دي ميستورا في طهران لإنقاذ مسلحي شرقي حلب
طغت التطورات الميدانية في حلب على زيارة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا إلى طهران عقب إعلان مساعده للشؤون الإنسانية يان إيغلاند أن الأمم المتحدة تتواصل مع كافة الأطراف الفاعلة في الشأن السوري من أجل الموافقة على مبادرة أممية جديدة بشأن الأحياء الشرقية في مدينة حلب، بالتزامن مع تأكيد المبعوث الصيني إلى سورية شيه شياو يان أن تباين الأطراف المنخرطة في القتال الدائر في المدينة «معقد للغاية».
وبحث دي مستورا أمس، مع معاون وزير الخارجية الإيراني في الشؤون العربية حسين جابري أنصاري آخر مستجدات الأزمة السورية وأبعاد الحل السياسي لها، وذلك في العاصمة الإيرانية طهران.
وتأتي زيارة دي ميستورا بعد يومين من إعلان مساعده للشؤون الإنسانية، يان إيغلاند أن الأمم المتحدة تتواصل مع كافة الأطراف الفاعلة في الشأن السوري «من أجل الموافقة على مبادرة أممية جديدة بشأن الأحياء الشرقية في مدينة حلب التي تسيطر عليها الميليشيات المسلحة، مع حلول شتاء يتوقع أن يكون قاسياً على ربع مليون شخص محاصرين في تلك الأحياء الذين باتوا يشعرون أن الجيش سيعود مع حلفائه للانقضاض عليهم بعد تطهير الأحياء الغربية؟».
ولفت مراقبون إلى أن الانتصارات التي حققها الجيش العربي السوري هذا الأسبوع بعد الهجمة العدوانية التي شنتها ميليشيات مسلحة بقيادة جبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقاً) هي التي دفعت الأمم المتحدة للبحث عن مبادرة جديدة رغم قرار دمشق وموسكو تعليق الطيران فوق الأحياء الشرقية، في حين أن الأحياء الغربية ورغم كل ما تعرضت له من إرهاب فإنها لم تثر المنظمة الأممية اللهم إلا «الصدمة والفزع» اللذين قال دي ميستورا: إنه شعر بهما دون أن يبذل أي جهد لإيقاف ذلك العدوان» بحسب المراقبين ذاتهم.
وتساءل المراقبون «هل يبحث دي ميستورا اليوم في طهران حل الأزمة السورية أم يبحث هدنة لطالما أعلنت عنها موسكو وامتنع المسلحون عن الالتزام بها أم أنه يحاول إنقاذ هؤلاء المسلحين؟!»
ونقلت وكالة «سبوتنيك» للأنباء أمس، عن مصدر بالخارجية الإيرانية قوله: «وصل السيد دي ميستورا اليوم (أمس) إلى طهران بناء على دعوة من السيد أنصاري وبحث الطرفان آخر التطورات في سورية »، مؤكداً أن «أهم محاور المباحثات تركزت على الحل السياسي والأوضاع الإنسانية في سورية، كما تركزت المباحثات على الأوضاع والتطورات في حلب».
والجدير بالذكر أن الميليشيات المسلحة التي تسيطر على الأحياء الشرقية لمدينة حلب تحاصر المدنيين وتمنعهم من الخروج عبر الممرات الآمنة التي فتحتها قوات الجيش العربي السوري، وذلك لاستخدامهم دروعاً بشرية.
ودعت موسكو مراراً واشنطن لفصل ما تسميها «المعارضة المعتدلة المسلحة» عن التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «جبهة فتح الشام»، إلا أنها لا تزال تماطل بهذا الشأن.
وحسب وكالة «سانا» للأنباء، فإنه من المقرر أن يلتقي دي ميستورا عدداً من المسؤولين الإيرانيين للبحث في سبل إنهاء الأزمة في سورية.
وأول أمس اعتبر المبعوث الصيني للشؤون السورية أن القتال الدائر لاستعادة حلب والرقة معقد للغاية نظرا لتباين الأطراف المنخرطة فيه حيث يقاتل الأكراد في الرقة والجيش السوري في حلب.
وأشار المبعوث الصيني شيه شياو يان في حديث أدلى به لوكالة «شينخوا» الصينية للأنباء نقله الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» إلى أن المعارك الدائرة في المدينتين قد لا تنتهي بين ليلة وضحاها في ضوء وجود عوامل داخلية وخارجية معقدة، أهمها تعدد الجبهات، حيث يحظى الأكراد بدعم واشنطن، بينما يحظى الجيش السوري بدعم موسكو، في إشارة منه إلى ضرورة توحيد الأطراف الداعمة للجهتين أو بالأحرى ضرورة التعاون الروسي الأميركي في المدينتين.
ولفت المبعوث الصيني النظر إلى أن «انخراط قوى مختلفة في الأزمة السورية وسعي كل منها إلى تحقيق مصالحه الخاصة»، يجعل الحسم في الرقة وحلب متعذرا للغاية في الفترة المنظورة على الأقل. واعتبر في هذا الصدد أن دعم الولايات المتحدة للأكراد لاسترداد الرقة من «داعش» يهدف في الأساس إلى إضعاف نفوذه والحد من سطوته، وتساءل «هل لدى الولايات المتحدة القادرة على تحرير الرقة نية حقيقية في دحر (داعش) والقضاء عليه؟»
ولدى الحديث عن سياسات واشنطن المحتملة تجاه منطقة الشرق الأوسط عقب تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب منصب الرئاسة في كانون الثاني المقبل، رجح المبعوث الصيني تراجع الدور الأميركي هناك بعد تسلم ترامب مقاليد الحكم في بلاده، نظرا لأنه سيركز بصورة أكبر على الوضع التجاري والاقتصادي المحلي الأميركي.
وحول مواقف بلاده من القضية السورية، جدد المبعوث الصيني التأكيد أن الصين كانت في طليعة الدول التي دعت إلى حل الأزمة السورية بالسبل السياسية وبذلت قصارى جهدها في هذه الاتجاه، وطرحت مبادرة خاصة للتسوية في هذا البلد تعكس الحكمة الصينية.
وجدد تأكيد تمسك بلاده بدور بناء يدفع بجهود التسوية السورية قدما، والعمل مع المجتمع الدولي على إيجاد حل سياسي للأزمة السورية يستند إلى الحوار الشامل بين جميع الأطراف المعنية.
المصدر: الوطن+ وكالات
إضافة تعليق جديد