اليمن: واشنطن توسّع مهمة قواتها الخاصة و«الحوثيون» وأنصار هادي يفرجان عن 470 أسيراً
في الوقت الذي يسيطر فيه الجمود على مفاوضات السلام اليمنية المنعقدة في الكويت منذ نيسان الماضي، وعدم تمكن المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ احمد من رعاية عملية تبادل لنصف الأسرى المحتجزين لدى طرفي الصراع قبل شهر رمضان، أعلنت جماعة «أنصار الله»، أمس، الافراج بشكل أحادي عن 276 محتجزاً لديها من الموالين لـ«الرئيس» المنفي عبد ربه منصور هادي، وذلك غداة عملية تبادل للأسرى بين الطرفين جرت السبت في محافظة تعز.
واعتبر المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام على صفحته على موقع «فايسبوك» أن عمليتي الإفراج والتبادل تعكس «الواقع» ان وفد الرياض «لا يملك من أمره شيئاً، فبعد أكثر من شهر منذ تشكيل لجنة الاسرى والمعتقلين، لم يستطع تقديم اي خطوة عملية في هذا الشأن، ولا زال يماطل ويضع العراقيل دون تنفيذ أي تقدم يذكر، وهو ما يؤكد صوابية التواصل المباشر مع الميدانيين في كثير من الخطوات اللازمة».
في هذه الأثناء، ذكر مسؤولون أميركيون لصحيفة «واشنطن بوست» أن واشنطن قررت تمديد وجود قوات خاصة لها في اليمن، وتحديداً في مدينة المكلا، لمساندة القوات الإماراتية في عملية ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة» في هذا البلد.
وكانت الولايات المتحدة قد أكدت نشر قوات خاصة لها في اليمن في نيسان الماضي لفترة محدودة. وبحسب المسؤولين الأميركيين، فإن التمديد لفترة غير محددة هدفه إعادة تفعيل المهمة الأميركية في اليمن لمكافحة الإرهاب، بعدما كانت واشنطن قد سحبت جميع قواتها من هذا البلد مع بداية الحرب السعودية عليه في آذار 2015.
وذكرت الصحيفة أن البنتاغون نشر مؤخراً ايضاً فريق عمليات خاصة آخر في اليمن يعمل على مهمة أخرى، ألا وهي تقييم الوضع الأمني والبحث عن عناصر محلية تتعاون معهم في المستقبل.
وكانت أبو ظبي، التي طلبت المساعدة الاميركية في نيسان الماضي ما مكّن من طرد «القاعدة» من المكلا في محافظة حضرموت، قد أعلنت الأسبوع الماضي ان مهمتها في اليمن «انتهت عملياً»، ولكنها عادت وتراجعت عن هذا الإعلان.
وقال سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة إن «القوات الإماراتية تعمل مع السعوديين واليمنيين في اليمن لملاحقة عناصر القاعدة». وأضاف أعتقد أن «المهمة ستكون طويلة الأمد. إن الأولويات العسكرية تبدلت من محاربة الحوثيين المدعومين من إيران إلى محاربة القاعدة»، مشيداً بأهمية المساندة الأميركية لجهود بلاده.
إلى ذلك، ذكرت وكالة «سبأ» التابعة للحوثيين أنه «تم الافراج عن 200 من المغرر بهم ممن تعاونوا مع قوى العدوان»، في اشارة الى حكومة هادي. وتم الافراج عن هؤلاء في مدينة رداع في محافظة البيضاء وسط البلاد.
وكانت الوكالة تحدثت السبت عن الافراج عن 76 محتجزا في محافظة ذمار المجاورة للبيضاء، ممن تم «ضبطهم خلال الاشهر الماضية اثناء توجههم الى صفوف مرتزقة العدوان»، موضحة أن الخطوة «هي بادرة حسن نية» تزامناً مع شهر رمضان.
ويأتي الافراج عن هؤلاء غداة تبادل 194 محتجزاً بين قوات هادي من جهة، و «أنصار الله» وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح من جهة اخرى، في مدينة تعز جنوب غربي البلاد.
واكد مسؤولون محليون أن عمليات الافراج هذه غير مرتبطة بمشاورات السلام المستمرة بين طرفي النزاع في الكويت منذ 21 نيسان الماضي.
وكان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد قد حاول اقناع طرفي النزاع بالإفراج عن نصف المحتجزين لديهما قبل بداية رمضان. وعلى رغم توصل الطرفين الى اتفاق مبدئي حول ذلك، الا انه لم يجد سبيله الى التطبيق على الارض.
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد