد النزاع ويقوض هدفنا المشترك في محاربة المتشددين، إذا لم نواصل التركيز على ضرورة إيجاد حل سياسي». وأعلن أن الولايات المتحدة تسعى إلى «حل سياسي» في سوريا، وتؤيد اضطلاع موسكو «بدور بناء» في هذا المجال.
وأشار إلى أن روسيا اقترحت عقد محادثات عسكرية مع الولايات المتحدة بشأن سوريا، وأن واشنطن تبحث الخطوات المقبلة، موضحاً أنه يجري مناقشات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بشأن الاقتراح. وقال «اقترح الروس أن نجري محادثات عسكرية، كي نبحث على وجه التحديد ما سيتم القيام به لنزع فتيل الصراع في ما يتعلق بأي أخطار محتملة قد تنشأ وللتوصل إلى تفاهم كامل وواضح بخصوص الطريق الذي سنسلكه قدماً».
وأعلن أن الإدارة الأميركية تدرس الاقتراح بجدية لفهم النيات الروسية من أجل تجنب أي تقدير خاطئ، مشيراً إلى أن لافروف أبلغه أن موسكو مهتمة فقط بمواجهة تهديدات «داعش».
موسكو
ووصفت موسكو بـ «المتواضعة جداً» النتائج التي حققها حتى الآن الائتلاف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الذي يشن غارات على «داعش» في سوريا والعراق، واعتبرت أن هذه الضربات الجوية تزيد عدد مناصري التنظيم.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، «للأسف إن نجاحات الائتلاف في هذه المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية تبدو متواضعة جدا». وأضافت ان «الضربات الجوية لم توقف الإرهابيين. من جهة ثانية، فإن الاستياء المتزايد من هذه الضربات، التي أوقعت ضحايا مدنيين أيضاً، تسببت بزيادة عدد السكان الذين يدعمون المتطرفين وباتوا مستعدين للانضمام إلى صفوفهم».
وانتقدت الخارجية الروسية دول الائتلاف التي تواصل «تقديم دعم مادي وبالسلاح لمجموعات معادية للحكومة تواجه الجيش السوري، الذي هو القوة الأساسية التي تواجه تنظيم الدولة الإسلامية». ودعت إلى «تعزيز فعلي للجهود» لمواجهة «داعش».
وأعلن النائب الأول لرئيس الأركان الروسي نيكولاي بوجدانوفسكي أن موسكو لا تخطط في الوقت الحالي لبناء قاعدة جوية في سوريا. وقال «حتى اليوم لا توجد مثل هذه الخطة. لكن أي شيء يمكن أن يحدث».
ونفى الكرملين تصريحات أدلى بها الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري لصحيفة «الغارديان» البريطانية، ومفادها أن المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عرض في العام 2012 تنحي الرئيس السوري بشار الأسد في إطار خطة لتسوية النزاع في سوريا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف «لا يسعني إلا أن أكرر مجددا أن روسيا لا تتورط في تغيير الأنظمة. فاقتراح أن يتخلى أحدهم عن منصبه، بغض النظر عما إذا كان ذلك بطريقة لائقة أم لا، هو أمر لم تفعله روسيا مطلقاً». وأضاف «لقد كررت روسيا مراراً، وعلى مختلف المستويات، أن الشعب السوري وحده يقرر مستقبله، وعبر انتخابات ديموقراطية فقط».
وفي طهران، نفی نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني العميد حسين سلامي «وجود قوات الحرس بصورة مباشرة فی سوریا»، موضحاً أنهم يقدمون استشارات للسلطات السورية فقط.
وكالات
إضافة تعليق جديد