«البشمركة» تسترد بعشيقة .. و«تطهّر» في كركوك!
بعد حصار امتد لبضعة أيام، سيطرت قوات «البشمركة» الكردية، أمس، على ناحية بعشيقة شمال الموصل بالكامل، إثر هجوم أطلقته من ثلاث جبهات، تم التمهيد له بقصف مدفعي وجوي استهدف مراكز انتشار مسلحي تنظيم «داعش». وفي وقت تم تحرير أربعة آلاف شخص كان الإرهابيون قد اختطفوهم ليستخدموهم دروعاً بشرية في ناحية حمام العليل، عثرت الشرطة العراقية على مقبرة جماعية غرب الناحية تضم نحو مئة جثة مقطوعة الرأس.
وقال قائد قوات «البشمركة» في محور بعشيقة، اللواء بهرام ياسين في بيان، إن القوات «بدأت هجوماً برياً واسع النطاق من ثلاث جبهات لتطهير بلدة بعشيقة من إرهابيي داعش»، موضحاً أن «المسلحين الذين كانوا في القرى فرّوا إلى داخل بعشيقة، ولا منفذ ليهربوا منه، فإما أن يستسلموا جميعاً، أو أن يُقتلوا».
ونقلت قناة «السومرية نيوز» عن مصدر في قوات «البشمركة» قوله، إن السيطرة على ناحية بعشيقة تمت بالكامل، مشيراً إلى أن «قوات البشمركة موجودة في جميع أحياء بعشيقة».
وأضاف المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن «هذه القوات تستعد لعمليات تفتيشية في أرجاء المدينة».
من جهته، أكّد قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله أنّ «البشمركة» حررت أحياء الانتصار والعسكري وبحزانية القديمة ورأس العين في ناحية بعشيقة.
وبحسب مصادر كردية، فإن العملية بدأت باستخدام الأسلحة الثقيلة، سبقها قيام مقاتلات «التحالف الدولي» بشن سلسلة من الغارات على مواقع «داعش» في بعشيقة منذ ليل أمس الأول، وقام التنظيم بحرق الإطارات والنفط لحجب الرؤية عن الطائرات سعياً لتجنيب مواقعه وآلياته وعناصره القصف الجوي.
وفي الأحياء الشمالية للموصل، قال قائد محور الشمال الفريق الركن علي الفريجي، إن القوات العراقية توغلت في وسط منطقة السادة بعويزة حيث تخوض حرب شوارع مع تنظيم داعش وقتلت انتحاريا ودمرت مركبتين مفخختين.
وفي المحور الجنوبي، أكد العقيد أحمد الجبوري أن القوات العراقية، بعد سيطرتها الكاملة على ناحية حمام العليل وتطهيرها من بقايا «داعش»، باتت على مسافة نحو 14 كيلومتراً من مطار الموصل الذي دمره الإرهابيون بالكامل.
وقال إن «آخر قرية محررة في ناحية حمام العليل هي قرية الزفتية التي تبعد عن مطار الموصل هذه المسافة»، موضحاً أنه «إذا ما تقدمت القوات العراقية عبر الطريق القديم ما بين حمام العليل والموصل، فسنصل حينها الى قرية البوسيف المرتفعة والمطلة على المطار، حيث إنه لا تفصل القرية عن المطار إلا مسافة كيلومتر واحد».
إلى ذلك، تمكنت القوات العراقية من تحرير أربعة آلاف شخص من سكان قرى ناحية حمام العليل كان «داعش» يستخدمهم دروعاً بشرية. وقال الضابط في الشرطة الاتحادية الرائد تحسين العزاوي، إن «التنظيم هجّر هذه العائلات من قرى الحود وتلول ناصر وارفيله، وقرى أخرى، تتبع لناحيتي القيارة والشورة جنوب الموصل قبل استعادتها من داعش».
بدورها، ذكرت خلية الإعلام الحربي أنه عُثر على 100 جثة مقطوعة الرأس داخل كلية الزراعة في ناحية حمام العليل، مبينةً أنه سيتم إرسال فرق تخصصية للكشف عن هذه «الجريمة النكراء».
ونشرت الشرطة العراقية مجموعة صور تظهر عناصر أمن وأشخاصا آخرين بملابس مدنية في منطقة مفتوحة غير مستوية مليئة بالقمامة.
من جهة ثانية، اتهمت منظمة «العفو الدولية» السلطات الكردية في كركوك بشن موجة جديدة من عمليات التهجير القسري للسكان العرب في المدينة التي لم يتم تسوية وضعها الإداري نهائيا منذ سقوط نظام صدام حسين.
وذكرت المنظمة في تقرير أن سلسلة من عمليات هدم المنازل، التي اضطر بسببها مئات المواطنين العرب للهروب من كركوك، جاءت رداً على الهجوم الدموي الذي شنه تنظيم «داعش» الإرهابي على المدينة يوم 21 تشرين الأول الماضي.
وأضاف أن قوات «البشمركة» و«الأسايش» قامت بتهجير 190 عائلة على الأقل من قريتي قوطان وقوشقاية، في قضاء الدبس التابع لمحافظة كركوك، لافتة إلى أن الهدم المتعمد للمنازل من دون وجود ضرورة عسكرية يعد جريمة حرب، مثل تهجير المدنيين، باستثناء حالات تستوجب إجلاءهم لضمان أمنهم.
إلى ذلك، توجهت حكومة إقليم كردستان العراق بطلب إلى روسيا للحصول على مساعدات عسكرية وإنسانية.
ونقلت صحيفة «ازفيستيا» الروسية عن مسؤول العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان فلاح مصطفى باكير، أنه طلب خلال لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في الأول من تشرين الثاني الحالي، مساعدات عسكرية وإنسانية للإقليم، مشدداً على أن مسألة مكافحة الإرهاب تمثل مسألة ذات أولوية.
(«السومرية نيوز»، «روسيا اليوم»، «الأناضول»، أ ف ب، رويترز)
إضافة تعليق جديد