هنية يجدد التزامه بحكومة الوحدة والرباعية تجتمع قريبا
جدد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية التزامه الكامل بتشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني، داعيا إلى مصالحة وطنية شاملة والعودة للحوار.
وفي كلمة له أمام وجهاء وأعيان قطاع غزة مساء الأربعاء قال هنية "نحن مستعدون للمرونة في المواقع، ولكن البرنامج السياسي يجب ألا يتخلى عن الثوابت الوطنية". ودعا إلى ترسيخ ثقافة الوئام والتسامح والعفو بعيدا عن ثقافة الثأر والانتقام.
وحذر هنية مما وصفها بخطة "أميركية صهيونية" تهدف إلى إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بين أبناء الشعب الفلسطيني، لمنع قيام حكومة وحدة، وضرب المشروع الوطني بأكمله.
وأشار إلى أن هذا بات واضحا أثناء زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الأخيرة "لذلك هم يتحدثون عن دولة ذات حدود مؤقتة، بحيث يكون جدار الفصل العنصري هو الحدود النهائية للدولة الفلسطينية".
ولمواجهة هذا المخطط دعا هنية إلى إنهاء الاحتقان الداخلي والتوترات وإنهاء الصراع الفلسطيني بكافة أشكاله.
وتأتي تصريحات هنية بعدما أعلن مسؤول فلسطيني كبير أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لن يلتقي رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل خلال الزيارة التي سيقوم بها إلى دمشق السبت المقبل وتستمر يومين.
وأوضح المصدر -الذي طلب عدم كشف هويته- أن اللقاء ألغي بعد الفشل الكامل لمهمة الوساطة لعقد اللقاء، مشيرا إلى أن عضو المجلس التشريعي الفلسطيني زياد أبو عمرو ومحمد رشيد المستشار السابق للرئيس الراحل ياسر عرفات هما اللذان قاما بمهمة الوساطة.
من جانبه شدد نبيل عمرو مستشار الرئيس الفلسطيني على أن قرار الذهاب إلى الانتخابات المبكرة هو قرار سياسي لا رجعة عنه، مشيرا إلى أن الترتيبات بهذا الشأن ستقوم بها لجنة الانتخابات وفق المرسوم الرئاسي المتعلق بها، والمتوقع أن يصدر حال فشلت مباحثات الحوار الوطني في التوصل لصيغة تقضي بتشكيل حكومة وحدة تضمن رفع الحصار.
وفي التطورات السياسية أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس والرئاسة الألمانية للاتحاد الأوروبي في برلين عقد اجتماع للجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط في واشنطن مطلع فبراير/شباط المقبل، تمهيدا للقاء ثلاثي يجمع الرئيس الفلسطيني ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ورايس.
وجددت رايس في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الألماني فرانك شتاينماير أمس دعم واشنطن للحل القائم على دولتين فلسطينية وإسرائيلية.
وأعربت عن أملها في عقد اللقاء الثلاثي الذي سيجمعها مع عباس وأولمرت قريبا، لكنها أوضحت أن التحضير لهذا اللقاء سيستغرق بعض الوقت وربما بضعة أسابيع، مشيرة إلى أن اجتماع الرباعية سيسبقه.
من جانبه أعرب شتاينماير عن اعتقاده بأن خارطة الطريق المتوقفة التي صاغتها اللجنة الرباعية عام 2003 بهدف إقامة دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب مع إسرائيل، تظل أفضل خيار من أجل تحقيق التقدم.
وكان آخر اجتماع للجنة الرباعية -التي تضم الولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي- عقد في سبتمبر/أيلول العام الماضي.
وتأتي زيارة رايس إلى برلين في ختام جولة شرق أوسطية وخليجية استمرت خمسة أيام. وذكرت مصادر مقربة من رايس أنها تود تشكيل "لجنة رباعية عربية" تضم مصر والأردن والسعودية والإمارات تنضم إلى عملية تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
وفيما يحتدم الصراع والجدل بين حركتي حماس والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها.
فقد كشف تقرير صادر عن مركز المعلومات الفلسطيني الحكومي ارتكاب قوات الاحتلال 1203 انتهاكات بحق الشعب الفلسطيني خلال أسبوع واحد، وذلك منذ التاسع وحتى الخامس عشر من الشهر الجاري سقط خلالها شهيدان وأصيب 46 آخرون واعتقل 146 مواطنا.
وأوضح المركز أن هذه الانتهاكات تضمنت إطلاق نار وقصف أحياء سكنية، واقتحامات متكررة للمدن والبلدات الفلسطينية، وإقامة حواجز عسكرية على الطرق، وإغلاقات متكررة، ومصادرة أراض.
وفي تطور متصل قال مصدر فلسطيني رسمي أمس إن سلطات الاحتلال رفضت إعادة تشغيل معبر رفح الحدودي بصورة مؤقتة لإنهاء مأساة المسافرين العالقين على جانبي الحدود بين قطاع غزة ومصر، وذلك على الرغم من النداءات التي وجهتها إدارة المعابر والحدود عبر بعثة المراقبين الأوروبيين.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد