أنقرة تعرض «تحرير» الرقة... مقابل «منطقتها الآمنة»
تعود أنقرة من جديد إلى محاولة استمالة حليفتها واشنطن وعرض خدماتها العسكرية كبديل من «قوات سوريا الديموقراطية» التي تخوض معركة لـ«تحرير» الرقة، بدعم أميركي.
الخطة التركية التي أعلنها وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، تتضمن تنفيذ «عملية مشتركة ضد الجهاديين» من دون مشاركة القوات الكردية. وتعتمد على تدعيم «القوات السورية العربية المعارضة» بقوات خاصة من تركيا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، في تحالف، رأى جاويش أوغلو أنه يستطيع بسهولة السيطرة على الرقة. كذلك، أوضح الأخير أن الحديث مع الأميركيين يتركز على «إغلاق جيب منبج في أقرب وقت ممكن... وفتح جبهة ثانية»، معرباً عن أسفه للتأخير في تسليم الولايات المتحدة منصات صواريخ خفيفة لبلاده، لنشرها على الحدود. ووصف الدعم الأميركي لـ«وحدات حماية الشعب» الكردية بأنه «خطير جداً».
بدوره، أشار المتحدث باسم الحكومة التركية، نعمان كورتولموس، إلى أن أولوية بلاده هي «حماية المنطقة الممتدة بين بلدتي مارع وجرابلس»، مؤكداً عقب اجتماع للحكومة أن بلاده «مصممة على القيام بكل ما يلزم لحماية هذا الخط من الجماعات الإرهابية». وفي السياق، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، أن اقتراح أنقرة «ليس له أي أسس قانونية»، وستمثل العملية تدخلاً في شؤون دولة ذات سيادة. وعلى صعيد آخر، رأى بوغدانوف أنّ استقالة كبير مفاوضي «الهيئة العليا للمفاوضات» وممثل «جيش الإسلام» محمد علوش، ستؤثر بشكل إيجابي على مباحثات جنيف. وقال في مؤتمر صحافي إن «هؤلاء الأشخاص كانوا يتخذون موقفاً غير بنّاء على الإطلاق». إلى ذلك، قال المتحدث باسم «الهيئة»، سالم المسلط، إنّ «الهيئة» ستجتمع خلال العشرة أيام المقبلة، لتحديد من سيمثلها في الجولة المقبلة من المباحثات بعد استقالة علوش. ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر مطلع على اجتماعات عقدتها «الهيئة» في السعودية، الأسبوع الماضي، قوله إن تلك الاجتماعات بحثت تغيير علوش ورئيس الوفد، أسعد الزعبي، مضيفاً أن التغيير يأتي من ضرورة أن يكون من يشغل المنصبين من المتخصصين، بمعنى إرسال أشخاص لهم خبرة في الدبلوماسية والقانون الدولي. وكان علوش قد أوضح في مقابلة مع قناة «العربية ــ الحدث» أن استقالته «لا تعني انسحاب المعارضة من المفاوضات»، مضيفاً أن منسق «الهيئة»، رياض حجاب، أبلغه أن «قرار الاستقالة لم يتم البت فيه». كذلك نقلت القناة «تأكيدات» رئيس وفد «الهيئة» المفاوض أسعد الزعبي، عزمه على الاستقالة من الوفد في حال استقال علوش.
ويأتي ترحيب موسكو باستقالة علوش بعد أيام على إعلان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، استمرار الخلاف مع روسيا حول عدد من النقاط، بينها تشكيلة الوفد المعارض، خصوصاً أن الجانب الروسي اعترض مرات عديدة على تمثيل «جيش الإسلام» في وفد الرياض، وطالب بضمّه و«حركة أحرار الشام» إلى قائمة التنظيمات المصنفة إرهابية دولياً.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد