بمشاركة أكثر من 84 ألف طالب وطالبة من الصف التاسع.. انطلاق سباق الذكاء الأول
بمشاركة أكثر من 84 الف طالب وطالبة من طلاب التعليم الأساسي “الصف التاسع” أقيم أمس سباق الذكاء الأول الذي نظمته هيئة التميز والإبداع بالتعاون مع وزارة التربية على مستوى سورية في حدث علمي غير مسبوق له أهدافه ورؤيته الاستراتيجية المستقبلية.
وجرى الاختبار على مدى ساعة واحدة بنفس التاريخ والتوقيت وكل طالب في محافظته وتضمن أسئلة مؤتمتة توزعت على 8 صفحات منفصلة عن ورقة الإجابة وتناولت القدرات غير المرتبطة بالتعلم وليس علوما معينة.
وفي تصريح للإعلاميين عقب جولته على الاختبارات في مدرسة ساطع الحصري بدمشق قال وزير التربية الدكتور هزوان الوز “إن تنظيم هذا السباق في الظروف الراهنة يؤكد للعالم أجمع أن الوطن يرعى التفوق وأبناءه المتفوقين ويرى فيهم أساس الانطلاق إلى مستقبل التميز والإبداع” لافتا إلى أن “هذا السباق غير إلزامي وليس له تأثير على شهادة التعليم الأساسي ولا يحتاج إلى تحضير مسبق كما أنه ليس مقياسا لثقافة الطالب أو نجاحه وإنما هو محاولة لتقدير ذكائه وقياس قدراته على المحاكمة المنطقية ومهارات التفكير العليا”.
وأضاف “إن البحث عن الموهوبين والمتميزين على المستوى الوطني لطلاب شهادة التعليم الأساسي يأتي بهدف التواصل معهم وتعريفهم بالمركز الوطني للمتميزين وأهدافه ورؤيته وخلق الحافز الإبداعي لديهم للانضمام إلى هذا المركز حيث ستكون هذه المسابقة من معايير الترشح للانتساب إليه مؤكدا حرص الوزارة على رعاية التفوق والتميز من خلال اكتشاف قدرات الطلاب وتنميتها بالطرق العلمية السليمة وتوجيهها الوجهة الصحيحة.
وأوضح الوزير الوز أن هذا السباق يأتي ضمن خطة عمل الوزارة لتطوير المنظومة التربوية بكل مكوناتها ولا سيما تطوير المناهج التربوية وتطوير أساليب القياس والتقويم باعتبار أن الأساليب التقليدية للتقويم والقياس أصبحت غير مجدية في وقتنا الحالي لتطوير المناهج لذا وضع مركز القياس والتقويم التربوي في الوزارة أشكالا مختلفة لقياس روائز الذكاء المتعددة لدى الطلبة سواء الرياضي أو الاجتماعي أو الموسيقي وهذا السباق يساعد في كشف ميول الطلبة والتلاميذ ومدى استعداداتهم وقدراتهم واكتشاف المتميزين والمتفوقين والموهوبين منهم.
ولفت الوزير الوز إلى أن هذا الاختبار سيصبح تقليدا سنويا خلال المراحل القادمة وسيتم اتباع أشكال مختلفة له بالتنسيق مع هيئة التميز والإبداع بحيث تشكل نتائجه تغذية راجعة للوزارة من أجل تطوير المناهج التربوية في مختلف المراحل الدراسية إضافة إلى إجراء مقارنة مستويات الطلبة لدينا مع طلبة الدول المجاورة لأن الكثير من الدول تتبع مثل هذه الاختبارات مبينا أن أحد أهداف هذا الاختبار هو التركيز على قياس مستويات التفكير العليا التي تعتمد على التحليل والتركيب والابتعاد عن مستويات التفكير الدنيا التي تعتمد على الحفظ وتعريف طلاب التاسع بنماذج الأسئلة المؤتمتة.
وأشار وزير التربية إلى أن مركز القياس والتقويم التربوي لديه حقيبة كاملة من القرارات والاجراءات لتطوير أساليب تقييم الطلاب بشكل مرحلي وسيتم البدء من مرحلة التعليم الأساسي الحلقة الثانية الصفين السابع والثامن وعدم الاعتماد فقط على الامتحان النهائي لصف التاسع وسيكون ذلك قريب جدا.
من جانبه قال رئيس هيئة التميز والإبداع عماد العزب “إن هدف الهيئة البحث عن القدرات الذكائية والعمل على تنميتها الى تميز علمي وتخصصي من خلال المركز الوطني للمتميزين كصرح علمي وطني استراتيجي مهم يحمل مشروعا علميا كبيرا له افاقه الواسعة والكفيلة بصناعة جيل جديد من باحثي ومبتكري وعلماء المستقبل ومن هنا كانت فكرة سباق الذكاء أو بالتسمية الأكاديمية رائز الذكاء”.
وأضاف العزب “إن السباق حدث جديد من نوعه في سورية ويأتي ضمن استراتيجية هيئة التميز والابداع في تعزيز المركز الوطني للمتميزين لكسب أهم القدرات الذكائية على مساحة الوطن وذلك بالتعاون مع وزارة التربية التي كان لها دور من خلال التفاعل الكبير والمهم مع المشروع من الفكرة الى التنفيذ حيث تم التعميم مبكرا على كل مدارس سورية لدعوة كل طلاب وطالبات الصف التاسع في المحافظات للمشاركة في ذلك السباق”.
ونوه العزب بأعداد الطلاب الكبيرة المشاركة في السباق وقال إنها تدل على اهتمام الطلاب وأهلهم بمثل هذه الأنشطة التي تسهم في فتح معارف جديدة أمامهم وتطوير قدراتهم بشكل أكبر مبينا أن السباق خطوة لتحديد مكان الطالب السوري ولو بشكل عام ومعرفة اين هو من باقي الطلاب في الدول الاخرى حيث إن هذه الاختبارات معتمدة في أغلب دول العالم وأكثرها تطورا.
وفي لقاءات مع سانا قالت كل من الطالبتين تاليا حناوي وآية الصغير من مدرسة ساطع الحصري “إنهما شاركتا في السباق لاختبار موهبتهما وذكائهما وتوجيههما في الطريق الصحيح” معتبرتين “أنه تجربة مفيدة وجميلة لا تقتصر على الطلاب المتفوقين وإنما جميع الطلاب” بينما أعربت كل من راما صفاء ميني وزينة عرقاوي عن أملهما في الحصول على درجات مرتفعة في السباق.
وفي السويداء بين مدير التربية بالمحافظة هيثم نعيم أن المديرية عملت على توفير مستلزمات نجاح السباق انطلاقا من أهميته في توفير قاعدة بيانات وتأهيل الطلاب للوجود في مسابقات المتميزين مستقبلا بما يدعم الاستفادة من قدراتهم المتميزة في بناء مستقبل الوطن مشيرا إلى أن أسئلة السباق ركزت على قياس القدرات الذكائية والاعتماد على المحاكاة العقلية والمنطقية ومهارات التفكير دون أن يكون لها علاقة بالتحصيل العلمي.
بدوره أوضح أكرم الوقية مدير مدرسة الشهيد مرسل مسعود أن هذه التجربة الجديدة لاقت استحسانا من قبل الطلاب وشهدت أجواء مريحة وسيتم جمع أوراق الإجابات وارسالها للوزارة مباشرة لتصحح مركزيا.
وأشار الطالبان عصام البدوي وأشرف نمر إلى أن السباق خطوة جيدة وجميلة بالنسبة لهما للتعرف على درجة الذكاء واحتاجت أسئلته للتفكير والتركيز موجهين الشكر للقائمين بتنظيم هذه المبادرة.
وفي القنيطرة بين مدير تربية القنيطرة فوزات الصالح أن أسئلة السباق اشتملت على المناهج اللغوية والرياضيات العقلية والحسابية والهندسة الفراغية لاختبار قدرة الطالب على التحليل والتركيب والتقويم والمقارنة والتركيز والسرعة من خلال الاجابة على خمسين سؤءالا في غضون ستين دقيقة بهدف قياس قدرات الطلاب.
وفي درعا قال مدير التربية بالمحافظة محمد خير العودة الله إن السباق شهد مشاركة كبيرة من الطلاب ما يعكس رغبة الطلاب في المنافسة العلمية وتحقيق طموحاتهم.
وفي حمص أشار مدير التربية بالمحافظة أحمد الإبراهيم إلى أن الاختبار جرى ضمن أجواء مريحة وملائمة للطلاب وكانت جميع مستلزمات الاختبار جاهزة في الوقت المحدد من أوراق الإجابة المؤءتمتة والمراقبين والقاعات الصفية المؤهلة مبينا أن هدف السباق تعريف طلاب الصف التاسع الأساسي على أحد معايير القبول في المركز الوطني للمتميزين وقياس المهارات العقلية وأنواع الذكاء العشر وإبراز مواهب الطلاب وإبداعاتهم.
وفي حماة أوضح مدير التربية يحيى منجد أن المديرية اتخذت كل الاستعدادات والترتيبات لإنجاح السباق والوصول إلى الهدف المنشود منه لافتا إلى أن السباق ليس مقياساً لنجاح الطالب أو لثقافته بل هو محاولة لتقدير درجة ذكائه.
وفي طرطوس بين مدير التربية عبد الكريم حربا أن السباق يأتي في إطار خطة عمل وزارة التربية وبرنامجها التربوي الهادف للنهوض بالعقل الفكري لطلاب التعليم الأساسي للكشف عن الطلاب المتفوقين والموهوبين والمتميزين لافتا إلى أن السباق هو محاولة لتقدير درجة الذكاء وليس مقياساً لنجاح التلميذ.
من جهته قال مدير التربية بمحافظة اللاذقية عبد الحنان صبيح إن هدف السباق الكشف عن مقدرات الطلاب الإبداعية وملكاتهم في حل المشكلات العلمية المختلفة للوقوف على المتميزين منهم ومحاولة دعمهم بشتى الإمكانات مبينا أن مديرية التربية بالمحافظة تركت المجال مفتوحا حتى الساعات الأخيرة من صباح اليوم للطلاب الراغبين بالتسجيل في السباق من مختلف المدارس وذلك لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الطلاب.
وفي حلب بين مدير التربية بالمحافظة إبراهيم ماسو أن السباق شهد مشاركة كبيرة من الطلاب وهو فرصة لاكتشاف مهارات الذكاء العليا لديهم من خلال أسئلة مؤتمتة ومتنوعة ومناسبة للمدة الزمنية المحددة فيما أشار عدد من الطلاب المشاركين في السباق إلى أنه يمثل فرصة ثمينة لهم للتنافس وتحديد مهارات كل منهم لافتين إلى أن طموحهم هو الانتساب إلى مركز المتميزين بعد حصولهم على شهادة التعليم الأساسي للمساهمة من خلال علمهم في بناء الوطن وتحصينه.
وفي الحسكة بينت إلهام صورخان مديرة التربية أن أسئلة السباق تختبر قدرة الطالب على الاستيعاب ومدى ذكائه وتعزز قدراته العلمية حيث سيتم تصحيح الأوراق مركزيا ومن ثم إعلان نتائجها للطلبة المتقدمين.
يذكر أن هيئة التميز والابداع أحدثت بموجب القانون رقم 11 لعام 2016 وهي هيئة تعنى بالتميز بمختلف جوانبه في المجتمع وتضم ثلاث إدارات هي الأولمبياد العلمي السوري والمركز الوطني للمتميزين والبرامج الأكاديمية.
سانا
إضافة تعليق جديد