ميليشيا «الديمقراطية» تطلق المرحلة الثالثة من «غضب الفرات» وأنقرة ترد باستهداف «الوحدات»
بينما كان الجيش التركي وحلفاؤه من الميليشيات السورية المسلحة ضمن عملية «درع الفرات» يكثفون هجومهم على بلدة بزاعة القريبة من مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، كانت «قوات سورية الديمقراطية» تطلق المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات» من أجل استكمال عزل تنظيم داعش في مدينة الرقة عبر قطع الطريق بين المدينة ومحافظة دير الزور.
ومثلت بلدة بزاعة، عقبة كأداء أمام حملة الجيش التركي وحلفائه من الميليشيات السورية على الباب. ولأكثر من شهر فشلت القوات المهاجمة في تحقيق أي تقدم باتجاه البلدة، لكن تقارير أشارت نهاية الأسبوع الماضي، إلى سيطرة مسلحي «درع الفرات» على بزاعة، قبل أن يتضح عدم صحتها.
وأكد المسؤول الإعلامي في ميليشيا «فيلق الشام» عمر الشمالي أمس، أن الاشتباكات بين الميليشيات المنضوية في «درع الفرات» وداعش، انتقلت إلى داخل بلدة بزاعة. ونقلت وكالة «سمارت» المعارضة عن الشمالي: إن الميليشيات لم تحكم سيطرتها على الأحياء السكنية في البلدة بعد.
وعزت مصادر من الميليشيات المتحالفة مع الجيش التركي، تأخر الحسم في بزاعة إلى كثرة الألغام التي زرعها مسلحو داعش في المنطقة والأنفاق التي حفروها هناك، فضلاً عن ارتفاع عدد القناصين المنتشرين.
وشهدت بزاعة والمناطق المجاورة أول من أمس، موجة نزوح كبيرة على إثر تقدم مسلحي «درع الفرات»، وذلك وسط غياب ملحوظ لعناصر التنظيم. وتمكن المهاجمون من تعزيز حملتهم على بزاعة، بسبب تأمينهم السيطرة النارية على طريق تادف الباب، والتي تحققت من طردهم مسلحي داعش من خمس قرى مجاورة وتلة إستراتيجية، تقع جميعها إلى الشرق من مدينة الباب.
في غضون ذلك، أعلن الجيش التركي أن طائراته قصفت يوم الجمعة 65 هدفًا لداعش في منطقة الباب، وبلدة بزاعة التابعة لها، ما أسفر عن تدمير 3 مقار و65 مبنى، يستخدمها مسلحو التنظيم كملاجئ.
وأكدت رئاسة الأركان العامة التركية أمس تحييد 51 مسلحاً من داعش بينهم 4 أمراء في التنظيم في شمالي سورية، وذلك بسبب غارات جوية واشتباكات. وأشارت في بيان لها إلى «استهداف 200 هدف للتنظيم، بينها مخابئ ومواقع دفاعية ومنشآت قيادة». ونوه البيان، الذي نقلته وكالة «الأناضول» للأنباء إلى أن طائرات تابعة لقوات التحالف الدولي نفذت 8 غارات على مواقع داعش في مدينة الباب، أسفرت عن تدمير موقعين دفاعيين، وسيارة مزودة بسلاح. ولفت إلى أن ميليشيات «الجيش الحر»، واصلت عملياتها شمالي حلب، تحت غطاء ناري بري وجوي تركي.
ومع إطلاق «قوات سورية الديمقراطية» المرحلة الثالثة من «معركة الرقة»، تواردت أنباء عن قصف الجيش التركي مناطق سيطرة القوات قرب مدينة إعزاز، من دون ورود معلومات عن خسائر بشرية. وتسيطر على إعزاز ميليشيات مقربة من تركيا، في حين توجد «وحدات حماية الشعب» الكردية، التي تشكل العمود الفقري لـ«الديمقراطية» في منطقة تل رفعت المجاورة.
ولاحظ البيان الصادر عن «الديمقراطية» والذي أعلن إطلاق المرحلة الثالثة من حملة «غضب الفرات» التي تستهدف طرد مسلحي داعش من مدينة الرقة، أن هذه المرحلة تجري بدعم «متزايد» من قوات «التحالف الدولي» سواء عبر «تأمين التغطية الجوية لتقدم قواتنا أو عبر المساعدة التي تقدمها فرقها الخاصة لقواتنا في أرض المعركة».
وأوضح البيان، حسب وكالة «رويترز» للأنباء، أن «استكمال عملية عزل مدينة الرقة (سيكون) هدفاً أساسياً في هذه المرحلة من حملتنا العسكرية»، وبذلك تقترب معركة تحرير المدينة نفسها. وأوضحت «الديمقراطية» أن هذه المرحلة ستتزامن مع المرحلة الثانية، التي استهدفت طرد تنظيم داعش من غربي محافظة الرقة وصولاً إلى سد الفرات ومدينة الطبقة. وتبدي «الديمقراطية» إشارات على رغبتها في تعاون أميركي روسي يقود إلى تنسيق بين الجيش السوري المنتشر في مدينة دير حافر بريف حلب الجنوبي الشرقي، وقواتها التي تفرض حصاراً على مسلحي داعش المتحصنين في سد الفرات ومدينة الطبقة. ولم توضح «الديمقراطية» ماهية الفصائل المشاركة في العملية الرامية إلى عزل الرقة عن دير الزور. وقال البيان: إن «(الفصائل المشاركة) في هذه المرحلة هي ذات الفصائل التي شاركت في المراحل السابقة، إضافة إلى أعداد كبيرة من شباب المناطق المحررة حديثاً، وفصائل عسكرية تشكلت حديثاً أثناء سير المعارك التي تقودها غرفة عمليات غضب الفرات من أبناء المنطقة بعد أن تم تدريبهم وتسليحهم بمساعدة ودعم من قوات التحالف الدولي لمحاربة داعش»، من دون أن تذكر أسماء هذه الفصائل. وكان مؤسس «تيار الغد السوري» أحمد الجربا قد أعلن عن قرب انضمام «قوات النخبة السورية» التي يقودها إلى حملة التحالف الدولي على الرقة. لكن بيان «الديمقراطية» لم يشر إلى أي دور لهذه القوات. وقللت مصادر معارضة من أهمية قوات النخبة، مؤكدةً أن «وحدات حماية الشعب» قد استبعدتها بالكامل عن المرحلة الجديدة لـ«غضب الفرات».
وقال المتحدث باسم «الديمقراطية» عماد سلو: إن المرحلتين الثانية والثالثة من عملية غضب الفرات ستؤديان إلى عزل مدينة الرقة ومن ثم تحريرها من قبضة داعش. وأشار إلى أن 3 آلاف من بين عشرات الآلاف من المقاتلين الذين سيخوضون المعركة، جرى تدريبهم على يد القوات الأميركية، كما تم تزويدهم بالسلاح والعتاد الخاص للحملة.
ونقلت «رويترز» عن مصدر في «الديمقراطية»: أن عناصر «الديمقراطية» تقدموا حتى الآن بضعة كيلومترات في المرحلة الأخيرة التي تهدف للسيطرة على مناطق تقع إلى الشرق من الرقة بما يشمل الطريق السريع الذي يربطها بمحافظة دير الزور. وقال مصدر عسكري كردي لـ«رويترز» الأسبوع الماضي، أن أهداف هذه المرحلة تشمل السيطرة على الطريق السريع الرئيسي الرابط بين الرقة ودير الزور.
وسبق الإعلان الرسمي عن هذه المرحلة، استهداف طائرات التحالف الدولي جسور مدينة الرقة، ما أدى إلى تدميرها بالكامل، وانقطاع المياه كلياً عن المدينة.
وكالات
إضافة تعليق جديد