ترامب يحيي «المحافظين الجدد» جون بولتون للخارجية؟
التقى الرئيس الأميركي باراك أوباما بالرئيس المنتخب دونالد ترامب، في مناسبة وصفها بيان البيت الأبيض بـ"الأقل إحراجاً" ممّا توقعه البعض. وبعد عام ونصف عام على الانتقادات المتبادلة بين الطرفين، استقبل أوباما ترامب في البيت الأبيض، حيث بحثا العديد من القضايا على مدى 90 دقيقة.
وبعد اللقاء، أعلن أوباما أنه أجرى "محادثات ممتازة" مع ترامب، متعهّداً بـ"بذل كل ما في وسعه" لمساعدته على النجاح، فردّ الأخير بالقول إنه يتطلع "بفارغ الصبر" إلى العمل معه. وقال أوباما الذي جلس إلى جوار الملياردير: "نريد أن نبذل كل ما في وسعنا لمساعدتك على النجاح"، موضحاً أن المحادثات شملت "السياسة الخارجية والسياسة الداخلية"، ومشدداً على استعداده للقيام بعملية انتقال بأكبر قدر من الكفاءة. وأكد أوباما أنه "مهما كانت توجهاتنا السياسية وأحزابنا، أعتقد أن من المهم الآن أن نجتمع للعمل معاً".
من جهته، صرّح ترامب بأنه يتطلع "بفارغ الصبر" إلى العمل مع الرئيس الديموقراطي والاستماع إلى "نصائحه". وقال: "أكنّ له احتراماً كبيراً". وتابع: "سيدي الرئيس، إنه لشرف عظيم أن أكون معكم، أتطلّع بفارغ الصبر إلى رؤيتكم في مناسبات عديدة".
في غضون ذلك، بدأت بعض المواقع الأميركية تتداول أسماء أعضاء حكومة ترامب المرتقبة، استناداً إلى المشاورات التي يقوم بها فريقه الانتقالي.
وفي السياق، أفاد موقع "ذا هيل" بأن من الأسماء المطروحة لشغل منصب وزير الخارجية، السفير الأميركي الأسبق لدى الأمم المتحدة جون بولتون، الذي كان وما زال من أبرز المعارضين للاتفاق النووي مع إيران، وكان قد وصفه بأنه "أسوأ عمل للتهدئة في التاريخ الأميركي". وكان ترامب قد أشار في شهر آب الماضي إلى إمكان اختيار بولتون كوزير للخارجية، وهو يعدّ قريباً من "المحافظين الجدد"، ولم يكن من بين داعمي هيلاري كلينتون. وفي شهر تشرين الثاني من العام الماضي، كان بولتون قد كتب مقالة في "نيويورك تايمز"، انتقد فيها "الاستراتيجية الأميركية في الشرق الأوسط"، معتبراً أنّه "بهدف إلحاق الهزيمة بتنظيم داعش، يجب إقامة دولة سنيّة مستقلة تمتد بين شمال سوريا وغرب العراق". ومن المعروف عنه أنه كان من مهندسي الأزمة السياسية في لبنان عقب اغتيال الرئيس رفيق الحريري وخروج الجيش السوري، وكان "التحالف الأميركي اللبناني" قد قدّم له "درع ثورة الأرز" في أيار 2006.
كذلك، يُطرح اسم رئيس مجلس النواب الأسبق نيوت غينغريش، الذي ترشح في الانتخابات الرئاسية في عام 2012. ويُعرف غينغريش بآرائه المثيرة للجدل، ومنها ما كان قد صرّح به، في عام 2011، عن أن "الفلسطينيين هم شعب مُخترَع". أيضاً من الأسماء المطروحة لشغل منصب وزير الخارجية، السيناتور الجمهوري بوب كوركر، الذي كان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، والذي يعدّ مشروع قرار عقوبات جديد ضد إيران.
ولفت الموقع إلى أن اللائحة التي وُضعت تتضمن 41 اسماً لشغل 14 منصباً في الوزارات المختلفة، إلا أن هذه اللائحة ليست نهائية، ويمكن أن تخضع لتعديلات.
وأشار "ذا هيل"، نقلاً عن موقع "بازفيد"، إلى أسماء أخرى مطروحة لشغل مناصب مختلفة في حكومة ترامب، ومنها المرشحان الجمهوريان خلال الانتخابات التمهيدية، بن كارسون ومايك هوكابي. أما الأشخاص المطروحون لترؤس وزارة العدل، فهم حاكم نيوجرسي كريس كريستي، والسيناتور عن ألاباما، جيبف سيسونس، ورودي غولياني.
وفي السياق، لفت الموقع إلى أن كريستي وهوكابي طُرحا لإدارة وزارة التجارة، فيما اقتُرح اسم كريستي أيضاً لشغل منصب وزير الأمن الداخلي. إلا أن المفاجأة كانت ظهور اسم حاكمة ألاسكا السابقة سارة بالين، المرشحة السابقة لانتخابات نائب الرئيس في عام 2008. وقد طُرح اسم بالين لشغل منصب وزيرة الداخلية.
إلى ذلك، استمرت التظاهرات لليوم الثاني في مدن عدة، احتجاجاً على فوز ترامب. وانطلقت احتجاجات حاشدة في شوارع نيويورك وفيلادلفيا وشيكاغو وبوسطن وسياتل وبورتلاند وسان فرانسيسكو وواشنطن، حيث ردّد المتظاهرون هتاف "ليس رئيسي"، وهي عبارة جرى تداولها عن نحو واسع النطاق عبر موقع "تويتر"، إضافة إلى عبارة "الحب وليس الكراهية".
وفي نيويورك، نزل آلاف المحتجّين إلى شوارع وسط مانهاتن، وشقّوا طريقهم إلى "برج ترامب"، حيث يعيش الرئيس المنتخب في الجادة الخامسة. وتجمّع مئات آخرون في متنزه في مانهاتن. وذكرت الشرطة أن نحو 6 آلاف شخص عطّلوا حركة المرور في أوكلاند بكاليفورنيا. وألقى المحتجون علباً بلاستيكية على شرطة مكافحة الشغب، وأضرموا النار في القمامة، وسط تقاطع طرق، وأطلقوا الألعاب النارية وحطّموا واجهات متاجر. وقال أحد الشهود إن الشرطة ردّت بإلقاء مواد مسيّلة للدموع على المحتجين.
أما في وسط شيكاغو، فقد تجمع حوالى ألفي شخص خارج برج وفندق ترامب العالمي، وردّدوا عبارات مثل "لا لترامب" و"أميركا لن تكون عنصرية".
(الأخبار)
إضافة تعليق جديد